صحة وطب
أخر الأخبار

هل اختفى فيروس كورونا..؟

مع نهاية فصل الشتاء الذي غالباً ما يحمل في طياته العديد من الأمراض الموسمية، تضاءل الحديث عن الإصابة بفيروس كورونا والذي كان يعتبر هاجساً لدى الكثيرين خصوصا في هذا الفصل وسط تشكيك البعض بمدى خطورته واختلافه عن الانفلونزا، مرض كوفيد-19 هو المرض الناجم عن فيروس كورونا…

 

 

ادعاءات دون أساس علمي

يُصر بعض الأشخاص ومنهم من قابلتهم بي بي سي على أن فيروس كورونا جرى تضخيمه وهو لا يتعدى “نزلة برد قوية” بنظرهم، وهو ما ينفيه رئيس مركز مكافحة الأوبئة في الأردن الدكتور عادل البلبيسي ويؤكد أن كلامهم “لا يستند إلى أي أساس علمي”.

البلبيسي قال لـ “بي بي سي”، إن فيروس كورونا لم ينتهِ من العالم ومازالت تُسجل حالات في معظم دول العالم ولكن عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الجائحة قد “انتهت”، أصبح من غير الملزم للدول الإبلاغ عن الحالات والعديد من دول العالم أغلقت مراكز الفحص التي كانت منتشرة بكثرة خلال ذروة انتشار المرض.

“بعض الأشخاص الذين لديهم أعراض الأمراض التنفسية فقدوا الاهتمام بإجراء الفحص والتأكد من التشخيص باعتبار أن بعض الأعراض هي أعراض إنفلونزا موسمية”، بحسب البلبيسي.

ويؤكد عدة أطباء من أنهم عانوا من حملات تكذيب حول الفيروس منذ بدايته وحتى الآن، ما يصعب مهمتهم عند علاج المصابين الذين يهملون النصائح الوقائية ويساهم في انتشار الفيروس.

“نظرية المؤامرة بأن ما حدث هو نوع من التسلط على الناس ومستقبلهم، وحملات التكذيب على أنه نوع من الخرافات اختفت أغلبها بعدما حصد الفيروس أرواح الكثيرين، ونحن نستند على المعلومات الكافية التي لدينا عن الفيروس والتسلسل الجيني له”.

يؤذي القلب

توصلت دراسة حديثة إلى أن فيروس “سارس كوف 2″، المسبب لمرض كوفيد-19، يمكن أن يُلحق الضرر بالقلب دون إصابة أنسجته مباشرة.

وأجرى الدراسة باحثون بقيادة الدكتور ماتياس نهريندورف، من مستشفى ماساتشوستس العام في الولايات المتحدة، ونُشرت في مجلة سيركوليشين Circulation، وكتب عنها موقع ميديكال إكسبرس.

وعرف العلماء منذ فترة طويلة أن “كوفيد-19″ يزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، وقد أظهرت أبحاث التصوير السابقة أن أكثر من 50% من الأشخاص الذين يصابون بـ”كوفيد-19” يعانون من بعض الالتهابات أو الأضرار التي لحقت بالقلب، وما لم يعرفه العلماء هو ما إذا كان الضرر يحدث بسبب إصابة الفيروس أنسجة القلب نفسها، أو بسبب التهاب ناجم عن الاستجابة المناعية المعروفة للجسم تجاه الفيروس.

ودرس الباحثون الخلايا المناعية المعروفة باسم الخلايا البلعمية القلبية cardiac macrophages، والتي تؤدي عادة دورا حاسما في الحفاظ على صحة الأنسجة، لكنها يمكن أن تتحول إلى التهابات استجابة للإصابة مثل النوبة القلبية أو قصور القلب.

وقام الباحثون بتحليل عينات من أنسجة القلب من 21 مريضا ماتوا بسبب متلازمة الضائقة التنفسية الحادة المرتبطة بفيروس كورونا، وقارنوها بعينات من 33 مريضا ماتوا لأسباب غير مرتبطة بكوفيد.

ووجد الباحثون أن عدوى كورونا زادت من العدد الإجمالي للبلاعم القلبية، وتسببت أيضا في تحولها عن روتينها الطبيعي لتصبح التهابية.

وقال نهريندورف إنه عندما تتوقف الخلايا البلعمية عن القيام بوظائفها الطبيعية، التي تشمل الحفاظ على عملية التمثيل الغذائي للقلب وإزالة البكتيريا الضارة أو العوامل الأجنبية الأخرى، فإنها تضعف القلب.

وأضاف نهريندورف أن “ما تظهره هذه الدراسة هو أنه بعد الإصابة بفيروس كورونا، يمكن لجهاز المناعة أن يلحق ضررا عن بُعد بالأعضاء الأخرى عن طريق التسبب في التهاب خطير في جميع أنحاء الجسم، وهذا بالإضافة إلى الضرر الذي ألحقه الفيروس نفسه مباشرة بأنسجة الرئة”.

وقال نهريندورف “يمكن أيضا تطبيق هذه النتائج بشكل عام، حيث تشير نتائجنا إلى أن أي عدوى حادة يمكن أن ترسل موجات صادمة عبر الجسم بأكمله”. بحسب موقع “الجزيرة نت”.

تصريح مفاجئ

رغم مرور أكثر من 4 سنوات على ظهور فيروس كورونا، فما زال أصل وفصل الفيروس محض نقاش بين العلماء وسط نظريات متعددة تحدثت عن انتقاله من سوق ووهان للأسماك أو تسربه من مختبر للأبحاث.

إلا أن تصريحاً مفاجئا فجرته بروفيسورة معروفة خلال جلسة استماع في الأمم المتحدة رجحت فيه أن يكون الوباء قد بدأ من قبل العلماء، وأنه نتج عن حادثة حصلت خلال البحث.

وصدر التصريح من الدكتورة فيليبا لينتزوس، الأستاذة المشاركة في العلوم والأمن الدولي في كينجز كوليدج لندن، عند إطلاق تقرير صادر عن فريق العمل المستقل المعني بالبحوث المتعلقة بمخاطر الأوبئة، والذي يدعو إلى وضع لوائح أفضل بشأن العلوم التي تعرض أعدادًا كبيرة من الناس للخطر.

الفيروس تفشى

وفي حديثها في الأمم المتحدة في نيويورك، قالت إن “علينا أن نعترف بحقيقة أن الوباء يمكن أن يكون قد بدأ من بعض الحوادث المتعلقة بالأبحاث”، بحسب ما نقلت صحيفة “تليغراف” البريطانية.

وأضافت “هل سنكتشف ذلك؟ من وجهة نظري، أعتقد أنه من غير المرجح أن نفعل ذلك. نحن بحاجة إلى القيام بعمل أفضل في المستقبل. سنرى المزيد من الأحداث الغامضة”.

كذلك رجحت أن يكون هناك تفشٍ وتابعت “لن نعرف ما إذا كان طبيعياً أو متعمداً أو عرضياً، ونحن كمجتمع دولي بحاجة إلى إيجاد طرق يمكننا من خلالها التحقيق في ذلك”.

تحذير من أوبئة

وفي تقريرهم الجديد، يرى مؤلفو فريق العمل أن أبحاث علم الفيروسات الحديثة “زادت من قدرة العلماء على إنشاء فيروسات يمكن أن تسبب الضرر عن غير قصد أو عن قصد في بعض الحالات مع عواقب عالمية مدمرة محتملة”.

إلى ذلك حذر المؤلفون من أنه “إذا كان للفيروس إمكانات وبائية حقيقية، فإن العالم بأكمله يمكن أن يتأثر بحادث ما”.

وقال المؤلف ديفيد ريلمان، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة في جامعة ستانفورد، إنه على الرغم من أن فريق العمل لم “يتناول صراحة” أصول كوفيد، إلا أن السؤال “يكمن وراء مقدمات هذا العمل وافتراضاته والغرض منه”.

وأوضح التقرير أن الأبحاث التي لديها القدرة على إثارة جائحة لديها احتمالية كبيرة لتحقيق فائدة على المدى القريب للجمهور على مستوى العالم ويجب أن تخضع لتدقيق دولي، وهو ما يتجاوز الصحة والسلامة العادية. ويجب أن يتم تنفيذها فقط عندما لا يتوفر بديل آخر.

جمع الخفافيش

كذلك دعا الفريق أيضاً إلى بروتوكولات جديدة لجمع العينات والعمل المختبري. ويخشى أن يكون الفيروس قد انتشر من ووهان بعد أن قام العلماء بجمع الخفافيش المصابة من الكهوف النائية، وغالباً ما لا يرتدون معدات الحماية الشخصية الكافية.

بدوره قال رافي جوبتا، أستاذ علم الأحياء الدقيقة السريري في جامعة كامبريدج والرئيس المشارك لفريق العمل، للأمم المتحدة إنه من المهم “تنظيم الأنشطة المتعلقة بأنسجة الخفافيش على سبيل المثال”.

يذكر أن فريق العمل تم تشكيله بموجب نشرة علماء الذرة، واستغرق الأمر عاماً كاملاً لإصدار توصياته. وقال الفريق إنه سيعمل مع منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة لتنفيذ التغييرات.

معهد ووهان

وظهر فيروس كورونا على بعد ثمانية أميال فقط من معهد ووهان لعلم الفيروسات في ووهان بالصين، والذي كان له تاريخ في العمل على التجارب التي تزيد من فعالية الفيروسات، كان كان معروفا بالتراخي الأمني.

