أكد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، الانفتاح على كل الجهود لمكافحة المخدرات.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان تلقت “المعالي نيوز” نسخة منه، أن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، افتتح صباح اليوم، أعمال مؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات، الذي تشارك فيه وفود على مستوى وزراء الداخلية، وأجهزة مكافحة المخدرات، من تسع دول عربية وإقليمية”، مضيفاً “والأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، وجامعة نايف للعلوم الأمنية، فضلاً عن مشاركة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة المنظمة”.
ورحب رئيس الوزراء، في كلمة له، بالوفود المشاركة، مشيراً إلى “أهمية رفع مستوى التنسيق والتعاون المشترك، في مواجهة هذه السموم الفتاكة بالمجتمعات والاقتصاد، وتأثيراتها على استقرار المنطقة بأسرها”.
ولفت، إلى أن “العراق يضع خبراته وإمكاناته الاستخبارية، وفي مجال مكافحة الإرهاب، برسم هذا التعاون البنّاء”، منوهاً إلى أن “مكافحة المخدرات مسؤوليةٌ تتحملُها الدولةُ بكلِّ أجهزتِها وأذرعِها، كما تتحملُها مُجتمعاتُنا بجميعِ عناوينِها الاعتباريةِ العاملة”.
وبيّن السوداني، أن “المخدرات والمؤثرات العقلية عامل أساسي من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة”، موضحاً أن “تهديد المخدرات لا يقتصر على الضَرر الذي تستهدف به شبابَنا، بل يعني أن مستقبلنا بمجملهِ يقعُ في دائرةِ الأخطار”.
وتابع، أن “التخادم بين الإرهاب وعصابات المخدرات يسعى إلى خلقِ مناطقَ مَعزولةٍ، تخرجُ عن سيطرةِ القانون، وأن الترابط بين الإرهاب وزمر المخدرات، يستهدف زعزعة أمننا وهز الأسس المستقرة لمجتمعاتنا”.
وأكمل رئيس الوزراء، أنه “جرى استخدام المخدرات في تجنيد الإرهابيين، من أجل خلق منطقة غير آمنة، ووقف التنمية وإضعاف الأوطان”، مردفاً بالقول: إن “فعل المخدرات لا يختلف في نتائجهِ عن الحروب، والتهجير، ومحاولةِ قلعِ الشعوبِ من أسُسِها، بالضبطِ كما يهدُف العُدوانُ الجاري على غزّة وشعبنا الفلسطيني”.
وأشار، إلى أن “هدف المخدرات والإرهاب يتمثل في نَشرِ الصِّراع، وتوسعةِ ساحاتِ العُنف، لإنتاج التطرّف، والمزيدِ من اللاجئين”، مبيّناً أن “المُخدّراتُ لم تعدْ مجرّدَ عقاقيرَ كيميائيةٍ، تلعب بعقولِ بعضِ الأفرادِ والمُتعاطين، بل هي وسيلةٌ لتدمير المجتمعاتِ من الداخل”.
وأردف السوداني، قائلاً: “أولينا هذا الملفَّ رعاية واهتماماً مُركّزاً منذُ اليومِ الأوّلِ لعملنا، لحمايةِ المجتمع من تهديدٍ يستهدفُ الشباب، والأساسَ الأخلاقيَّ والقيْميَّ”، مؤكداً: “شرعنا في جملةِ إجراءاتٍ وقراراتٍ استهدفت تفتيتَ قدرةِ الجماعاتِ الإجراميةِ العاملة على هذهِ السموم، ورفعُ مستوى حصانةِ المجتمع، ضمنَ استراتيجيةٍ وطنيةٍ شاملةٍ لمكافحةِ المُخدّرات”.
وأوضح، أنه “بتوحيدِ الجهود وتعزيزِ التنسيقِ المُشترك، نحققَ الهدفَ المنشود، بأنْ تكونَ مجتمعاتُنا خاليةً من هذا المرضِ الاجتماعي المُصطنع”.
وصرح رئيس الوزراء، بأن “المخدّرات تسوّق الجريمة، وتروّج لها العصاباتُ الخارجةُ عن القانون، وتستهدفُ صنعَ الفُوضى والانحلال، وأن أهداف تجارة المخدرات اختلطت بالإرهابِ المُمولِ منها، وبالجهاتِ المُعاديةِ التي لا تتورّعُ عن دعمِ الجريمةِ، لتحقيقِ أهدافٍ سياسيةٍ خائبة”.
وتابع، بالقول: “نجح العراقيون في محاربة الإرهابِ ودحره على مدى عقدينِ كاملين، وهم جاهزون لتوظيف خبراتِهم في المجال الاستخباري والتنسيقِ الأمني المشتركِ، بأوسعَ ما يكون، وإن التنسيق والتعاون لملاحقةِ عصاباتِ المخدراتِ وتفكيكِها، سيخدم الأمن الإقليمي والدولي”.
وختم السوداني، قائلاً: “العراقَ مُنفتحٌ على كلِّ تعاونٍ أو جهدٍ مع الأشقاءِ والأصدقاء، وسندعم كل جهد يستهدفُ القضاءَ على بؤرِ سمومِ المخّدراتِ ومحطاتِ تصنيعِها، ويقطعُ سلاسلَها، ويقدم مرتكبيها للعدالة، لأنها جريمة عابرة للحدود”.