أقيمت صلاة الجمعة، بامامة الشيخ سلام الربيعي في جامع الجوادين (عليهما السلام) في حي الإسكان.
وتطرق الشيخ الربيعي في الخطبة الأولى وحضرها مراسل “النعيم نيوز”، “فالزهراء رمز للعفة والطهارة، يقول لها الرسول : ”بنية فاطمة ما هو خير للمرأة؟ قالت: أن لا ترى الرجل ولا الرجل يراها“ أي لا ترى الرجل برؤية تثيرها ولا يراها الرجل برؤية تثيره.
وفي مجال العلاقة الزوجية تضرب لنا الزهراء المثل في صِدق العلاقة بين الزوج وزوجته، وفي عمق العلاقة بين الزوجين، الإمام أمير المؤمنين يحكي عن الزهراء: ”والله ما أغضبتني قط، ولا خالفت لي أمراً قط، وما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر قط حتى قبضها الله إليه“ وهي التي قالت للإمام أمير المؤمنين علي في أوقات احتضارها وشهادتها: ”أبا الحسن هل وجدتني كاذبة أو خاطئة أو خالفتك منذ عاشرتك؟ قال: حاشى لله أنتِ أبر وأتقى من أن أوبخكِ“.
وأضاف الربيعي ان “الزهراء في مجال الرصيد الروحي ومجال العلاقة مع الله والعبادة، يقول ابنها الإمام الحسن الزكي: ”ما رأيت أعبد من أمي فاطمة، كانت إذا قامت إلا صلاتها لم تنفتل من محرابها حتى تتورم قدماها من طول الوقوف بين يدي ربها، وما رأيتها دعت لنفسها قط، وإنما تدعو للمؤمنين والمؤمنات“ تعيش الخُلق حتى في العبادة، والعطاء الصادق في المحراب، تعيش الرأفة والرحمة بالمجتمع البشري حتى في مناجاتها وابتهالاتها، ”وما رأيتها دعت لنفسها قط، أقول لها أماه فاطمة: لم لا تدعين لنفسك؟ فتقول: بني حسن، الجار ثم الدار“.
يقول الإمام أمير المؤمنين إن فاطمة كسحت البيت حتى أغبرت ثيابها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، فأصابها من ذلك ضعف شديد فقلت لها: هلا ذهبت إلى أبيك وطلبت منه خادماً فذهبت إليه، وهي ابنة رئيس الدولة وهي التي تكنس البيت وهي التي تطحن الرحى وتغسل وتطبخ وكله تقوم به بنفسها وهي ابنة رئيس الدولة الذي بيده الثروة كلها ومقاليد الثروة أقبلت إلى أبيها فوجدت معه حُداثاً رجعت إلى البيت، يقول الإمام علي: فلما جن الليل دخل علينا رسول الله ونحن في منامنا متلحفين فأردنا أن نقوم فقال: على مكانكما اجلسا. فجلسنا، فجلس عندنا وقال: بنية فاطمة ما كان عندك إذ أتيتِ؟ فخجلت واستحت. فقلت له: إن ابنتك كسحت وطبخت وطحنت و… حتى أصابها ضعف شديد فجاءت تطلب خادماً. فقال: يا علي ويا فاطمة ألا أعلمكما شيئاً هو خير لكما من الخادم؟ قلنا: بلى، قال: إذا قمتما إلى منامكما فسبحا الله ثلاثاً وثلاثين، واحمداه ثلاثاً وثلاثين، وكبراه أربعاً وثلاثين، فإنه خير لكما من الخادم”.
وتابع الشيخ الربيعي ان “فاطمة في مجال العطاء والإنفاق تخبز الأقراص الأربعة قرصاً لها وقرصاً لعلي وقرصاً للحسن وقرصاً للحسين ليتناولوها على مائدة الإفطار فيأتي المسكين واليتيم والأسير فتبادر فاطمة لتتصدق بقرصها على المسكين واليتيم والأسير ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾..”