كتب مانع الزاملي: الشائعات جمع إشاعة، والإشاعة عبارة عن معلومة أو فكرة أو خبر، ليس لها مصدر موثوق، يتم الترويج لها ونقلها وإذاعتها في صورة شفهية أو مكتوبة أو مصورة عبر مصادر متعددة- من أبرزها مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات والصحف المجندة- بهدف التأثير على الرأي العام لتحقيق أهداف شخصية، سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو عسكرية، وتستند الإشاعة في أغلب الأحوال إلى جزء من الحقيقة كي يتم تقبلها، ومن ثم انتشارها وذيوعها على نطاق واسع، لتُحدِث أثراً فاعلاً في نفوس الناس.
والشائعات موجودة منذ فجر التاريخ، في مختلف الحضارات والثقافات والمجتمعات، لكنها تأخذ أشكالاً مختلفة ما بين خرافة وسحر وشعوذة وأفكار أو أطروحات رجالات دين وسياسة وحرب وقيادة، وتعتمد على أسباب متباينة بغرض التأثير أو التحكم في الروح المعنوية للفئة المستهدفة، أو للكشف عن مقبولية أمر ما لظروف بعينها، لذا قُسِّمت الشائعات لأنماط عديدة وفق معيار الزمن والمصدر والدلالة الوظيفية والجمهور المستهدف.
وَأَوَدُّ الإشارة إلى أهم العوامل التي تساعد على انتشار الإشاعة، ومنها غياب الحقيقة، لتصبح الإشاعة بديلاً سهلاً لدى الفئة المستهدفة، فمن المعلوم أن إزالة الشكوك والغموض نحو أمر ما يوقف سريان الإشاعة بين أفراد المجتمع، والعكس صحيح،
ولاريب في أن مروجي الإشاعة يستغلون، في كثير من الأحيان، سذاجة المتلقي، وبالأحرى عقلية القطيع، في نشرها، وهذا ما يؤكد أهمية تنمية الوعي الصحيح لدى المواطن تجاه ما يحدث وما يتم القيام به وما يُنجز على أرض الواقع، وتنمية الوعي ليس مهمة وسائل الإعلام فقط، بل سائر مؤسسات الدولة، الرسمية وغير الرسمية، تُسأل عن ذلك، عملاً بتعضيد الثقة بين المواطن ومؤسسات وطنه، ومن ثم ينمو الولاء والانتماء في النفوس التي تمتلك الوعي السليم.
وفي مرحلتنا الحاضرة وفي صراعنا الدامي مع العدو الـ sahyoni، تبرز وبشكل جلي شيطنته في استغلال الظروف للتأثير على المعنويات العالية التي قهرته وكذبت أسطورته التي عشناها لعقود في أنه صاحب الجيش الذي لايقهر أو أنه متفوق في مجالات التسليح أو أن الذين يعضدونه أقوياء وما شابه ذلك.
لكن الفعل الجبار والأسطوري الذي أوجده الطوفان المبارك بدد كل هذه الأساطير، تلاه التلاحم المصيري الذي أبداه محور المقاومين في البلدان المعروفة بإيمانها بأحقيتهم في الدفاع عن الأرض والعقيدة، ساهم في نكوص العدو وتزلزل معنوياته بسبب الخسائر البشرية والمادية التي لحقت به.
لذلك نشط الأعداء وبشراسة في نشر الأكاذيب التي توحي للمتلقي الساذج أنها خطيرة، ومنها تهديده باستهداف المراجع العظام أو استهداف أهداف غالية على نفوس المؤمنين، الهدف منها زرع التردد والقضاء على الروح المعنوية التي زرعتها الانتصارات في نفوس المجاهدين والأمة معاً، مستخدماً قنوات التواصل الاجتماعي لنشر كل ما من شأنه التأثير على روح الاندفاع والبطولة.
ولقد أدهش العالم الإصرار البطولي في مواصلة التصدي الذي أبداه حزب الله، رغم الجرح العميق الذي أوجده فقدان الأمين (رضوان الله تعالى عليه)، فلقد امتص الأبطال الصدمة وبدل العويل والبكاء تم تفعيل التصدي والمواجهة، لدرجة فشل العدو من تحقيق أي تقدم كما حصل في فشل الاجتياح البري المزمع القيام به.
إننا ملزمون أن نوضح للأمة خبث وكذب العدو، والأمة عليها أن لاتصدق الأراجيف التي يبثها الطابور الخامس التي هي وحدها يمتلكها العدو، بعد أن فقد هيبته واقتداره الذي خامر ذهنيته المريضة لسنوات خلت، إن العدو المتبجح الآن يبحث عن وساطات ومخرج من المأزق الذي يعيشه.
إن أكثر مايخشاه العدو هو حرب الاستنزاف، لأن العقيدة العسكرية للعدو بنيت على نظرية (الحرب الخاطفة) وها هو يفشل في تحقيقها، لذا علينا أن نحرمه من تأثير حربه النفسية ضدنا من خلال الشائعات المصطنعه الكاذبة.