اخبار اسلامية
أخر الأخبار

‘بإمامة الشيخ صلاح الأسدي‘.. خطبتا صلاة الجمعة في أبي الخصيب

أقيمت صلاة الجمعة المركزية، بمسجد وحسينية الإمام المهدي (ع)، في منطقة أبو كوصره/قضاء أبي الخصيب، بإمامة الشيخ صلاح الأسدي.

 

وذكر مراسل “النعيم نيوز”، أن “ملخص خطبتي صلاة الجمعة المركزية، بمسجد وحسينية الإمام المهدي (ع) في منطقة أبو كوصره/ قضاء أبي الخصيب، بإمامة الشيخ صلاح الأسدي:

وكان موضوع الخطبة الأولى: (عاداتنا في شهر رمضان):

إن شهر رمضان المبارك هو أفضل الشهور، كما عَبَّرَ عن ذلك النبي (صلى الله عليه و آله) بقوله: “شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات”، ولذلك فإن شهر رمضان المبارك يجب أن يُحيى بالأعمال الصالحة، واجتناب كل ما يسيء إلى مكانته وفضله مما يخدش في مفهوم الصيام الكامل، وهو اجتناب كل المفطرات المادية والمعنوية والسلوكية.

وفي مجتمعنا ـ كما في الكثير من المجتمعات الإسلامية الأخرى ـ توجد بعض العادات والسلوكيات الحسنة التي يجب أن تُنَمَّى وتُقَوَّى، كما توجد في المقابل بعض العادات و السلوكيات الخاطئة التي ينبغي التخلص منها، وإحلال السلوكيات الحسنة مكانها.

العادات الحسنة:

1 ـ تلاوة القرآن الكريم: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله: “من تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور”، وقال الإمام الباقر (عليه السَّلام): “لكل شيء ربيع، وربيع القرآن شهر رمضان”.

2 ـ الاهتمام بالفقراء و المساكين: وقد حًثًّ نبينا (صلى الله عليه وآله) الأغنياء في هذا الشهر الفضيل على الإنفاق على المحتاجين من الفقراء والمساكين، إذ يقول (صلى الله عليه وآله): “وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، وتحننوا على أيتام الناس يُتحنَّن على أيتامكم”.

وهذه العادة الحسنة يجب أن توظف في دفع عجلة العمل الخيري والتطوعي في مجتمعنا.

3 ـ تنشيط الزيارات: لقد حث النبي (صلى الله عليه وآله) على زيارة الأرحام في هذا الشهر المبارك، إذ يقول (صلى الله عليه وآله): “من وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه”.

كما ورد الحث على زيارة المؤمنين والأصدقاء، فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله: “من زار أخاه المؤمن إلى منزله لا حاجة منه إليه كتب من زوار الله، وكان حقيقاً على الله أن يُكرم زواره”، وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: ” الزيارة تنبت المودة”، وقال الإمام الصادق (عليه السلام): “ما زار مسلم أخاه المسلم في الله ولله إلا ناداه الله عَزَّ و جَلَّ أيها الزائر طبت و طابت لك الجنة”.

4 ـ الإقبال على صلاة الجماعة: فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: “قد أظلكم شهر رمضان، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيامه لله عَزَّ و جَلَّ تطوعاً، من تَقَرَّبَ فيه بخصلة من خير كان كمن أدَّى فريضة فيما سواه، ومن أدَّى فيه فريضة كان كمن أدَّى سبعين فريضة فيما سواه”.

5 ـ تبادل أطباق الطعام: إذا كان الإنسان يتبادل الطعام بعنوان (إفطار صائم) فإن له أجراً وثواباً عظيماً كما ورد عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) حيث قال: “أيها الناس: من فَطَّرَ منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه.

قيل: يا رسول الله ! وليس كلنا يقدر على ذلك.

فقال: اتقوا النار ولو بشق تمرة، اتقوا النار و لو بشربة ماء”.

العادات الخاطئة:

1 ـ قلة الفاعلية: اعتاد الكثير من الناس في مجتمعنا على قلة الفاعلية، وانعدام النشاط، وعدم الإنجاز في شهر رمضان الكريم، فنجد أن الكثيرين يتضاعف نومهم في شهر رمضان الكريم عما في غيره من الشهور، ويصاب العديد من الناس بحالة من الكسل والخمول والملل مما يؤدي إلى تدني إنتاج ما يقوم به الموظف أو العامل أو الطالب عما تعود إنتاجه خلال الشهور الأخرى.

