أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الثلاثاء، عن استضافة العراق مؤتمراً دولياً في شباط المقبل سيشهد التوقيع على اتفاقيات تعاون مع عدد من الجامعات العالمية.
وقال وكيل الوزارة لشؤون البحث العلمي، حيدر عبد ضهد، على هامش المشاركة في أسبوع العلم المشترك بين إيران و العراق، في تصريح للوكالة الرسمية، وتابعته “المعالي نيوز”. إن “العراق يعمل في إطار مشروع لتدويل التعليم العالي في العراق”، مبيناً، أن “الزيارة والمشاركة في هذا الأسبوع تأتي في إطار مشروع لتدويل التعليم العالي في العراق يقوده وزير التعليم العالي نعيم العبودي”.
وأضاف ضهد، أن “هذا المشروع فيه محاور كثيرة بدءا من مبادرة (أدرس في العراق) لدعوة الطلبة الأجانب للدراسة في العراق وأيضا لفتح آفاق التعاون مع الجامعات العالمية من أجل ربط الجامعات العراقية بالجامعات العالمية وفي مختلف الساحات مثل أوروبا وأستراليا و الولايات المتحدة و شرق آسيا”، مشيراً الى “أننا اليوم نأتي لإقامة هذا الأسبوع العلمي المشترك الذي يضم ستين جامعة من البلدين وتشارك في هذا الاسبوع 25 جامعة عراقية 13 منها حكومية و12 أهلية، إذ إن الهدف من إقامة هذا الأسبوع هو تعميق العلاقات الثقافية والعلمية والأكاديمية بين الجامعات الإيرانية والجامعات العراقية”.
وأوضح، أن “هناك محاور كثيرة طرحت في هذا الأسبوع، أبرزها تبادل الأساتذة وتبادل الباحثين وإقامة البحث العلمي المشترك والدراسات العلمية التي تهم البلدين وإضافة إلى ذلك تبادل الطلبة للدراسة في العراق وإيران ومعالجة بعض الإشكالات التي حدثت في الفترة الماضية وخصوصا إشكالات الطلبة العراقيين الدارسين في الجامعات الإيرانية وما رافقها من إشكالات أثناء فترة جائحة كورونا و بعضها مستمر إلى الآن”.
وبشأن المكانة العلمية للجامعات العراقية، أكد ضهد، أن “الجامعات العراقية شهدت طفرة نوعية هذا العام من خلال تصنيفها في قائمة التايمز ودخول 13 جامعة عراقية لتصنيف التايمز، في حدث غير مسبوق ويحدث لأول مرة، وصنّف تصنيف التايمز العالمي الجامعات في العراق وللمرة الأولى في الترتيب 73 وهي مرتبة متقدمة جداً”.
وتابع، أن “ما يحدث في هذا الأسبوع هو لتعزيز هذه المراتب العلمية المتقدمة من خلال إشراك الباحثين العراقيين مع الباحثين في الجامعات الإيرانية، وفي الحقيقة أن الجامعات الإيرانية متقدمة جداً في التصنيف ولديها مراكز بحوث متقدمة في مجال الطاقة و المياه والتطبيقات الصناعية، و لذلك لقاء الباحثين العراقيين مع الباحثين الإيرانيين سيعزز مكانة البحث العلمي المشترك ويؤثر بشكل إيجابي على السمعة الأكاديمية والبحثية على الجامعات العراقية بما يؤثر بشكل مباشر على مستوى التعليم العالي في العراق”.
ولفت، إلى أن “وزارة التعليم العالي تستعد لإقامة مؤتمر عالمي ضخم جداً سيعقد في تاريخ 17 شباط من العام المقبل، حيث كان من المؤمل إقامته في تشرين الثاني إلا أنه تم تأجيله بهدف الإعداد الجيد، وسيكون برعاية رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي بشكل مباشر”، موضحا، أنه “سيتم دعوة 55 من أفضل الجامعات في العالم ومن مختلف دول العالم، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط وأستراليا وشرق آسيا”.
وأشار، إلى أن “المؤتمر سيتضمن عقد اتفاقات تعاون بحثي و أكاديمي بين الجامعات العراقية وهذه الجامعات العالمية”، معرباً عن أمله “أن يكون هذا المؤتمر انطلاقة جديدة وكبيرة للتعليم العالي في العراق”.
من جانبه، ذكر الملحق الثقافي في سفارة جمهورية العراق في طهران ياسر عبد الزهرة الحجاج، أن “وزارة التعليم العالي في هذه الفترة اتخذت استراتيجية تدويل التعليم العالي في العراق ولذلك كان مشروع أدرس في العراق من أهم المشاريع التي تم تبنيها من قبل وزارة التعليم العالي وكذلك توطيد وتعزيز العلاقات الثنائية بين الجانب العراقي والدول الصديقة والحليفة في المنطقة وكانت على رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، منبهاً، أن “هذا الملتقى هو الأول في أن تجتمع وزارة التعليم العالي في البلدين بحضور ومشاركة أكثر من 60 رئيس جامعة، إذ اجتمعنا واتفقنا على تنفيذ مذكرات التفاهم التي جاءت تحت مظلة اتفاقيات قد أبرمت قبل 6 أشهر مع وزير التعليم العالي نعيم العبودي، وننتظر أن تكون المخرجات بالتالي تصب في صالح الواقع التعليمي للبلدين”.
وبين، أن “هذا اللقاء جاء بعد 4 أشهر من اجتماع ممثلي وزارات التعليم العالي في بغداد، واتفقوا على المضي في تنفيذ 16 بنداً من بنود مذكرات التفاهم الموقعة سابقاً”.
وأكد رئيس جامعة بغداد منير حميد السعدي، أن “هناك خارطة طريق لخلق بيئة تعاون بحثي و علمي و أكاديمي بين الجامعات العراقية والجامعات الإيرانية، إذ إن الجامعات الإيرانية لديها مواقع متقدمة على التصنيف العالمي كما الحال لدى بعض الجامعات العراقية ومن أجل تعزيز واقع الجامعات العراقية كان هناك اتفاقات مختلفة تتركز على تبادل الأساتذة بين الجامعات وإمكانية الحضور في الجامعات بين البلدين لإلقاء المحاضرات أو اعتماد التعليم الإلكتروني، فضلا عن إنشاء الفرق البحثية المختلفة”.
وحول المواضيع المشتركة بين الجامعات، قال السعدي: إن “البلدين يعانيان من نفس المشاكل البيئية والتصحر والمناخ ومشاكل الطاقات المتجددة”، مشيراً، الى أن “هناك أفكارا من أجل خلق فرق بحثية تتناول هذا المشروع وتكون نتائجه مفيدة للطرفين، إضافة إلى موضوع استقبال طلبة الدراسات العليا من الطرفين لإكمال بحوثهم والدخول في الإشراف المشترك وكذلك الدخول في لجان المناقشة، حيث كان على هامش هذا الاجتماع موضوع استقبال جامعة بغداد أساتذة اثنين من جامعة طهران الأسبوع المقبل وسيمضون سنة لإنجاز البحوث في جامعة بغداد”.
بدوره، أوضح رئيس الجامعة التكنولوجية أحمد الغبان، أن “الورش التي جاءت على امتداد هذا المؤتمر شهدت تبادلا ثقافيا وعلميا عالي المستوى بين الجامعات وأصبح الجانب الإيراني على معرفة بما تحمله الجامعات العراقية من تطلعات ورؤى انعكست على الرغبة في التعامل الثنائي المشترك لزيادة التفاهمات وكذلك زيادة مستويات العمل الميدانية”، مضيفاً، أن “الجانبين أكدا منذ البداية أن لا تكون الاتفاقات حبرا على ورق و أن يكون هناك تطبيق واسع لمذكرات التفاهم الموقعة”.
وأكد، “أهمية تطبيق جميع التفاهمات منذ لحظة التوقيع عليها والاستفادة من الخبرات وجميع ما يتفق عليه في المجال التكنولوجي وقضايا الطاقات المتجددة و المياه”، لافتاً إلى “ضرورة عدم التركيز على تبادل الطلبة فقط بل على موضوع الدراسات إلى مرحلة ما بعد الدكتوراه والحاجة الى التبادل الفكري بين وزارات التعليم العالي في البلدين”.
وأشار مساعد رئيس جامعة الإسراء الأهلية للشؤون التعليمية، إلى أن “هذه النشاطات العلمية و الأسابيع العلمية المشتركة تؤثر على مستوى التعاون العلمي والتعليمي بين المشاركين وترفع من مستوى الطالب العلمي؛ لأنها تمهّد الأرضية لتلاقح الأفكار والخروج بنتائج تحقق الأهداف المرجوة منها”.
يذكر أن أسبوع العلم بين جمهورية العراق والجمهورية الاسلامية الإيرانية سينتهي يوم الخميس المقبل.