كتب طالب سعدون: تطورت في عصر التكنولوجيا المتقدمة بما فيها الإنترنت والذكاء الصناعي مهمة التعليم وخرجت من الإطار التقليدي، الذي كانت تسير عليه منذ تأسيس أول مدرسة أعقبت مرحلة الكتاتيب..
النمو السريع للمجتمعات بسبب التطور التكنولوجي، فرض مواصفات أخرى جديدة للتعليم بكل مراحله، ليخرج من الإطار الأكاديمي التقليدي إلى الإطار الحديث، حيث لم تعد مهمة المدارس والجامعات الكتاب فقط على أهميته، بل الابتكار والتطور والتواصل مع المجتمع من خلال مؤسساته المختلفة بما فيها القطاع الخاص بكل أنشطته..
لقد أصبح الوصول إلى المعلومة سهلاً وميسراً أمام الجميع من خلال الإنترنيت.. فهو مدرسة عالمية مفتوحة وفيها من المعلومات ما تفوق به مراحل دراسية عليا.. الكتاب أصبح مصدراً أساسياً واحداً بينما يضم الإنترنيت مصادر كثيرة بوجهات نظر وتطبيقات مختلفة. ولذلك لم يعد الحفظ لوحده كافياً لتخريج طالب بمواصفات العصر والعالم السريع النمو..
وهذا التطور يفرض على المدارس أن تكون مراكز للإبداع والابتكار بما يؤهل الطالب إلى الجامعة التي تطورت مهمتها هي أيضاً، لتكون ريادية في المجتمع والعمل في المؤسسات كل حسب قطاعها الإنتاجي، وبذلك تساهم في إعداد الطالب وتوفير مناخ علمي مناسب، لاكتشاف مواهبه وتطبيق ما تعلمه في المدرسة والجامعة وتوفير فرص العمل له في المستقبل، وبالتالي المساهمة في التفوق العلمي والثقافي والاقتصادي والتنموي للبلاد عموماً.
كما فرض الإنترنت على المعلم بكل المراحل الدراسية أن يكون بمواصفات تواكب العصر والنمو السريع أيضاً، لأن الطالب اليوم لا يكتفي بما موجود في الكتاب من معلومات، بل يطورها بما يطلع عليه في الإنترنيت من خلال جهاز الحاسوب الخاص في البيت، ويسأل أستاذه عن أي معلومة أو دراسة تتعلق بموضوعه.
إن التعليم بهذه المواصفات يؤهل الجامعات المتطورة أن تدخل في شراكات مع مؤسسات إنتاجية.. مع الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص الصناعية والإنتاجية والعلمية.. وبذلك يكون الطلبة مؤهلين للعمل بمواصفات العصر وقادة إنتاجيين وإداريين ناجحين في المستقبل، من خلال البيئة العلمية الجديدة والنمو السريع للمجتمعات..
ويمكن تطبيق هذه المناهج باختيار نماذج من المدارس المهنية والجامعات بمختلف الاختصاصات لربطها بالمجتمع، من خلال المؤسسات الإنتاجية المختلفة وتزويدها بأجهزة حاسوب تكفي لتطبيق ما يحتاجه الطالب والأستاذ، ويكون وسيلة تواصل ليس بينهما فقط لأغراض التعليم، بل مع مختلف الاختصاصيين والعلماء في العالم، إن لم يكن مباشرة فمن خلال الاطلاع على نتاجاتهم وأبحاثهم ودراساتهم..
وبذلك تكون هذه المؤسسات التربوية متميزة في العمل والتطبيق، وليس التميز في الحفظ أو كما يطلق عليه في العامية (بالدرخ) فقط.. ويكون التعليم بكل مراحله مرتبطاً بالمجتمع وحاجة البلاد والعصر والنمو السريع في العالم المتقدم.