وبنظرة سريعة للتعاليم الدينية نلحظ التأكيد الشديد على أهمية إحياء أيام وليالي شهر رمضان الكريم في العبادة والذكر والدعاء، ومضاعفة الأعمال الصالحة، فشهر رمضان الأعمال فيه مقبولة كما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) حيث يقول: “وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب”.

2 ـ الإسراف في الطعام: من السلوكيات الخاطئة أيضاً أيام شهر رمضان المبارك هو الإسراف والإفراط في تناول الطعام وكأنه يريد تعويض ما فاته وقت النهار مما يضيع على نفسه الفوائد الصحية من الصيام.

والقرآن الكريم يشير إلى حقيقة مهمة وهي أهمية الاعتدال في الأكل والشرب، يقول تعالى: ﴿… وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ ويقول الرسول العظيم (صلى الله عليه وآله): “إياكم و فضول المطعم فإنه يسم القلب بالفضلة، ويبطئ بالجوارح عن الطاعة، ويصمُّ الهمم عن سماع الموعظة”، ويقول الإمام علي (عليه السلام): “من كثر أكله قلت صحته، وثقلت على نفسه مؤونته”، وقال الإمام علي (عليه السلام) أيضاً: “كثرة الأكل والنوم يفسدان النفس، ويجلبان المضرة”، و قال الإمام الصادق (عليه السلام): “ليس شيء أضر لقلب المؤمن من كثرة الأكل، وهي مورثة لشيئين: قسوة القلب، وهيجان الشهوة”.

وما انتشار الأمراض الخطيرة في مجتمعنا كأمراض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب… إلخ إلا نتيجة ـ في أحد أسبابها ـ للإفراط في تناول الطعام، وعدم الوعي الغذائي فيما يجب تناوله يومياً.

ولذلك، يجب أن يكون شهر رمضان للتدرب على الانضباط في المأكل و المشرب، والاعتدال دائماً في تناول الأغذية، وبذلك يتحقق لنا الفوائد الصحية من الالتزام بفريضة الصيام، وكما قال الرسول (صلى الله عليه وآله): “صوموا تصحوا”.

3 ـ الإدمان على مشاهدة التلفاز ومواقع التواصل: يُعَدُّ الإدمان على مشاهدة التلفاز ومواقع التواصل في شهر رمضان المبارك من السلوكيات الخاطئة، إذ يقضي الكثير من الناس أوقاتهم فيها وبعضها يدخل في قائمة (ما يحرم مشاهدته).

إن علينا أن نتوجه إلى الله تعالى في شهر الله، شهر رمضان، الذي “هو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار”.

أما الشقي حقاً فهو من يرتكب المحارم تلو المحارم وخصوصاً في شهر رمضان، وكما قال الرسول (صلى الله عليه وآله): “إن الشقي حق الشقي من خرج منه هذا الشهر ولم يغفر ذنوبه”، وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً قوله: “فمن لم يغفر له في رمضان ففي أي شهر يغفر له؟!”.

إننا بحاجة لاستثمار أجواء رمضان الإيمانية في تكريس السلوكيات و العادات الحسنة، والتخلص من السلوكيات والعادات الخاطئة، وتجذير القيم الأخلاقية في البنية الاجتماعية، وإشاعة السلوكيات الحسنة في الفضاء الاجتماعي العام، وبذلك تتحقق الغايات النبيلة من فلسفة الصيام.

الخطبة الثانية: (شهر رمضان في كلمات أهل بيت العصمة)

أمالي الصدوق: عن أبي الورد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الناس في آخر جمعة من شعبان فحمد الله وأثنى عليه ثمَّ قال: أيّها الناس إنّه قد أظلّكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، وهو شهر رمضان، فرض الله صيامه، وجعل قيام ليلة فيه بتطوّع صلاة كمن تطوّع بصلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشهور، وجعل لمن تطوّع فيه بخصلة من خصال الخير والبرّ كأجر من أدّى فريضة من فرائض الله، ومن أدّى فيه فريضة من فرائض الله كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور. وهو شهر الصبر، وإنّ الصبر ثوابه الجنّة وهو شهر المواساة، وهو شهر يزيد اللّه في رزق المؤمن فيه، ومن فطر فيه مؤمناً صائماً كان له بذلك عند اللّه عتق رقبة ومغفرة لذنوبه فيما مضى (إلى أن قال:) ومن خفف فيه عن مملوكه خفف اللّه عنه حسابه, وهو شهر أوله رحمة, وأوسطه مغفرة, وآخره الإجابة والعتق من النار, ولا غنى بكم فيه عن أربع خصال: خصلتين ترضون اللّه بهما, وخصلتين لا غنى بكم عنهما, فأما اللتان ترضون اللّه عز وجل بهما, فشهادة أن لا إله إلا اللّه, وأن محمداً رسول اللّه (ص) وأما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون اللّه فيه حوائجكم والجنة, وتسألون العافية, وتعوذون به من النار.

عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأصحابه: ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب قالوا بلى قال: الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطع دابره والاستغفار يقطع وتينه ولكل شيء زكوة وزكوة الأبدان الصيام.

وعن أبي الصّلت الهروي قال: دخلت على الامام الرّضا (عليه السلام)في آخر جمعة من شعبان فقال لي: يا أبا الصّلت انّ شعبان قد مضى أكثره وهذا آخر جمعة فيه فتدارك فيما بقى تقصيرك فيما مضى منه وعليك بالإقبال على ما يعنيك، وأكثر من الدّعاء والاستغفار وتلاوة القرآن وتب إلى الله من ذنوبك ليقبل شهر رمضان إليك وأنت مخلص لله عزّوجل، ولا تدعنّ أمانة في عنقك الّا أدّيتها ولا في قلبك حقداً على مؤمن إلّا نزعته، ولا ذنباً أنت مرتكبه إلاّ أقلعت عنه، واتقّ الله وتوكّل عليه في سرائرك وعلانيتك (وَمَنْ يَتَوكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ اِنَّ اللهَ بالِغُ اَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَىء قَدْراً) وأكثر من أن تقول في ما بقى من هذا الشّهر: اَللّهُمَّ اِنْ لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لَنا فيما مَضى مِنْ شَعْبانَ فَاغْفِرْ لَنا فيما بَقِيَ مِنْهُ، فإنّ الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشّهر رقاباً من النّار لحرمة هذا الشّهر.

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطبنا ذات يوم فقال: أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات هو شهر، دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعائكم فيه مستجاب فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإن الشقي من حرم من غفران الله في هذا الشهر العظيم واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم وعما لا يحل الاستماع إليه اسماعكم وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم وتوبوا إلى الله من ذنوبكم وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم فإنها أفضل الساعات ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده يجيبهم إذا ناجوه ويلبيهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه يا أيها الناس إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أن الله تعالى ذكره أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين ولا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين.

أيها الناس من فطر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه فقيل يا رسول الله وليس كلنا يقدر على ذلك فقال (عليه السلام): اتقوا النار ولو بشق تمرة اتقوا النار ولو بشربة من ماء أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازاً على الصراط يوم تزل فيه الأقدام ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عنه حسابه ومن كف فيه شره كف الله فيه (1) غضبه يوم يلقاه ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه من قطع رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ومن تطوع فيه بصلاة كتب له برأة من النار ومن أدى فيه فرضاً كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور ومن أكثر فيه من صلاة علي ثقل الله ميزانه يوم تخفف الموازين ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور.

أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فاسألوا ربكم (أن) لا يغلقها عليكم وأبواب النيران مغلقة فاسألوا ربكم (أن) لا يفتحها عليكم والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم (أن) لا يسلطها عليكم قال أمير المؤمنين (عليه السلام) فقلت: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال: يا أبا الحسن

أفضل الأعمال في هذه الشهر الورع عن محارم الله ثم بكى فقلت: يا رسول الله ما يبكيك فقال: يا علي ابكي لما يستحل منك في هذا الشهر كأني بك وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة على فرقك (قرنك) فخضب منها لحيتك قال: أمير المؤمنين (عليه السلام) فقلت يا رسول الله: ذلك في سلامة من ديني؟ فقال: في سلامة من دينك ثم قال (عليه السلام): يا علي من قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن سبك فقد سبني لا نك مني كنفسي روحك من روحي وطينتك من طينتي أن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك واصطفاني وإياك واختارني للنبوة واختارك للإمامة ومن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي.

يا علي أنت وصييي وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي أمرك أمري ونهيك نهي أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته على عباده”.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى