ملخص خطبة صلاة الجمعة بإمامة الشيخ النائلي في جامع الجوادين (ع)
أقيمت صلاة الجمعة، بإمامة سماحة الشيخ حاكم النائلي في جامع الجوادين (عليهما السلام)، في حي الإسكان مركز المحافظة.
وقال مراسل “النعيم نيوز”، أنه “تطرق الشيخ النائلي في الخطبة الأولى مستشهدا بالآية الكريمة قال تعالى ((يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ)) إنّ العبادة هي الحالة الّتي يتوجّه فيها الإنسان باطنيًّا نحو الحقيقة الّتي أبدعته، ويرى نفسه في قبضة قدرتها وملكوتها، ويشعر أنّه محتاج إليها. وهي في الواقع سير الإنسان من الخلق نحو الخالق. بغضّ النظر عن كلّ فائدة يمكن أن تكون فيها، فهي نفسها من الحاجات الروحيّة للإنسان. وعدم القيام بها يؤدّي إلى حدوث خلل في توازنه”.
وأضاف “إنّ في وجود الإنسان فراغًا يستوعب كثيرًا من الأشياء، وكلّ حاجة لا تشبع تؤدّي إلى الاضطراب وفقدان التوازن في روحه، وإذا أراد الإنسان أن يقضي عمره بالعبادة تاركًا الممارسات الحياتيّة الأخرى، ومعرضًا عن تلبية حاجاته المنوّعة، فإنّ هذا سوف يبعث على اضطرابه وامتعاضه، والعكس هو الصحيح، أي إذا ركض الإنسان لاهثًا وراء الماديّات فقط دون الاهتمام بالمعنويّات والقضايا الروحيّة فسوف لن يقرّ لروحه قرار، وتظلّ روحه في فراغ آثار ترك العبادة”.
وتابع “إذاً العبادة حاجة ماسّة للإنسان ولا بدّ له منها، وما الأمراض النفسية المتفشية في عالم اليوم إلّا بسبب إعراض الناس عن العبادة، ولعلّنا لم نحسب لها حسابها ولكن هي حقيقية جليّة. والصلاة – بغض النظر عن كلّ شيء – طبيب متواجد في كلّ وقت، أي إذا كانت الرياضة مفيدة للصحّة، وكانت المياه الصافية ضروريّة لكلّ بيت، والهواء النقي ضروريّ لكلّ إنسان، وكذلك الغذاء السالم، فالصلاة ضروريّة أيضًا لصحّة الإنسان كضرورة تلك الأشياء وفائدتها. ولعلّكم غافلون عن أنّ الإنسان لو خصّص ساعة من وقته لمناجاة ربّه لرأى كم تطهر روحه وتصفو، وكم تفيض عليه هذه المناجاة من نقاء وصفاء واطمئنان، وتضمحلّ كلّ المفردات الروحيّة المؤذية الّتي قد يتعرّض لها الإنسان”.
وأكمل النائلي “فصلاة الجمعة ساعة من كل اسبوع يعيش فيها العبد لحظات الاجتماع الواعي تلبية لنداء الفطرة فيسمو عن اجتماع المصالح الرخيصة ويشعر انه في سفر المخلوق الى خالقه ليس وحيدا فيرى في ذلك انسا عبديا لم يعهده الا في الجمعة والجماعة وهذا هو سر التأكيد على الصلاة والأمر بها والمحافظة عليها في المأثور: “تعاهدوا أمر الصلاة وحافظوا عليه ، وقال جلّ من قائل: ﴿ وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ ﴾ ، وقال: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ ﴾ ، وقال تعالى شأنه: ﴿ وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ َبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا ﴾”.