في حين رفضت السلطات الصينية السماح بإجراء تحقيق مناسب، ومنعت محاولات الوصول إلى المختبرات أو دفاتر الملاحظات البحثية أو قواعد بيانات العينات.

ومنذ ذلك الحين، تم تجريد المعهد من تمويله من قبل الولايات المتحدة بعد أن قضت وزارة الصحة والخدمات البشرية بأنها كانت تجري تجارب خطيرة زادت من فعالية الفيروسات التاجية قبل الوباء. بحسب موقع “العربية”.

متحول قاتل

أجرى علماء صينيون تجارب على سلالة متحورة من فيروس كورونا في جامعة بكين للتكنولوجيا الكيميائية، بينت أنها مميتة بنسبة 100%، على الأقل بالنسبة للفئران المتوافقة مع البشر وراثيًا، كما ذكر كل من موقع “بيزنس إنسايدر” وتلفزيون “إن تي فاو” الألماني.

وأضاف المصدران أن الباحثين استنسخوا فيروس (GX_P2V) الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بفيروس كورونا المسبب لكوفيد، وتم اكتشافه لأول مرة في حيوانات البنغولين (آكل النمل الحرشفي) في عام 2017. ويعتبر آكل النمل الحرشفي أيضًا مضيفًا محتملًا ينتقل منه فيروس كورونا إلى البشر عن طريق الخفافيش، بحسب “إن تي فاو”.

وفي التجارب، بحسب موقع التلفزيون الألماني، أصاب العلماءُ الفئرانَ المتوافقة مع البشر وراثيًا بالفيروس، لمعرفة تأثيره على البشر. وتلك الفئران هي التي يتم تعديل مادتها الوراثية لتصبح متوافقة مع البشر ويتم استخدامها غالبًا في الأبحاث وتطوير الأدوية.

وذكر موقع “بيزنس إنسايدر” أن نتيجة الدراسة كانت أنه، في غضون ثمانية أيام، ماتت كل الفئران التي أصيبت بالفيروس، ونقل عن مؤلفي الدراسة قولهم إن “معدل الوفيات بلغ نسبة 100%”، واصفين العملية بأنها “سريعة بشكل مذهل”. وبحسب الدراسة التي نقلها “إن تي فاو” أيضًا، فإنه ظهرت على الفئران أعراض مختلفة قبل أن تموت، منها فقدان الوزن وعلامات التعب وابيضاض العينين.

وقال باحثو الدراسة إنهم يعتقدون أن إصابة الدماغ هي سبب محتمل لموت الفئران، مضيفين أنهم يشتبهون في أن العدوى حدثت عبر الجهاز التنفسي ثم انتشرت إلى الدماغ. وأشار العلماء الصينيون في استنتاجهم إلى أن “فيروس كورونا البنغولين” يمكن أن ينتقل إلى البشر أيضًا.

دراسة رهيبة

ورغم أن الدراسة لا تزال بحاجة إلى المراجعة من قبل خبراء لم يشاركوا في إجراء الأبحاث، إلا أنها تثير ضجة في الأوساط العلمية. ونقل “إن تي فاو” عن عالم الأمراض المعدية فرانسوا بالوكس، من “كلية لندن الجامعية”، قوله: “إنها دراسة رهيبة، ولا معنى لها من الناحية العلمية على الإطلاق”، مضيفًا أنه بالكاد يمكن استنتاج أي شيء من إصابة الفئران المتوافقة مع البشر بأي فيروس، وتابع: “لكن من ناحية أخرى، أستطيع أن أرى كيف يمكن أن يحدث خطأ مثل هذا”.

ويوافقه الرأي أيضًا ريتشارد إيبرايت، الكيميائي بجامعة روتجرز في نيو برونزويك (الولايات المتحدة الأمريكية). وينتقد عدم تقديم الباحثين الصينيين أي معلومات حول احتياطات السلامة الحيوية التي تم اتخاذها خلال التجارب. وقال إيبرايت لصحيفة ديلي ميل البريطانية: “هذا احتمال مثير للقلق بأن البحث بأكمله قد تم إجراؤه دون حتى أبسط إجراءات السلامة الأساسية في الأبحاث المتعلقة بالفيروسات الوبائية المحتملة”.

لكن عالم الفيروسات الألماني مارتن شتورمر قال لمجلة “فوكوس” الألمانية: “لن أجعل الأمر مسألة كبيرة للغاية”، موضحًا أنه تم اكتشاف فيروس (GX_P2V) في عام 2017 ومن المفترض أنه كان موجودًا في حيوانات البنغولين قبل ذلك بكثير، وأضاف: “حتى الآن، على حد علمي، لم يتم وصف أي حالات إصابة لدى البشر، لذلك لا أرى أي خطر كبير هنا”. بحسب ما نشره موقع “DW”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى