كتب د. محمد أبو بكر..الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، ونحمده أكثر بأن منّ علينا ببعض الحكام الذين تملأ قلوبهم الرحمة والعطف والحنان، حكّام يثبتون يوما بعد آخر مدى وقوفهم الصلب إلى جانب الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ألله أكرمنا بهم وهم الذين يضعون نصب أعينهم مصالح الفلسطينيين، خاصة في ظلّ المطلب الأخير لحبيبهم نتنياهو .
بعض حكّام العرب، وحسب مصادر عبرية طلبوا من نتنياهو مؤخرا بعدم اجتياح رفح في شهر رمضان، فهؤلاء لا مانع لديهم من الإجتياح وارتكاب مجازر أخرى، ولكن المهم أن لا تجري في رمضان، وهذا يثبت بالدليل القطعي حكمة وحنكة هؤلاء الحكّام، ومواقفهم الصلبة المؤازرة للشعب الفلسطيني في هذا الظرف .
تلك الأنظمة لا تحسب أي حساب لعشرات آلاف الشهداء والجرحى، فهم مشاركون ومتواطئون مع كيان الإحتلال، فأهل غزة اليوم يجري قتلهم وإبادتهم ليس بسبب صواريخ الإحتلال وقصف دباباته وطائراته، بل بسبب ذلك الصمت المخزي عربيا وإسلاميا، فهم يرغبون بفناء المقاومة تماما كما هو حال قادة الكيان، فالأهداف لدى الصهاينة وحكّام الردّة واحدة .
ما علينا .. الرسائل العربية واضحة لنتنياهو بعدم القيام بعملية عسكرية في الشهر المبارك، وهنا أوجّه سؤالا لتلك الأنظمة .. أخبرونا، بالله عليكم، عن الوقت المناسب لاجتياح رفح، واخبرونا أيضا عن المكان الذي سيجري فيه تهجير الشعب الفلسطيني، واخبرونا أيضا، أيها الحكّام، هل دماؤكم دماء عربية نقية أم فيكم بعض الدماء الصهيونية ؟
طبعا، حكّام تلك الأنظمة يخشون من ارتكاب مجازر في رمضان، خوفا من نقمة الشعوب العربية على تلك الأنظمة، فالشعوب تتحيّن الفرصة للثورة والإنقضاض، لم يعد هناك مجال للإحتمال أكثر من ذلك، حالة من الإحراج تعيشها بعض الأنظمة التي استساغت الذلّ والهوان، فإطالة أمد الحرب لا يصبّ في مصالحها أبدا، وكثيرا ما حثّت نتنياهو على ضرورة الإسراع في القضاء على المقاومة .
أقترح على تلك الأنظمة معاودة الإتصال بنتنياهو، والقيام بإبلاغه بضرورة اجتياح رفح قبل الشهر الفضيل، وإذا ما كان في الأمر صعوبة، فإن أيام عيد الفطر مناسبة لذلك، أو بين العيدين، ولكم الإختيار أيها الحكّام !
المزيد من الإستغراب يجتاحني، لا أكاد تصديق وجود حكّام عرب نال منهم الذل والهوان ما نال، لا أصدّق بأنني أعيش في هذا الزمن الأغبر، بات فيه التحالف مع الصهاينة هدفا وطموحا لأجل المحافظة على الوجود وعدم السقوط، ليس مهما رؤية أشلاء الشهداء من الأطفال والنساء، ولكن المهم هو الإبتعاد عن غضب تل أبيب وواشنطن .
يارب عفوك .. ما ذا حلّ بأمّة محمد وعيسى ؟ هل نحن بشر وباتت قلوبنا غلف ومن حجر ؟ هل هؤلاء الحكّام هم فعلا من جلدتنا ومن طينة بلداننا ؟
ياشعبنا الفلسطيني في غزة والضفة .. لا تركنوا لأي نظام، ولا تقنطوا من رحمة الله، ما يجري اليوم هو استكمال لمخطط الخيانات والتآمر الممتد عبر ما يقارب المئة عام، النصر قادم والتحرير أقرب من أي وقت مضى، واغسلوا أيديكم تماما من هذه الأمّة المهترئة وأنظمتها البالية .
إلى الغالبية من حكّام العرب .. تقول السيدة أم كلثوم : أكاد أشكّ في نفسي لأني أكاد أشكّ فيك وأنت منّي ! وسلامتكم