اخبار اسلامية
أخر الأخبار

أقيمت صلاة الجمعة في قضاء الصويرة بإمامة السيد ضياء الحسني

أقيمت صلاة الجمعة المباركة في حسينية الصادقين مركز قضاء الصويرة بإمامة جناب السيد ضياء الحسني (أعزه الله) بتاريخ ١٦ ربيع الثاني ١٤٤٤ هج الموافق ١١ تشرين الثاني ٢٠٢٢م.

وكان محور الخطبة الاولى حول الآية الكريمة ،
{ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} 133 ال عمران

: سارعوا / تعني التسابق للوصول الى هدف معين فيحاول كل واحد باستخدام المزيد من السرعة ان يسبق صاحبه ومنافسه .
: فتعني في الآية عدم الغفلة عن حقيقة الدنيا وعدم الركون اليها ،
فعلينا ان نتذكر بانها دار فناء وايامها معدودة و نسمع ما قاله امير المؤمنين ‘ محذرا منها اذ قالا : (( فَإِنِّي أُحَذِّرُكُمُ الدُّنْيَا، فَإِنَّهَا حُلْوَةٌ خَضِرِةٌ، حُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ، وَتَحَبَّبَتْ بِالْعَاجِلَةِ، وَرَاقَتْ بِالْقَلِيلِ، وَتَحَلَّتْ بِالْآمَالِ، وَتَزَيَّنَتْ بِالْغُرُورِ، لاَ تَدُومُ حَبْرَتُهَا ، وَلاَ تُؤْمَنُ فَجْعَتُهَا، )) وقال : (( ايُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا الدُّنْيَا دارُ مَجَازٍ ، وَ الْآخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ، فَخُذُوا مِنْ مَمَرِّكُمْ لِمَقَرِّكُمْ، إِنَّ الْمَرْءَ إِذَا هَلَكَ قَالَ النَّاسُ: مَا تَرَكَ؟ وَقَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ: مَا قَدَّمَ؟ ))

وَلَقَدْ كَانَ فِي رَسُولِ الله ِـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ كَافٍ لَكَ فِي الْأُسْوَةِ (11)، وَدَلِيلٌ لَكَ عَلَى ذَمِّ الدُّنْيَا وَعَيْبِهَا، وَكَثْرَةِ مَخَازِيهَا وَمَسَاوِيهَا، …..

وَإِنْ شِئْتَ ثَنَّيْتُ بِمُوسى كَلِيمِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إذْ يَقُولُ: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَىَّ مِنْ خَيْر فَقِيرٌ﴾، وَاللهِ، مَا سَأَلَهُ إِلاَّ خُبْزاً يَأْكُلُهُ، لاِنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ بَقْلَةَ الْأَرْضِ، وَلَقَدْ كَانَتْ خُضْرَةُ الْبَقْلِ تُرَى مِنْ شَفِيفِ صِفَاقِ بَطْنِهِ، لِهُزَالِهِ وَتَشَذُّبِ لَحْمِهِ

وَإِنْ شِئْتَ ثَلَّثْتُ بِدَاوودَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ صَاحِبِ الْمَزَامِيرِ، وقَارِىءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلَقَدْ كَانَ يَعْمَلُ سَفَائِفَ الْخُوصِ بِيَدِهِ ، وَيَقُولُ لِجُلَسَائِهِ: أَيُّكُمْ يَكْفِينِي بَيْعَهَا! وَيَأْكُلُ قُرْصَ الشَّعِيرِ مِنْ ثَمَنِهَا.

وَإِنْ شِئْتَ قُلْتُ فِي عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَلَقَدْ كَانَ يَتَوَسَّدُ الْحَجَرَ، وَيَلْبَسُ الْخَشِنَ، وَكَانَ إِدَامُهُ الْجُوعَ، وَسِرَاجُهُ بَاللَّيْلِ الْقَمَرَ، وَظِلاَلُهُ في الشِّتَاءِ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ، ودَابَّتُهُ رِجْلاَهُ، وَخَادِمُهُ يَدَاهُ

فَتَأَسَّ بِنَبِيِّكَ الْأَطْيَبِ الْأَطْهَرِـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ فَإِنَّ فِيهِ أُسْوَةً لِمَنْ تَأَسَّى، وَعَزَاءً لِمَنْ تَعَزَّى ـ وَأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ الْمُتَأَسِّي بِنَبِيِّهِ، وَالْمُقْتَصُّ لِأَثَرِهِ .

اذن على الانسان العاقل ان يجعل الدنيا في حجمها المحدود ويتزود الى دار الاخرة .
عجبتُ للمرء في دنياه تطمعُه في العيش والاجلُ المحتوم يَقطًعُهُ
يُمسي ويصبح في عشواء يخبطها اعمى البصيرة والآمالُ تخدعُهُ
يغتر بالدهر مسروراً بصحبتِهِ وقد تيقن ان الدهر يَصرعُهُ
يجمع المالَ حِرصاً لا يُفارقُهُ وقد درى انه للغير يجمعُهُ
تراه يشفق من تضييع دِرهمه وليس يَشفق من دينٍ يُضيّعُهُ
واسوأ الناس تدبيراً لعاقبة من انفق العُمر في ما ليس يَنْفَعُهُ

(( يا دُنيا غُرّي غَيري ، إلَيَّ تَعَرَّضتِ أم إلَيَّ تَشَوَّفتِ ؟ هَيهاتَ هَيهاتَ ! لا حانَ حينُكِ ، قَد أبَنتُكِ ثَلاثا لا رَجعَةَ لي فيكِ ، عُمُرُكِ قَصيرٌ ، وعَيشُكِ حَقيرٌ ، وخَطَرُكِ يَسيرٌ ، آه مِن قِلَّةِ الزّادِ وبُعدِ السَّفَرِ ووَحشَةِ الطَّريقِ )).

: ثم قالت الاية الكريمة (إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ) الانسان بطبيعة حاله يخطا ويقصر وربما يظلم ففي كل هذه الحالات ان يلجأ الى الله تعالى لكي يُغفر له ويرد الاخرة سليما ، لان الاخرة عالم الحساب ، عن امير المؤمنين (ع) في وصيته لابنه الحسن (ع) ((واعلم أن أمامك عقبة كؤودا (1)، المخفف فيها أحسن حالا من المثقل، والمبطئ عليها أقبح حالا من المسرع، وأن مهبطك بها لا محالة على جنة أو على نار. )) فالآخرة يوم يقوم الحساب ويوم يقوم الاشهاد
ويوم يقوم الروح والملائكة صفا ويوم يقوم الناس لرب العالمين

{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ }

انه سبحانه واسع المغفرة والرحمة { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } . الله رحيم بالعباد ، على الانسان ان يتوب من افعاله المذمومة ويرجع الى الله تعالى { وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا } النساء 110 علينا ان نرجو الله تعالى في كل الاحوال و…..{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } عن رسول الله (ص) (( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ))

اللهم بحق فاطمة وابيها وبعلها وابنيها والسر المستودع فيها ان ترحمنا وتغفر لنا ذنوبنا وتكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار برحمتك يا ارحم الراحمين اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
ملخص الخطبة الثانية
{ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ }
هذه الصفات الاربعة ترتبط بتعامل الانسان المؤمن مع الاخرين البعض يتصور ان الابتعاد عن الناس وعدم المشاركة في المجتمع امرا تكاملي والافضل دائما ؟! فالقران الكريم بهذه الاية يريد من الانسان ان يسارع الى مغفرة الله تعالى والجنة عن طريق العمل مع افراد المجتمع .
الصفة الاول / الانفاق في السراء والضراء
الصفة الثانية / الكاظمين الغيض
الصفة الثالثة / العافين عن الناس
الصفة الرابعة / الاحسان ( والله يحب المحسنين )

خلاصة القول ان القران الكريم يامر المسلم بان يكظم غيضه اولا ثم يطهر قلبه بالعفو عنه ثم يطهر فؤاد خصمه من كل رواسب الضغينة وبقاء العداء بالإحسان اليه .
انه تدرج عظيم من صفة انسانية خيرة الى صفة انسانية اعلى هي قمة الخلُق وذروة التكامل المعنوي.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى