كشفت دراسة جديدة، أن الأشخاص الذين لديهم مواد بلاستيكية نانوية داخل أجسامهم، هم أكثر عرضة بنسبة 4.5 مرة للإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو حتى الوفاة نتيجة مخاوف صحية أخرى على مدى الثلاث سنوات الثلاث، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا تحتوي أجسامهم عليها.
وأوضحت الدراسة التي نشرت في مجلة “نيو إنغلاند” الطبية، كيف “تظهر” المواد البلاستيكية الدقيقة والنانوية (NMPs) كعامل خطر محتمل عند تقييم أمراض القلب والأوعية الدموية، وتلك هي المرة الأولى التي يتم فيها إجراء مثل هذا الربط.
و”البلاستيك النانوي” عبارة عن قطع صغيرة من البلاستيك، يمكن أن يصل قطرها إلى جزء من الألف من الملليمتر، على الرغم من أن التعريف ينطبق على أي قطعة بلاستيكية صغيرة يقل طولها عن 5 مليمترات، وهي موجودة في كل مكان، وطويلة الأمد، وغالبا ما تتطلب قرونا من الزمن لكي تتحلل، لكن الخلايا المسؤولة عن إزالة النفايات لا يمكنها تحليلها بسهولة، لذلك تتراكم المواد البلاستيكية الدقيقة في الكائنات الحية.
والمواد البلاستيكية والنانوية الدقيقة بحجم الفيروس تقريبا، وهو الحجم المثالي للتأثير سلبا على كيفية عمل الخلايا البشرية، وهي قادرة على المرور عبر مرشحات الحماية الرئيسية في جسم الإنسان، بما في ذلك بطانة الأمعاء وحاجز الدم في الدماغ، وتم العثور عليها أيضا في الطعام وحليب الأم، وحتى السحب في السماء.
وفي الدراسة الحديثة، قام الباحثون بتفحص مجموعة من المرضى الذين كان من المقرر بالفعل أن يخضعوا لعملية جراحية لحالة تعرف باسم تضيق الشريان السباتي، والتي تحدث عندما تصبح الشرايين السباتية – الأوعية الدموية الرئيسية التي تحمل الدم والأكسجين إلى الدماغ – ضيقة بعد تراكم الترسبات أو الدهون، وتساعد هذه الشرايين عادة في إمداد الدماغ بالدم وكذلك الوجه والرقبة.
ونظر الباحثون في اللويحة التي تمت إزالتها من 256 مريضا، وتتبعوا صحتهم لمدة 34 شهرا في المتوسط بعد الجراحة، ليكتشفوا جزيئات بلاستيكية، كان العديد منها عبارة عن مواد بلاستيكية ونانوية دقيقة في لوحة 150 مريضا، أي حوالي 60%.
وأثناء المتابعة، حدثت نوبة قلبية غير مميتة أو سكتة دماغية غير مميتة أو الوفاة لأي سبب في 20% من هؤلاء المرضى، وفي 7.5% من المرضى الذين ليس لديهم جزيئات بلاستيكية يمكن اكتشافها.
وأظهرت التحليلات الكيميائية، أن غالبية الجزيئات كانت مكونة إما من مادة “البولي إيثيلين”، وهو شائع الاستخدام، وتوجد غالبا في عبوات المواد الغذائية، وأكياس التسوق، والأنابيب الطبية.
وقال رافاييل مارفيلا، المؤلف الرئيسي للدراسة: “حتى الآن، تعد دراستنا هي الأولى التي تربط التلوث البلاستيكي بالأمراض التي تصيب الإنسان”.
وأضاف مارفيلا، وهو أستاذ الطب الباطني، ومدير قسم العلوم الطبية والجراحية في جامعة كامبانيا لويجي فانفيتيلي في نابولي بإيطاليا: “يجب تأكيد بياناتنا من خلال دراسات أخرى وعلى أعداد أكبر من السكان، ومع ذلك، فإن دراستنا تسلط الضوء بشكل مقنع على وجود المواد البلاستيكية وارتباطها بأحداث القلب والأوعية الدموية لدى مجموعة سكانية متأثرة بتصلب الشرايين