الشلل الدراسي..!
كتب محمد الربيعي: هكذا اسمية، و المعروف بفقدان الشغف للدراسة و الاقبال على التعلم ، حيث فقدان ذلك الشغف فعلا يعد مثل الشلل الذي يصيب الانسان بهذا الاتجاه …
محل الشاهد :
شغف التعلم من الأمور التي تساعدنا على تحقيق أكبر قدر من الفائدة من عملية التعلم، والتي يساء فهمها والتعامل معها من حولنا، ربما بسبب اعتقادات خاطئة حول أنّ التعلم يختص بالامتحانات فقط، رغم أنّ التعلم عملية مستمرة وتتواصل معنا طوال حياتنا. لذلك في هذا المقال سوف نتحدث عن شغف التعلم، وكيف يمكنك تنميته بداخلك لتستمتع بدراستك.
الشغف يمكننا أن نعرّفه على أنّه الحب الشديد لما نفعل، وعندما نتحدث عن شغف التعلم، فيمكننا أن نذكر البحث عن المعرفة كمثال قوي على شغف التعلم.
فالبحث عن المعرفة من الأشياء التي نهتم بها جميعًا، فالسؤال حول الكون وما به من عظمة، ومحاولة فهم القوانين الفيزيائية، أو حل المسائل الرياضية، كلها أمثلة على أشياء يفعلها البعض؛ لأنّه يحبها لأنهم يحبون المعرفة.
هؤلاء الأشخاص تجدهم في حياتهم يبحثون فيما يحبون، ويحاولون الوصول إلى إجابات حول أسئلتهم، حتى لو استغرق الأمر منهم وقتًا طويلًا.
لأنّ هؤلاء يؤمنون أنّ البحث عن المعرفة من الأشياء الممتعة في حياتهم، ويتحركون في داخلهم بشغف كبير جدًا ناحية التعلم. وهذا ما يجب أن نكون عليه جميعًا.
ما هو سبب فقدان الشغف في الدراسة ؟ وهل هناك حل؟
الأسباب كثيرة مثلاً ممكن يكون فقدان الشغف في الدراسة هو :
بسبب انك تدرس ليس لأجلك انت شخصياً بل بسبب ضغوطات اهلك عليك وإلحاحهم بالمذاكرة، ربما لهذا السبب تفتقد الشغف لأنك لست تدرس للوصول لهدفك، بل العكس تدرس من أجل الأهل.
السبب الثاني هو وجود مادة بمخنا تسمى الدوبامين ذي المادة هي اللي تجلب السعادة وتفرز من المخ في حالات المكافئة مثلاً لما تلعب لعبة وتفوز وتتحمس وتلعب اوقات اطول هنا الدوبامين يفرز ودا السبب اللي يخلينا ندمن على الالعاب لان فيه مكافأة فوريه اللي هي افراز الدوبامين وبالتالي نشعر بالسعادة حينها، كل تلك الامور بسبب مخك والدوبامين لان مثلا الالعاب او الاكل او غيره ذي تسبب افراز سريع للدوبامين ولذلك نشاهد فيه ناس مدمنين على اشياء بشكل هستيري، لكن اذا جئنا للقراءة او الدراسة هنا لا يوجد مكافأة فورية كالتي نحصل عليها من الالعاب، يوجد مكافأة للقراءة بس ليست فورية انما على بعد سنوات وهو حصولك على وظيفه مرموقه بسبب اجتهادك في صغرك.
في النهاية: يعد هرمون الدوبامين، مادة كيميائية هامة في الدماغ، تؤثر على المزاج ومشاعر المكافأة، والدافعية، ويساعد في تنظيم الحركات بشكل جيد.
يقوم الجسم عادة بتنظيم مستويات هذا الهرمون، لكن بالإمكان تعزيز الدوبامين طبيعيًا واتباع عدة طرق لزيادته، بإجراء بعض التعديلات على النظام الغذائي، ونمط الحياة، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، والتعرض للشمس، وتناول البروتينات وكميات معتدلة من الدهون المشبعة، وغيرها.
