أخبارمقالات
أخر الأخبار

زيارة السوداني إلى واشنطن والملفات العالقة

كتب جاسم يونس الحريري.. أعلن البيت الأبيض، في بيان له، إنه “في 15 نيسان/ أبريل 2024، سيرحب الرئيس (جو بايدن) برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في البيت الأبيض للتنسيق بشأن الأولويات المشتركة وتعزيز الشراكة الثنائية القوية بين الولايات المتحدة والعراق”.

وبيّن أن “القادة سيؤكدون من جديد التزامهم باتفاقية الإطار الاستراتيجي، وسيعملون على تعميق رؤيتهم المشتركة لعراق آمن وذي سيادة ومزدهر ومندمج بالكامل في المنطقة الأوسع”.

ولفت إلى أن “الرئيس بايدن ورئيس الوزراء السوداني، سيتشاوران حول مجموعة من القضايا خلال الزيارة، بما في ذلك الالتزام المشترك بالهزيمة الدائمة لداعش وتطور المهمة العسكرية، بعد ما يقرب من عشر سنوات من تشكيل التحالف العالمي الناجح لهزيمة داعش).

وختم بالقول: “سيناقشون أيضاً الإصلاحات المالية العراقية الجارية لتعزيز التنمية الاقتصادية والتقدم نحو استقلال العراق في مجال الطاقة وتحديثه”.

تحليل واستنتاج:

1 – أعلنت بغداد، في يناير (كانون الثاني) 2024، أنها اتفقت مع واشنطن على بدء محادثات حول مستقبل التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية في العراق من أجل وضع جدول زمني لانسحاب القوات وإنهاء مهام التحالف، لكن مع سريان المفاوضات، قالت واشنطن إنها لن تنسحب وتخطط لشراكة أمنية دائمة.

وهذا يعتبر من أهم الملفات الحساسة التي سيتحاور حوله السيد السوداني والامر يحتاج إلى واقعية وتصميم من المؤائمة بين ضرورة وعدم ضرورة وجود القوات الامريكية، فالبعض يرى أن الانسحاب الامريكي المفاجئ من العراق، خاصة أن اغلب التسليح العسكري للجيش والقوات الامنية العراقية أمريكي، خاصة بالنسبة للطائرات والدبابات الأمريكية وصيانتها، لكن هل سيتم التفاوض بين السيد السوداني والأمريكان بموجب توازن المصالح، بمعنى آخر هل بقاء بعض المستشارين لصيانة الطائرات والدبابات الامريكية، سينتج تدريب عدد كافٍ من العسكريين العراقيين المختصين بصيانة الدبابات والطائرات، والتعهد من قبل أمريكا بإعطاء فترة غير طويلة لتأهيل عدد من الكوادر الوسطية العسكرية العراقية، بعد إبقاء عدد محدود جدا من الخبراء والمستشارين العسكريين في مجال الصيانة لتلك الاسلحة في مقابل امتناع واشنطن، أن تجوب طائراتها من نوع الشينوك والمسيرة يوميا الاجواء العراقية، والتي استهدفت قيادات عسكرية عراقية لاسباب واهية هل سيتم ذلك.

2 – الملف الثاني والمهم والخطير هو (مستقبل اتفاقية الاطار الاستراتيجي) بين العراق وواشنطن في عام 2008 ، هل سيلتزم الامريكان بتحويل تواجدهم العسكري إلى استشاري، وهل ستعدل تلك الاتفاقية بتضمينها اعتبار الطيران الامريكي في الاجواء العراقية محرما ما لم تخبر قيادة الدفاع الجوي والقوة الجوية العراقية والقطعات العسكرية، التي ستطير فوقها وتقديم الاسباب الموجبة لذلك، كجزء من احترام سيادة العراق في إقليمه الجوي.

وهل سنرى تناقصا في عدد المدربين، وتضمين ذلك في الاتفاقية، إلا في الحالات الحرجة جدا، لأن هذا الوجود العسكري الامريكي في العراق لا حاجة له، وأنه سبب توترا في المشهد السياسي والحزبي والنيابي.

3 – الملف الثالث والمهم التي يحمله السيد السوداني وهو الملف الاقتصادي، وهل سيكون هناك حللة في قيام امريكا باستغلال بوابة تزويد العراق، بما يحتاجه من الاموال المخصصة له وفق مواثيق الامم المتحدة وعدم استغلال واشنطن هذا الملف لخلخلة وضعضعة الاستفرار السياسي والاقتصادي العراقي.

4 – الملف الرابع هل سيعترف الامريكان بتأهل القوات العراقية في مسك ملف الامن بدون تواجد عسكري امريكي، لا مبرر له أم سيبقى الخطاب الامريكي يراوغ على مقاربات أمنية، عفا عليها الزمن وحان الوقت ليمارس العراق واجباته الامنية للتصدي لكل المخاطر بدون تواجد عسكري امريكي لاحاجة له.

5 – الملف الاخر هو ملف التقلبات والتغيرات المناخية في العراق، هل ستمد واشنطن يدها لتزويد العراق بكل خبراتها والتكنولوجيا، التي تستخدمها لمساعدة العراق في هذا الملف.

6 – وبالرغم من تاخر زيارة السيد السوداني إلى واشنطن لكن هذه الزيارة ضرورة استثمارها لحماية شعب العراق من التدخلات الأمريكية، لأسباب واهية وغرسال رسالة إلى الامريكان أن العراق نهض وصحا من كبوته، وأنه رقم إقليمي مهم يمكن ان يشكل بوصلة توازن للقوى الاقليمية واذا لانبالغ يمكن ان يكون بوصلة توازن للقوى الدولية في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى