اتضح للعلماء أن التقلبات المناخية منعت القرود الضخمة من التكيف مع الظروف البيئية الجديدة، كما لم تسمح لها بالهجرة السريعة إلى مناطق بعيدة، ما أدى إلى انقراضها.
ويشير المكتب الإعلامي لجامعة ماكواري الأسترالية، إلى أنه وفقا للباحثين، انقرضت أكبر الرئيسيات في تاريخ الأرض Gigantopithecus (القرود الضخمة) قبل حوالي 300 ألف عام، بسبب التقلبات المناخية الحادة التي كانت تستمر فترات طويلة في جنوب وجنوب شرق آسيا.
ويقول البروفيسور تشانغ ينغ تشي، من معهد علم الحفريات الفقارية وعلم الإنسان القديم التابع لجامعة كاس الصينية: “يعتبر تاريخ جيغانتوبيثيكوس أحد الألغاز العظيمة في علم الحفريات – كيف اختفى مثل هذا الرئيسي الضخم خلال فترة قصيرة جدا، بينما نجت الرئيسيات الأخرى من مصير مماثل. لقد اتضح لنا أن هذا يرجع إلى أنه كان لجيغانتوبيثيكوس نظام غذائي خاص، لذلك لم يتمكن من التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة بسرعة”.
وقد توصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج في إطار مشاركتهم في مشروع دولي واسع النطاق يهدف إلى إعادة بناء الظروف المناخية التي عاش فيها آخر جيغانتوبيثيكوس (Gigantopithecus blacki)، الذي يعتبر أكبر الرئيسيات في تاريخ الأرض. ويعتقد أن وزنه كان يصل إلى 200-300 كلغم وطوله إلى ثلاثة أمتار.
وتجدر الإشارة إلى أن العلماء عثروا على بقايا هذه الرئيسيات لأول مرة في جنوب الصين عام 1956، ومنذ ذلك الحين درس الباحثون بقايا 157 منها وتبين أنها انقرضت قبل حوالي 300-350 ألف عام.
وقد اتضح للباحثين أنه قبل حوالي 600 ألف عام حصلت تغيرات حادة في مناخ جنوب وجنوب شرق آسيا، التي أصبحت خلال 200- 300 ألف سنة التالية موسمية بشكل ملحوظ وغير مستقرة جدا. وكانت هذه التغييرات مصحوبة بتدهور في نوعية النظام الغذائي لـ Gigantopithecus وانتقالها القسري من التغذية على الفواكه ذات السعرات الحرارية العالية واللينة إلى الكتلة الحيوية النباتية الأكثر صلابة المحتوية على نسبة قليلة من العناصر المغذية.
المصدر: تاس