لإحياء زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) في العشرين من شهر صفر، بدأ الزوار مسيرهم نحو مدينة كربلاء المقدسة،اليوم الأحد، منطلقين من منطقة رأس البيشة في أقصى جنوبي العراق.
طريق المشاية الممتد من محافظة البصرة إلى مدينة كربلاء المقدسة، يشهد حملات شعبية واسعة لاستقبال الزوار العرب والأجانب، وتقديم كل أنواع الطعام والشراب والخدمات.
خطط وتجهيزات
إلى جانب الحملات الشعبية، فإن انطلاق المسيرات الراجلة ترافق مع خطط وتجهيزات حكومية سبقتها، فقد وجه رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، الحكومات المحلية ببذل الجهود المطلوبة، استعداداً للزيارة الأربعينية.
كما وجّه، المحافظات التي لديها منافذ حدودية، بالقيام بواجباتها ومهامها على أكمل وجه، مؤكداً أن اللجنة الدائمية للزيارات المليونية مستمرة في عقد اجتماعاتها، منذ انتهاء مراسم الزيارة في العام الماضي، وحددت أولوياتها.
وأطلقت وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة، بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني- حملة تأهيل ورفع المشوهات وإنارة طريق (بغداد – بابل – كربلاء)، استعداداً لزيارة أربعينية الإمام الحسين (ع).
فيما أصدر وزير الداخلية، رئيس اللجنة الأمنية العليا لتأمين زيارة الأربعين، عبد الأمير الشمري، عدة توجيهات بشأن الزيارة الأربعينية.
جاء ذلك خلال ترأسه مؤتمراً موسعاً في محافظة بابل، بحضور قائد القوات البرية وعدد من القادة العسكريين والأمنيين وقيادات الشرطة والضباط والحشد الشعبي، ضم عدداً من الشخصيات والجهات الساندة من محافظات (النجف الأشرف، كربلاء المقدسة، الديوانية، واسط، بابل)، لمناقشة الاستعدادات الخاصة بزيارة أربعينية الإمام الحسين (ع)، والإجراءات الأمنية والخدمية الخاصة بهذه الشعيرة المباركة.
وأكد الشمري، على أهمية التنسيق المشترك بين جميع القطعات الأمنية والجهات الخدمية، لتقديم أفضل الخدمات للزائرين من داخل البلاد وخارجها، وتوحيد العمل بالتزامن مع هذه المناسبة.
ووجه، بالاعتماد على الجهد الاستخباري المكثف، ومراعاة تطبيق الخطط المرسومة لهذا الغرض، وتنظيم حركة الزائرين خاصة على الطرق الخارجية ومنع وقوع الحوادث المرورية، من خلال نشر المفارز في مختلف المناطق.
ويوم الخميس الفائت، أعلن وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، عن استكمال جميع الاستعدادات الخاصة بتنفيذ خطة تأمين الزيارة الأربعينية، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في محافظة كربلاء المقدسة.
وقال الشمري، خلال المؤتمر: أجريت تعديلات على الخطتين الأمنية والخدمية، مشيراً إلى أنه تم تعزيز المحافظة وقيادة العمليات، بقطعات إضافية من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، كما تم توزيع المسؤوليات بين محاور متعددة، لافتاً إلى أن حركة الزائرين، ستكون مؤمنة طيلة فترة الزيارة.
كما أعدت قيادة عمليات بغداد، خطة كاملة لتأمين الزيارة الأربعينية، وقال قائد عمليات بغداد، الفريق الركن وليد خليفة التميمي، في تصريح للوكالة الرسمية، إن الخطة تضمنت توزيع قطاعات قيادة عمليات بغداد، على طول الطرق التي يسلكها الزائرون، كذلك تسبق هذه الإجراءات عمليات استباقية في عدد من مناطق حزام بغداد، لتعزيز الأمن والاستقرار، وأيضاً تأمين الزيارة الأربعينية.
وأشار، إلى أن هنالك جهوداً استخبارية كبيرة ستقوم بتأمين جميع أماكن الزيارة، والتنسيق مع الجهات الاستخبارية الأخرى، في ما يخص المعلومات الاستخبارية وتداولها ومعالجتها في أسرع وقت، منوهاً إلى أنه تم توجيه القطاعات الأمنية بعدم قطع الطرق، وتسهيل حركة سير الزائرين والعجلات، لتكون الزيارة الأربعينية سهلة وسلسة.
ولفت قائد عمليات بغداد، إلى أن هنالك تنسيقاً مع جميع هيئات المواكب، لغرض نصب المواكب في المناطق المخصصة لها، والتنسيق في تقديم الخدمات للزائرين.
وفيما يخص استعدادات وزارة الكهرباء، أكد الوزير زياد علي فاضل، أن الوزارة ستعطي استثناءات خلال الزيارة الأربعينية، لمحافظات كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وبابل.
وأوضح، أن هناك (20) فريقاً من بغداد و(20) فريقاً من المحافظات الجنوبية مع آلياتهم، لدعم الكهرباء في محافظتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة خلال الزيارة الأربعينية.