وأردف النائلي “العبادة والتكامل الإنساني لا يمكن للإنسان أن يكون كاملًا إلّا بالعبادة. ونبيّنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم على ما هو عليه من العظمة والقرب من الله، والتبشير له بالجنّة، لكنّه كان مشغولًا بتلك العبادات، والأوراد، وكلمات التسبيح والاستغفار. وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لم يجلس مجلسًا إلّا واستغفر فيه خمس وعشرين مرّة بقوله” “أستغفر الله ربّي وأبوب إليه”. وكانت العبادة الّتي بمارسها عليّ بن أبي طالب عليه السلام ترفده بألوان القوّة والمنعة، وتفيض عليه بالضمير الوقّاد والروح المشعّة، وهو الوجود الجامع التامّ، وهو الحاكم العادل، وهو العابد في جوف الليل. فيجب أن لا نغفل قيمة العبادة”.
وأضاف “دخل “عدي بن حاتم” على “معاوية” يومًا، وكان ذلك بعد استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بسنين، و”معاوية” يعلم أنّ “عديًّا” من أصحاب الإمام المقرّبين المخلصين، فأراد منه أن ينال من عليّ ولو بكلمة واحدة. فقال له “معاوية” شامتًا مستخفًّا به: “ما فعلت الطرفات؟”، يعني بذلك أولاده طرفة وطريف وطارف، وكانوا قد استشهدوا مع عليّ بن أبي طالب عليه السلام في صفين، وكان “معاوية” يقصد إزعاج عديّ من وراء سؤاله. فقال له عديّ: “قتلوا مع أمير المؤمنين”، فردّ عليه “معاوية” بقوله: “ما أنصفك عليّ، لقد قتل أولادك وأبقى أولاده”، فقال له “عديّ بن حاتم”: “بل ما أنصفتُ عليًّا إذ قتل وبقيت بعده، ليتني كنت ميتًا وعليًّا حيّ”. فاغتاظ من جوابه وقال له مهددًا: “أما والله لقد بقيت قطرة من دم عثمان لا يغسلها إلّا دم شريف من أشراف اليمن”، وكان يعنيه بذلك.انبرى إليه “عدي” مستخفًّا به وبتهديده قائلًا: “والله يا معاوية، إنّ القلوب الّتي أبغضناك بها لفي صدورنا والسيوف الّتي حاربناك بها لا تزال في أيدينا، ولئن أقبلت نحونا بغدرك فترًا فسندنو إليك بسيوفنا شبرًا وإن حزّ الحلقوم وحشرجة الحيزوم لأهون علينا من أن نسمع المساءة في عليّ وآل عليّ عليهم السلام فتجاهل “معاوية” تهديده وقال له: “صف عليًّا”، فقال “ابن حاتم”: “إن رأيت أن تعفيني من ذلك يا معاوية”، فرفض أن يعفيه وكان يعلم بأنّ كلّ صفة من صفات عليّ عليه السلام إذا مرّت على سمع “معاوية” ستكون بمثابة طعنة في قلبه، فاستغلّ هذه الفرصة وقال كلامًا رائعًا في وصف إمامه وسيّده، ومن كلامه:” تنفجر الحكمة من جوانبه والعلم من نواحيه. ومنه: وكان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ويدنينا إذا أتيناه، ونحن مع تقريبه لنا وقربه منّا لا نكلّمه لهيبته، ولا نرفع أعيننا إليه لعظمته، يعظّم أهل الدين ويتحبّب إلى المساكين، لا يخاف القويّ ظلمه، ولا ييأس الضعيف من عدله، وأقسم بالله يا معاوية لقد رأيته ليلة وقد مثل في محرابه وأرخى اللّيل سدوله وغارت نجومه، ودموعه تنحدر على لحيته الكريمة، وهو يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، وكأنّي أسمعه الآن وهو يقول: “يا دنيا إليّ تعرضتِ أم إليّ أقبلتِ، غرّي غيري لا حان حينك قد طلقّتك ثلاثًا لا رجعة لي فيك فعيشك حقير وخطرك يسير، آه من قلّة الزاد وبعد السفر وفقد الأنيس
اي عباد الله فلا نكونن في اوقات العبادة كالدابة المعقولة اذا فك عقالها سرحت ومرحت فنكون معنين بخطابه تعالى (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) فالعبادة ليس موسما تنتهي به بل سفر ينتهي بالوصل والوصول فلا يغرنكم الغرور”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز