أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بجامع الرحمن في المنصور، بإمامة الشيخ جاسم البهادلي.
وجاء في خطبتي صلاة الجمعة، وتابعتهما “النعيم نيوز”:
الخطبة الأولى، عنوان الخطبة: القائد وقيادة الأمة (صلاة الجمعة أنموذجاً)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” الجمعة (9)
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “من غسل يوم الجمعة واغتسل، ثمّ بكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام واستمع ولم يلغ، كان له بكلّ خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها” بحار الأنوار: ج٨٦، ص٢١٣.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً: “أربعة يستأنفون العمل: المريض إذا بريء، والمشرك إذا أسلم، والحاجّ إذا فرغ، والمنصرف من الجمعة” بحار الأنوار: ج٨٦، ص١٩٧
يؤكد القرآن الكريم وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) تأكيداً ملفتاً على إقامة صلاة الجمعة، وكأي فريضة يأتي عليها مثل هذا التأكيد تتوجه أقلام وأبحاث وتحقيقات المفكرين من العلماء عموماً وعلماء المسلمين بالخصوص، للبحث عن مدى أهمية هذه الفريضة باحثين عن أسباب التأكيد عليها.
وفي هذا الصدد وجدت آلاف المؤلفات، التي لا أريد في هذه العجالة التوقف عندها. وإنما أتحدث عن التأثير العملي الذي أحدثته هذه الفريضة في الواقع الديني، ولا أجد أوضح صورة وأوقع تأثيراً في النفوس، من الحديث عن الحقبة التي عاصرناها في التسعينات بعد أن وجه بإقامتها شهيدنا الصدر قدست روحه النقية.
فلقد كانت صلاة الجمعة حينها عنواناً ومظهراً لقوة المسلمين، كما كانت مصدراً من مصادر إثارة الحركة الفقهية بين المؤمنين، ولقد رسخت صلاة الجمعة أروع صور تحمل الأذى في سبيل الطاعة، بل والتلذذ بها، وانتظار هذه الفريضة بفارغ الصبر من أسبوع إلى أسبوع، كما شكلت صلاة الجمعة أقوى وأسرع وسيلة للارتباط العملي بين القائد وأنصاره.
أيها الأحبة في الله: إن استذكار هذه الفريضة وأجوائها في تلك الفترة الزمنية أمر جيد ومرغوب به، لكن الأمر أفضل والحالَ أكمل، اذا استطعنا أن نمازج الاستذكار بالاعتبار، وان نقارن اليوم بالأمس؛ لنرى أين وصلت الأمة وهل وفت بعهدها مع قائدها ومبادئه وتضحياته.
ولكي يتضح الأمر جلياً نراجع أهم الصور التي أفرزتها الحركة الصدرية ضمن محورية صلاة الجمعة المباركة:
الصورة الأولى- صلاة الجمعة والتربية الفكرية
ويتضح ذلك من خلال ملاحظة تركيز السيد الشهيد الصدر في صلاة الجمعة على المفاهيم والأهداف الفكرية الإسلامية المبثوثة في القرآن الكريم وأحاديث النبي الأكرم وروايات أهل البيت (عليه وعليهم السلام)، تلك المفاهيم والأهداف التي لابد وأن تبقى حاضرة في ضمير الأمة لأصالتها ونضوجها وقدرتها على مواكبة الظروف والأحداث في كل زمان ومكان.
الصورة الثانية- صلاة الجمعة والتربية الأخلاقية
سواء في حديث السيد الشهيد الصدر عن العلاقة مع الله تعالى أو مع النبي وأهل بيته المعصومين أو العلاقة بين المؤمنين أنفسهم، ففي كل تلك الحالات تجد نظره ( قده) متجهاً وبوضوح نحو صناعة المؤمن صناعة أخلاقية، وكأنه بل هو حقيقة كذلك ينظر إلى أبنائه وبناته ويشخص مناطق الخلل الأخلاقي في شخصياتهم ويعالجها بالتدريج، وهذا هو منهج القرآن الكريم في صناعة الإنسان المؤمن، تعال معي سريعاً لننظر إلى القرآن الكريم، ولنقرأ معاً ما نطق به المولى عز وجل في صناعة النبي موسى وهي يقول: ﴿ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ﴾ [طه: 13]،
وقوله تعالى: ﴿ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾ [طه: 41]،
وقوله تعالى: ﴿ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴾ [طه: 39].
الصورة الثالثة- صلاة الجمعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قال: “من أمر بالمعروف، ونهى عن المنكر فهو خليفة الله في الأرض وخليفة رسوله”.
وهكذا رأينا صلاة الجمعة في تلك الفترة الذهبية وهي تنضح بتفعيل هذه الفريضة المعطلة، فأثرت أثرها البالغ في المجتمع، فترك العاصون ممن لم تصله كلمة الهداية قبل ذلك، أنواعَ المنكرات بعد أن وصلهم صوت الجمعة الذي هو صوت الله تعالى، فعمّ الالتزام بالصلاة والصوم والتفقه في الدين والتزام الحجاب وانتشاره خصوصاً في الجامعات، ونبذ السفور الذي كان هو السمة الغالبة في المجتمع وترك المنكرات التي كانت منتشرة كشرب الخمر والقمار، كما انعدمت المشاكل والمشاجرات بين الشباب إلى حد كبير، كما تحولت محلات التسجيل الغنائي إلى تسجيلات إسلامية بشكل ألفت نظر الحكومة الصدامية وأقلقها.
ولنجرِ الآن سوية مراجعة سريعة للأهداف التي تحققت على يدي السيد الشهيد الصدر أو التي أراد (قده) أن تتحقق، فهل استمرت الأمة في السير على نهجه الذي هو نهج النبي والأئمة الطاهرين عليهم السلام أم أنها تخلّت عنها؟
فهل الأمة سائرة في ركب الحركة الفكرية التي أراد (قده) لها أن تنضج وتستمر أم لا؟
وهل الأمة سائرة في إكمال ما بدأه (قده) من تربية أخلاقية لروح الفرد المؤمن؟
وهل استمرّت الأمة في وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أم أنها تخلت عنها؟
ولا أريد هنا إعطاء نسبة محددة للإجابة عن التزام واستمرار أبناء الحركة الخاصة بالسيد الشهيد بما تقدم، وإنما أتحدث عن حالات وهي ليست قليلة أقطع بأنها تراجعت تراجعاً من حيث السير في هذه المحاور الثلاثة.
وأبرز شاهد على ما أقول هو حالة التراخي الفكري والأخلاقي المنتشرة بين المؤمنين الذين يفترض أن يملؤوا كل ساحات العمل الرسالي بفكرهم الناضج وروحيتهم العالية، كما نبه إلى ذلك سماحة المرجع اليعقوبي في خطاباته الأخيرة مستشعراً حالة التراخي تلك.
أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلا أتحدث عن الالتزام به فقد تراجعت الأمة من ناحيته حتى وصل الأمر بالبعض، بأن يروا المعروف منكراً والمنكر معروفاً كما وعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
كما برزت حالة المجاملة لأهل المنكر والانتفاعيين والانتهازيين من أهل الدنيا على حساب الحق والدين من قبل أشخاص لم نكن نتوقع أن يصلوا إلى هذه المرحلة يوماً من الأيام.
عن الإمام علي عليه السلام: “لا يقيم أمر الله سبحانه إلا من لا يُصانِع ولا يُضارِع، ولا يتبعُ المطامع” نهج البلاغة: الحكمة 110.
ومن هنا ادعو المؤمنين من أبناء الحركة الرسالية التي أسسها وضحى من أجلها السيد الشهيد وخصوصاً من أكملوا المسيرة على يد مرجعنا وقائدنا اليعقوبي (دام ظله) أن يراجعوا أنفسهم فكراً وأخلاقاً وورعاً، كما أدعوهم إلى أن يقفوا وقفة الرجال كما عهدناهم مع الحق والقيم، ويبتعدوا عن مجاملة أهل المنكر وأهل الدنيا والانتفاعيين الذي لا همّ لهم إلا إشباع غرائزهم في المال والجاه والسلطة وغيرها، خصوصاً من يدعي من هؤلاء الانتماء إلى الخط الديني الحركي.
وعلينا أن نعلم بإن عاقبة قلة الحزم المهانة في يوم القيامة كما ورد في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): “إياكم والتّهاون بأمر الله، فإن من تهاون بأمر الله أهانه الله يوم القيامة” – المحاسن للبرقي،1 – 181 – 286.
الخطبة الثانية، عنوان الخطبة: الخصومة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال إمامنا علي بن أبي طالب (ع): (من بالغ في الخصومة ظلم ومن قصر فيها ظُلم. ولا يستطيع أن يتقي الله من يخاصم).
حديثنا في أربعة محاور.
١- سلبيات الخصومة..
٢- أسباب الخصومة..
٣ -كيف نزيل الخصومة؟
٤-كيف نهرب من الخصومة؟
المحور الأول: ماهي سلبيات الخصومة؟
١- العذاب النفسي.
٢ – تضييع الطاقات.
٣ – التسقيط.
٤ – الوقوع في الحرام.
٥ – تفكيك المجتمع.
والمحور الثاني: ماهي أسباب العداوة الخصومة؟
١ – تركيبة الشخصية..
٢ – تضارب المصالح.
٣ – التحاسد.
٤ – سوء الظن…
٥- الاستماع الى اهل النميمة
٦ – الأمور الصغيرة…
كالاستخفاف
والتجرؤ
وقلة المبالاة
والمزاح الزائد…
المحور الثالث: كيف نزيل الخصومة
بالنقاط التالية
١ – اتهام النفس.
٢ – التنازل.
٣ – عدم نسيان الروابط المشتركة.
٤ – عدم المقاطعة الكلية.
٥ – العفو.
٦ – العمل بالأحسن.
٧ – المصالحة.
وأما المحور الرابع: كيف أهرب من الخصومة
فهناك أحاديث عديدة وعلاجات في هذا المجال..
ورد عن الإمام علي (ع): (يا بني إياكم ومعاداة الرجال فإنهم لا يخلون من ضربين: عاقل يمكر فيكم؛ أو جاهل يعجل عليكم)”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز