كتب مهدي قاسم…مر اليوم العالمي للغة العربية بصمت ومر كرام : فلا قالوا أهلا ولا سهلا ، ترحيبا بها وإجلالا لها ..
علما أن اللغة العربية هي الكنز الوحيد الذي بقي للعرب والناطقين بها ..
وهي بلا شك لغة ثرية وزاخرة بمفردات وتعابير في منتهى الجمال والرقة وكذلك من حيث تتمتع بقدرتها التعبيرية البارعة و الفائقة في التوغل والغوص إلى أعماق النفس البشرية تجسيدا وتصويرا مذهلا ، وربما لهذا السبب قد تكون هي أقرب إلى أن تكون لغة الشعر خاصة ولغة الأدب والفنون عامة ، أكثر مما تكون قربا إلى لغة العلوم أو المصطلحات و المسائل العلمية ..
فمن هنا أهمية الحرص و ضرورة العناية والرعاية باللغة العربية وصونها من عمليات استخدامات مشوّهة من قبل أشباه أميين وبعض الطارئين على الكتابة و الذين أتاحت لهم مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي امكانية الكتابة المجانية والنشر السهل ، ولكن بلغة ركيكة و مليئة بأخطاء نحوية وإملائية فادحة ، أخذت تنتشر على نطاق واسع ، إلى حد بات قبولها كأمر واقع مسلم به ! ، بينما نحن نعرف جيدا إن الذي يتحوّل إلى أمر واقع مسلم به للوهلة الأولى ، فسرعان ما قد يصبح ظاهرة قائمة بحد ذاتها ، لتكون ، فيما بعد ، متداولة بشكل شبه يومي بين جيل وآخر..
و يمكن القول إن هذا ما يحدث الآن بحكم ارتكاب مجازر لغوية شبه يومية بحق اللغة العربية و بإمعان وإصرار عجيبين ..
وربما قد فات الأوان لفعل أي شيء يمكنه وقف هذه الإساءة و التشويهات و المجازر المرتكبة بشكل شبه يومي بحق اللغة العربية الثرية والجميلة الساحرة .
بينما نحن ( وبعض آخر مثلنا من الحريصين على جمال وسلامة اللغة العربية ) لا نستطيع غير أن نقرع نواقيس التنبيه والتحذير ، عسى ولعل أو ربما ، ثمة من سميع أو مجيب .