وفي وقت لاحق، أشرف وزير الكهرباء، ميدانياً على نصب 70 محولة جديدة وأسلاك ذات جودة عالية، لضمان توفير إمدادات مستقرة من الطاقة لمواكب خدمة الزائرين.
أما وزارة الصحة، فقد تفقد وفد منها برئاسة مدير عام دائرة الصحة، رياض الحلفي، منفذ سفوان الحدودي، للاطلاع على الخدمات الصحية التي يقدمها المركز الصحي في المنفذ، لزوار أربعينية الإمام الحسين (ع)، والوافدين من دول الخليج العربي عبر المنفذ.
وقال مدير قسم الصحة العامة بدائرة صحة البصرة، تحسين صادق النزال، إنه تم توفير التجهيزات الطبية والأدوية وكذلك سيارات الإسعاف في المركز، فضلاً عن انتشار عدد من سيارات الإسعاف في طريق المشاية، لتقديم أفضل الخدمات لزوار أبي عبد الله الحسين (ع).
واتخذت مديرية الدفاع المدني، كافة الاستعدادات والتهيئة، لتأمين زيارات أربعينية الإمام الحسين (ع).
وتتضمن خطة المديرية، وفقاً لما كشفه المنسق الإعلامي لها، نؤاس صباح، خلال تصريحه لوكالات محلية، ثلاث نقاط أساسية:
أولها: تأمين الكوادر البشرية الكافية من منتسبي مديريات الدفاع المدني بكافة الأصناف وتشكيلات الدفاع المدني، للتعامل مع الحوادث المختلفة بكفاءة وخبرة واقتدار.
وثانيها: تأمين القدرات والإمكانات الآلية الحديثة المتطورة من عجلات إطفاء تخصصية وأخرى ساندة وعجلات إطفاء صغيره حديثة، يمكنها المناورة السريعة والوصول الى محل الحوادث لتفادي زخم حشود الزائرين، فضلاً عن زج عجلات الإطفاء السلمية المخصصة للفنادق والبنايات المرتفعة متعددة الطوابق ذات الاستخدام المزدوج (إطفاء/إنقاذ).
ثالثها: نشر الوعي الوقائي .. والتي تعدها المديرية من أهم النقاط التي تركز عليها الدفاع المدني..فتجنب وقوع الحادث أفضل من التعامل مع نتائجه.. لذلك حرصت على استمرار نشر الوعي الوقائي التوعوي لتجنب مسببات الحوادث ومنها الإهمال بشروط السلامة والأمان.
وتابع صباح، أن مديرية الدفاع استكملت كافة الكشوفات على بنايات محافظة كربلاء المقدسة، وفرضت إجراءات السلامة ومتطلبات الدفاع المدني، وكذلك مستمرة في طبع الملصقات والفولدرات والبروشورات التي تتضمن رقم الدفاع المدني وإرشادات ووصايا الخاصة بالزيارة الأربعينية.
وفي سياق متصل، أعلنت محافظة واسط، عن الاستعداد لاستقبال زائري الأربعينية، متوقعة دخول 200 ألف زائر يومياً.
وقال محافظ واسط، محمد جميل المياحي، في بيان، إن محافظة واسط، محور أساسي لدخول الزائرين بنسبة (60%) من الزائرين من خارج العراق، يدخلون عبر المحافظة.
وأشار، إلى “مضاعفة التنسيق المشترك بين المؤسسات الحكومية والمواكب والهيئات الحسينية والمتطوعين الذي لهم الفضل الكبير بخدمة الزائرين، وتقسيم المحافظة إلى (4) محاور أساسية وجهد مكثف وكالتالي:
-محور المنفذ الحدودي ومحور مدينة الكوت ومحور النعمانية والطرق المؤدية لها
-محور الصويرة.
تجسيد القيم والمبادئ
وخلال مؤتمر “الشعائر والمواكب الحسينية السنوي الثاني الخاص بزيارة الأربعين”، الذي أقيم في الصحن الحسيني الشريف، قال الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة، حسن رشيد العبايجي، في كلمة له، إن العالم الإسلامي والإنساني يترقب هذه المسيرة والتظاهرة المليونية، وعلينا تجسيد القيم والمبادئ العظيمة التي ضحى من أجلها إمامنا الحسين (ع).
وشدد، على جميع المؤمنين الالتزام بوصايا المرجعية الدينية العليا الموجهة إلى المواكب والهيئات الحسينية والخطباء والرواديد والشعراء، وكذلك التشابيه والابتعاد عن الاجتهادات الشخصية والممارسات الخاطئة.
يشار إلى أن الملايين من المؤمنين، ينطلقون سيراً على الأقدام إلى مدينة كربلاء المقدسة بمسافة ٦١٥ كم وبمدة مسير تمتد ٢٨ يوماً عبر ٦ محافظات، انطلاقاً من منطقة رأس البيشة في قضاء الفاو بالبصرة أقصى جنوب العراق، مروراً بمدن الناصرية والسماوة والديوانية وبابل وصولاً إلى مدينة كربلاء المقدسة في يوم الأربعين الحسيني، نصرة لقضية الإمام الحسين (ع) وثورته الخالدة.