كتب عادل كاطع العكيلي: كان لزاماً عليّ وأنا أدرس في مجال التنمية البشرية أن أراعي موضوع تنظيم الوقت وإدارته بالشكل الأمثل، وذلك لكوني في فترات طويلة من حياتي كان الوقت يمضي من دون جدوى، ولكن في فترة إطلاعي على علم تنمية المهارات البشرية، توضحت لي أمور غاية في الأهمية هي أنّ في إدارة الوقت وتنظيمه أثر بالغ على إنجاز اللأشخاص الناجحين.
لأنّ إدارة الوقت بالشكل الأمثل هي إدارة للذات، حيث إن التنظيم للوقت والتخطيط السليم له يساعدك على وضع خططك وأهدافك موضع التنفيذ، ويكون ذلك من خلال عدم تأجيل وتسويف المهام والأعمال والخطط اليومية لك.
ويجب عليك أن تعلم أنّ للوقت مميزات يتميز بها، فهو سريع الانقضاء، ويمر مرّ السحاب وأن ما مضى من الوقت لا يعود، ولقد دأبنا في فترات كثيرة من حياتنا إلى استراتيجية الطوارئ، وهي إنجاز الأعمال والمهام في اللحظات الأخيرة.
هذه الاستراتيجية يجب أن تلغى تماماً، وعلينا أن نطبّق الحكمة التي تقول (لا تؤجل عمل اليوم إلى غد) كوننا لا نعلم ما سيخبئه لنا الغد من مشاغل ومفاجآت على جميع الصُعد، وإننا في هذه الحياة ما دمنا أحياء ونمتلك متسعاً من الوقت، يجب علينا أن نسعى إلى أن نستثمر وقتنا بأسرع ما يمكن.
ولكوني أرى الكثير من الناس التي تتذرع بالقول (ليس لدي الوقت الكافي)، وهذه مغالطة كبيرة لكوني في أكثر الأوقات أرى الكثير من الأشخاص يقضون ساعات طويلة في تصفح الإنترنيت، ومواقع التواصل الاجتماعي، أو الجلوس لساعات طويلة أمام جهاز التلفاز، أو يقضون ساعات طويلة في بعض مجالس العاطلين، التي لا يرجى منها نفعاً، وعندما تسألهم لماذا لم تنجزوا ما مطلوب منكم، يشتكي الكثير من أنهم غير ناجحين، ولا يوجد وقت لديهم للقراءة وتطوير مهاراتهم.
وعلينا أن نعلم أن الشخص الذي يهدر وقته، فإنه في الحقيقة يقتل حياته، كون الإنسان هو عبارة عن أيام، فإذا ذهب يومه ذهب بعضه، كما قال العالم الحسن البصري (يا ابن آدم، إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك)، فعلى الإنسان الناجح أن يستثمر وقته بشكل الأمثل، ما لذلك من الأثر الكبير، الذي يخلّفه في إدارة الذات بالشكل الأمثل والصحيح.