حذر علماء من جامعة مانشستر البريطانية مما وصفوه بـ”الوباء الصامت”، لافتين إلى أن العالم يعيش أزمة مقاومة المضادات الحيوية، ما يسبب وفاة ما يقرب من 5 ملايين شخص سنويا.
وقال موقع ” sciencealert” إن العدوى الفطرية تتكيف بما يتيح لها مقاومة المضادات الحيوية، وهو ما أكده عالم الأحياء الجزيئية نورمان فان راين من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة، حيث يقول: “إن التهديد المتمثل في مسببات الأمراض الفطرية ومقاومة مضادات الفطريات، قضية عالمية متنامية”.
ويرى الباحثون أنه دون الاهتمام العاجل والتحرك في هذا الصدد، قد تصبح بعض العدوى الفطرية التي تصيب بالفعل 6.5 مليون شخص سنويًا وتودي بحياة 3.8 مليون شخص سنويا، أكثر خطورة.
ويكتب فان راين وزملاؤه، الذين ينتمون إلى مؤسسات في الصين وهولندا والنمسا وأستراليا وإسبانيا والمملكة المتحدة والبرازيل والولايات المتحدة والهند وتركيا وأوغندا: “إن التركيز على البكتيريا أمر مثير للقلق لأن العديد من مشاكل مقاومة الأدوية على مدى العقود الماضية كانت نتيجة لأمراض فطرية، والتي لم يتم الاعتراف بها إلى حد كبير من قبل المجتمع والحكومات على حد سواء”.
يشار إلى أنه في عام 2022، نشرت منظمة الصحة العالمية قائمة مسببات الأمراض الفطرية ذات الأولوية، وهما ما يعتبر أول جهد عالمي لإعطاء الأولوية بشكل منهجي لمسببات الأمراض الفطرية.
شملت مسببات الأمراض التي تعتبر الأكثر خطورة على صحة الإنسان Aspergillus fumigatus، والتي تأتي من العفن وتصيب الجهاز التنفسي؛ المبيضات، التي يمكن أن تسبب عدوى الخميرة؛ Nakaseomyces glabratus، التي يمكن أن تصيب الجهاز البولي التناسلي أو مجرى الدم؛ و Trichophyton indotineae، التي يمكن أن تصيب الجلد والشعر والأظافر.
وتعتبر الفطريات كائنات أكثر تعقيدًا مقارنة بالبكتيريا أو الفيروسات، وأكثر تشابهًا بالحيوانات في بنيتها، وهذا يجعل من الصعب والأكثر تكلفة على العلماء تطوير دواء يقتل خلايا الفطريات دون الإضرار بخلايا أخرى مهمة في الجسم.
وتتوفر أربع فئات فقط من مضادات الفطريات، لكن مقاومة هذه المضادات أصبحت الآن هي القاعدة وليس الاستثناء، لذلك يدعو الباحثون إلى أن يكون اجتماع الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الجاري، بمثابة نقطة انطلاق لنهج منظم ومتنوع لمقاومة مضادات الميكروبات.