مقالات
أخر الأخبار

قمة بغداد للحوار والسلام

كتب حسين علي الحمداني: قمة بغداد تشكل في توقيتها وملفاتها حالة يجب أن تحصل في المنطقة، التي شهدت أزمات كثيرة في السنوات الماضية، وما زالت الكثير منها تدور في حلقة مفرغة بسبب غياب الحوار المباشر بين الأطراف المعنية من جهة، ومن جهة ثانية محاولة الدول الكبرى إبقاء الوضع على ما هو عليه، في الكثير من الملفات ومنها بالتحديد ملف الإرهاب وقضية اليمن وأزمة لبنان وغيرها من الملفات المعقدة الأخرى.

 

وبالتالي نجد أن سعي العراق لجمع دول المنطقة على طاولة واحدة من شأنه أن يذيب الكثير من جبال الجليد في علاقاتها مع بعضها البعض. خاصة أن العراق عانى كثيراً من التقاطعات الكبيرة بين دول المنطقة وتمكن من تجاوز الكثير منه. وهو الآن يحاول أن يجعل بغداد عاصمة السلام في المنطقة، والبعض قد يسأل هل العراق قادر أن يكون وسيطاً ناجحاً في هذا؟.

الجواب بالتأكيد نعم لا سيما أن سياسة العراق الحالية قائمة على إقامة أفضل العلاقات مع دول المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام. وتجلى ذلك بوضوح في زيارات رئيس الحكومة لأغلب دول المنطقة وبالمقابل زيارات الكثير من مسؤولي دول المنطقة والعالم لبغداد في الأشهر القليلة الماضية. مما يدلل على عودة العراق لمكانته الطبيعية في العلاقات الدولية ويمكنه ممارسة دوره الإيجابي في استقرار المنطقة عبر طرح مبادرات للتقارب بين الكثير من دول المنطقة. خاصة بين إيران ودول الخليج العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.

وهذا من شأنه أن يضع الأسس المتينة لحل الكثير من القضايا وفي مقدمتها قضية اليمن.

مضافاً لذلك تجربة العراق في العقدين الماضيين تجعل رؤيته لصناعة الاستقرار والسلام والسعي للتنمية والتكامل الأمني والاقتصادي بين دول المنطقة مع بعضها البعض أكثر وضوحاً من بقية الدول. التي لم تمر بتجارب قاسية كما مر بها العراق، ومن ثمّ أن مصلحة العراق العليا تقتضي طاولة حوار إقليمية ودولية هدفها تصفير مشاكل المنطقة وبداية مرحلة جديدة.

الأجواء مناسبة جداً لبلورة رؤية جديدة لمنطقتنا قائمة على احترام سيادة دولها وتعزيز دور كل منها في صناعة الأمن والاستقرار واستثمار مواردها في تنمية بلدانها وتجاوز عقد الماضي. وهذا من شأنه أن يجعلنا نرى شرق أوسط جديد ومختلف عما شاهدناه في العقود الأخيرة.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى