تعد الشقيقة (الصداع النصفي) مرض عصبي وراثي، حيث يشعر المريض بآلام رأس شديدة، يعيقه عن ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، كما لو كانت هناك عاصفة رعدية تهب داخل رأسه، ويشمل مجموعة من الأعراض العصبية منها وجع الرأس بالدرجة الأولى، والغثيان والرهاب الضوئي (الانزعاج من الضوء)، ولكن يمكن الحد من هذه الآلام بواسطة الراحة، وتعاطي المسكنات، واتباع حياة يومية منتظمة.
وقال الاطباء المتخصصون في العلوم العصبية الإكلينيكية وطب الأعصاب الإكلينيكي إنه في حالة الإصابة بالصداع النصفي (داء الشقيقة)، وهي من أنواع الصداع الأساسية، لا بد أن يتجنب الإنسان تناول المشروبات الغازية واللحوم المصنعة والمخللات والغلوتاميت أحادية الصوديوم والتوابل والشوكولاتة، فجميعها تفاقم ألم الصداع. ويمكن تناول مسكنات الألم، مثل الباراسيتامول، لكن يجب تجنب تناول المسكنات على نحو منتظم، ويفضل التعامل مع سبب الصداع.
أسباب الصداع
يقول اطباء العلوم العصبية الإكلينيكية وطب الأعصاب الإكلينيكي، إن الصداع ينقسم إلى فئتين أساسيتين:
الصداع الثانوي
هو ما ينجم عن: ارتفاع ضغط الدم، وأمراض العين، والتهاب الأذن الوسطى أو التهاب الجيوب الأنفية، ووجع الأسنان، والحمى، ونزلات البرد، والإنفلونزا، واضطراب مستويات السكر في الدم.
الصداع الأساسي
هو ما يصيب الإنسان بشكل مستقل من دون أن تكون له علاقة بمرض آخر، وقد يحدث أو يتفاقم لأسباب نفسية أو انفعالية، أو بسبب التوتر، أو خلل في وظائف بعض أعضاء الجسم، أو تغير في نمط الحياة.
أطعمة تسبب الصداع
فيما يوصي المتخصصون بالابتعاد عن الأطعمة التي قد تسبب الصداع، مثل:
ـ الكافيين
ـ صلصة الصويا
ـ صلصة الطماطم
ـ اللحوم المصنعة مثل النقانق
ـ الأطعمة المجمدة
ـ الأطعمة المالحة والمخللة والمخمرة.
تدابير لتجنب هجمات الشقيقة
لتجنب هجمات الصداع النصفي ينصح الخبراء باتباع التدابير البسيطة التالية:
أولى خطوات تجنب هجمات الصداع النصفي هي تحديد السبب المحفز لنوبة الصداع، الذي قد يرجع إلى ضوضاء الشارع أو الموسيقى الصاخبة أو الأضواء الساطعة؛ ويساعد السجل اليومي في تحديد السبب الحقيقي الكامن وراء نوبات الصداع النصفي.
النظام الغذائي
قد تكون هناك علاقة بين النظام الغذائي والإصابة بنوبات الصداع النصفي، وهو ما يمكن أيضا التحقق منه بواسطة السجل اليومي؛ حيث إن الصداع النصفي قد تحفزه بعض الأطعمة مثل الشوكولاتة والمقليات والجبن وبعض المنتجات الحيوانية، كما أن التدخين قد يتسبب في حدوث تغيرات بالأوعية الدموية تنتج عنها نوبات الصداع النصفي.
وعند الاشتباه في أحد هذه الأشياء، فينبغي الابتعاد عنه بعض الوقت، وعند اختفاء الصداع أو تراجع نوباته بشكل ملحوظ، فيكون قد تم تحديد “الجاني”، ومن ثم يمكن في المستقبل تجنبه بكل بساطة.
انتظام مسار اليوم
التغيرات المفاجئة في الروتين اليومي بسبب الحصول على وظيفة جديدة أو ولادة طفل مثلا، يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بنوبات الصداع النصفي، وفي هذه الحالة يمكن مواجهة الصداع النصفي من خلال المسار المنتظم لليوم، أي تناول الطعام في الأوقات نفسها، والذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه.
الاسترخاء
يعد التوتر في العمل والعلاقات والضغوط العاطفية الأخرى من أهم العوامل المحفزة لنوبات الصداع النصفي؛ وهنا ينصح الأطباء بأخذ فترة 15 دقيقة يوميا للهدوء والاسترخاء، ومن المفيد أيضا أداء بعض تمارين اليوغا والتأمل أو المشي البطيء.
ممارسة الرياضة
تعد الرياضة سلاحا فعالا لمحاربة التوتر اليومي؛ إذ أظهرت الدراسات أن المواظبة على ممارسة الرياضة تسهم في خفض وتيرة وحدة نوبات الصداع النصفي؛ ولهذا الغرض يُفضل ممارسة رياضات قوة التحمل، مثل الجري أو السباحة أو ركوب الدراجات الهوائية.
وقد تحدث الشقيقة مرة أو مرتين في السنة، كما قد تصيب يوميا. والنساء أكثر عرضة للإصابة بالشقيقة من الرجال، إذ وفقا لخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة تصيب الشقيقة واحدة من بين خمسة نساء، مقابل واحد من بين كل 15 رجلا، اما على الصعيد العالمي فإن أكثر من 10 بالمئة من سكان العالم يعانون من الشقيقة، وهذا وفقا للمؤسسة الوطنية للاضطرابات العصبية.