المرحلة العمرية: تلعب المرحلة العمرية دوراً مهماً في أزمة فقدان الشغف بالدراسة، بسبب التطورات التي تطرأ على الطلاب في المراحل العمرية المختلفة وما يرافقها من معارف جديدة وطموحات وأحلام متباينة ومتغيرة، إضافة إلى الضغوطات التي يتعرض لها الطلاب من الأهل والمجتمع خصوصاً في المراحل الدراسية المصيرية.
الفشل الدراسي: الرسوب أو الحصول على معدل منخفض بشكل غير متوقع قد يكون السبب الأساسي لفقدان الشغف في الدراسة والمذاكرة وفي التعلّم، وغالباً ما يحتاج الطلاب إلى فترة من النقاهة للتعامل مع أزمة الفشل في مادة دراسية أو في فصل دراسي أو حتى سنة دراسية من حياتهم.
الاكتئاب الدراسي: وهو حالة من الاكتئاب المرتبط بضغط الدراسة والمذاكرة والشعور بعدم القدرة على الدراسة بالسرعة المناسبة أو بالكفاءة اللازمة، وعادةً ما يقود الاكتئاب الدراسي إلى الشعور بغياب الدافع وفقدان الشغف.
التوقعات غير الدقيقة: من حالات فقدان الشغف في الدراسة الأكثر شيوعاً لدى طلاب الجامعة في السنة الأولى هي صدمة التوقعات، حيث يشعر الطالب أن التخصص الذي يدرسه ليس كما يتوقع ويريد، سواء من حيث صعوبة الدراسة نفسها أو من حيث التأقلم مع التخصص كمادة علمية وتطبيق عملي.
التنمر: التعرض للتنمر في المدراس والجامعات أو من قبل الأهل والمقربين من أهم أسباب فقدان الشغف في الدراسة، وليس بالضرورة أن يكون التنمر متعلقاً بالدراسة نفسها أو بمستوى الذكاء.
التعرض للصدمة نفسية: الصدمات النفسية والعاطفية التي قد يتعرض لها الطلاب تؤثر على شغفهم بالدراسة بشكل كبير، لأنها تؤثر على نظرة الفرد لمستقبله بالعموم وللتعلّم كجزء من التخطيط لهذا المستقبل.
ويبقى السؤال الصعب هو كيف يمكننا تنمية شغف التعلم بداخلنا لنستمتع بما ندرسه؟ وهذا ما سوف أجيبك عنه في الخطوات التالية :
الخطوة الأولى: لا تتعامل مع موادك الدراسية على أنها اختبارات فقط
الغرض الرئيسي من المواد الدراسية لا يمكن اختزاله في الاختبارات فقط، فحتى لو كنت تخشى الاختبارات، وهذا ما يدفعك لأن تظن بأنّها العنصر الهام في عملية التعلم، لكن عليك أن تدرك الغرض الرئيسي هو المعرفة، والاختبار هو الوسيلة المستخدمة لقياس مدى نجاحك في عملية التحصيل ليس إلا.
هذا لا يعني ألا تهتم بالاختبارات، لكن يعني أنّ التعامل مع المواد الدراسية يجب أن يكون مرتبط بالأساس بالبحث عن المعرفة، وإذا تعاملت مع المواد بهذا المنطق، سوف تجد أنّ نظرتك إلى المواد تغيّرت.
الخطوة الثانية: افهم قبل الحفظ
من الأخطاء الشائعة التي يقع بها البعض هي اللجوء إلى حفظ المعلومة فقط، وهذا يرتبط بالطبع بالخطوة الأولى، حيث البعض يتعامل مع مواده الدراسية على أنّها اختبارات سوف يخضع لها، ولن يحتاج إلى المعلومات بعد ذلك.
والصواب هو أن تهتم بالفهم قبل الحفظ؛ لأنّ الفهم يساعدك على استيعاب ما تتعلم، وتتسع مداركك في التعامل مع الأشياء من حولك، وفي هذه الحالة سوف تجد أنّ الحفظ عملية سهلة. فمن خلال تجربة حقيقية مررت بها، يمكنني القول أنّ حفظ ما تفهمه أسهل بمراحل من حفظ ما لم تفهمه.
كما أنّ الفهم سوف يساعد في تنمية شغفك للتعلم. وسوف يجعلك تتعلم العديد من الأشياء، حتى لو كنت تعتقد أنّك لن تستخدمها فيما بعد، لكن هذه المعلومات ستنعكس على شخصيتك بالإيجاب.
الخطوة الثالثة: لا ترفض أيًا من المواد قبل أن تعرفها
كثيرًا ما نجد أنفسنا نقع فريسة رفض بعض المواد، دون حتى أن نملك أي معرفة شخصية عنها، وكل المعلومات التي نملكها هي معلومات نقلها إلينا من سبقونا بدراسة المادة، فيخبروننا مثلًا عن مدى صعوبة مادة هذه المادة، فنجد أنّ الشخص يكره هذه المادة قبل أن يبدأ في دراستها.
هذا الأمر ينعكس بالتأكيد على فهمك لها، ويجعل هناك حاجز سيّئ بينك وبين هذه المادة، حتى لو كانت سهلة بالنسبة لك، لكن ما قيل لك يجعلك تظن أنّها صعبة.
ونؤكد أنّنا في رحلة البحث عن المعرفة، وبناءً عليه فلا يجب أن ترفض أيًا من المواد قبل أن تعرفها بنفسك، دع عنك كل ما سمعته من الآخرين، واتركه وراء ظهرك، وركّز فيما تفعله أنت فقط.
الخطوة الرابعة: لا تتعامل مع دراستك على أنّها وظيفة فقط
شغف التعلم يرتبط أساسًا برغبتك في المعرفة بشكل عام، فتهتم بأن تنهل من كل منابع المعرفة الموجودة دون أي شروط، وحتى تفعل ذلك فعليك ألاّ تتعامل مع دراستك على أنّها مجرد وظيفة؛ لأنّ التعامل مع الدراسة على أنّها وظيفة سوف يجعلك لا تهتم بتحصيل المعرفة من الأساس، وكل ما تهتم به هو المرور من الاختبارات.
لا مانع في أن ترى في دراستك وسيلة سوف تمنحك الوظيفة في المستقبل، فهذا هو الواقع لكن لا يجب أن يمنعك ذلك من إدراك المعرفة الحقيقية، لأنّ الجمع بين الاثنين سيكون في صالحك، كما أنّ الوظيفة يمكنها أن تكون وسيلة تساعدك في التعلم، فهي وسيلة وليست غاية فيما يخص التعلم، وأنت لن تتوقف عن التعلم بمجرد حصولك على الوظيفة، وكلما اكتسبت المزيد من شغف التعلم، سوف تدرك هذه الحقيقة.
الخطوة الخامسة: اطرح الأسئلة، وقم بالبحث عن الإجابات بنفسك
من الأشياء الجيدة أيضًا، والتي تساعدك على تنمية شغف التعلم بداخلك، هي أن تطرح الأسئلة حول ما تدرسه، ثم تبحث عن الإجابات بنفسك. هذا البحث سوف يجعلك تدرك كم أنّ العلوم ممتعة جدًا.
بعد أن تنتهي من البحث قارن ما وصلت إليه بالإجابات الصحيحة، وقيّم إجاباتك ومدى نجاحك في عملية البحث.
ذلك الأمر يحوّلك إلى متعلم نشط، ويجعلك تحب العلم أكثر؛ لأنّك في هذه الحالة تلعب دور الصانع لا مجرد متلقي فقط.
شغف التعلم من الأمور التي يمكنها أن تساعدك كثيرًا في التعلم والاستمتاع بالدراسة، لذلك كن حريصًا على تنميته بداخلك طوال الوقت.
نتيجة القول :
ان المدح الحاصل في الرسالة الالهية للعلم واهل العلم ، في القران الكريم و السنة النبوية المتمثلة في الرسول الخاتم محمد ( ص ) و اهل بيته الكرام ( ع ) ، لهو سبب كافي كاشف لنا انهم ارادوا ان يعالجوا بذلك هذا الكسل و فقدان الشغف والكآبة للعلم و التعلم …
وبذلك نضيف قول اخر لانسرد به اختصارا من اراد ان يحقق شغف وسعادة للعلم و التعلم فليطلع على شريعة الاسلام قران و سنة فسيكون له دافع لاتطور و التقدم و التمسك بهذا الاتجاه ….
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز