هل سيكون الذكاء الاصطناعي نعمة أم نقمة على العمل البشري؟ هذا هو الجدل الذي يدور بين الخبراء وقادة الأعمال حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في العمل، والذي يمكن أن يكون مصدرًا للتحديات أو الفرص للبشر.
ومن بين المؤيدين للفرص، الملياردير بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، الذي قال في بودكاست «ماذا الآن؟»، إن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل البشر في وظائفهم؛ بل إنه سوف يساعدهم على تحسين حياتهم، حيث سيجعل البشر يعملون لمدة 3 أيام فقط في الأسبوع، ويستمتعون بالراحة والترفيه في الأيام الأخرى.
وأضاف غيتس، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر الكثير من السلع والخدمات، ولا يضطر الناس إلى العمل لمدة تزيد عن خمسة أيام عمل في الأسبوع لكسب أجر معيشي، وفقًا لمجلة فورتشن.
ولكن غيتس لم يتجاهل أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون خطيرًا إذا تم إساءة استخدامه. وفي شهر يوليو، نشر مدونة من 3000 كلمة حول التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي، وقال فيها: «لا أعتقد أن تأثير الذكاء الاصطناعي سيكون دراماتيكيًا مثل الثورة الصناعية، لكنه بالتأكيد سيكون كبيرًا مثل ظهور الكمبيوتر الشخصي، إن تطبيقات معالجة النصوص لم تلغ العمل المكتبي، لكنها غيرته إلى الأبد، وكان على أصحاب العمل والموظفين التكيف، وقد فعلوا ذلك».
ومن بين القادة الاقتصاديين الآخرين الذين يشاركون غيتس رؤيته، جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان JPMorgan، الذي توقع في تصريحات لوكالة بلومبرغ، أن الجيل القادم من العمال لن يكون لديه سوى 3.5 يوم عمل في الأسبوع بسبب الذكاء الاصطناعي.
وقال ديمون، إن أطفالنا سيعيشون حتى 100 عام ولن يصابوا بالسرطان بسبب التكنولوجيا، ومن المحتمل أن يعملوا ثلاثة أيام ونصف في الأسبوع.
وفي الوقت نفسه، فإن غيتس وديمون ليسا أول قادة الاقتصاد الذين توقعوا أن التكنولوجيا ستؤدي إلى أسبوع عمل أقصر، حيث إنه في مقال نشر عام 1930 بعنوان «الاحتمالات الاقتصادية لأحفادنا»، توقع الاقتصادي جون ماينارد كينز، أن جيل أحفاده سيعمل 15 ساعة أسبوعيًا بسبب زيادة الإنتاجية، في حين كان كان المتوسط في المملكة المتحدة في عهد كينز هو 36.4 ساعة.
الذكاء الاصطناعي يمكن الموظفين من العمل لمدة أقل وبكفاءة أعلى، هذا ما خلص إليه تقرير لشركة ماكينزي، الذي وجد أن الذكاء الاصطناعي التوليدي والتقنيات الناشئة الأخرى لديها القدرة على أتمتة المهام التي تستغرق ما بين 60% إلى 70% من وقت الموظفين في الوقت الحالي، مما يضيف ما بين 2.6 تريليون دولار إلى 4.4 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي كل عام.
وبفضل هذه التكنولوجيا، يمكن للموظفين تقليص ساعات عملهم، والاستمتاع بـأسبوع عمل مكون من أربعة أيام أو أقل، دون التأثير على إنتاجيتهم أو دخلهم.
وقد أظهرت دراسة بريطانية أجريت على 61 منظمة، أجرتها جامعة كامبريدج، أن أسبوع عمل مكون من أربعة أيام، أدى إلى انخفاض في أيام العمل المرضية والإرهاق، وزيادة في الرضا والكفاءة. وهناك بعض الشركات في الولايات المتحدة ودول أخرى، التي تجرب أسبوع عمل مدته أربعة أيام، وتقول إن ذلك يجعل الحياة أفضل لموظفيها مع استمرار تقدم التكنولوجيا، وفقًا لمجلة فورتشن.
ومن المرجح أن تحظى المناقشات حول مستقبل العمل وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير الأشياء، بمزيد من الاهتمام، خاصة مع مشاركة الأشخاص المؤثرين مثل غيتس وديمون أفكارهم حول ثقافة العمل التي تركز أكثر على وقت الفراغ.