أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بمسجد وحسينية الإمام المنتظر (عج) في الصويرة/طريق المطار، بإمامة السيد ضياء الحسني.
وكان محور الخطبة الأولى، حول الآية الكريمة { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }، وتابعتها “النعيم نيوز”، حيث قال السيد الحسني:
إن الله عندما خلق الإنسان أنعم عليه بنعم كثير لا تحصى { وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ } لأجل وظيفة يؤديها في عالم الدنيا (المعرفة) ومن هذه النعم نعمة السمع والبصر والفؤاد ، قال تعالى {قُلْ هُوَ ٱلَّذِىٓ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلْأَبْصَٰرَ وَٱلْأَفْـِٔدَةَ….} وكذلك أنعم على الإنسان بالنطق والبيان والفصاحة وهي وضيفة اللسان.
الآية الكريمة تشير إلى أن كل قول يتلفظه الإنسان لديه رقيب عتيد، لأن اللسان له أثر كبير في إصلاح الإنسان وكذلك في فساد الإنسان، ولذلك أُكد في أحاديث المعصومين وإرشادات علماء الأخلاق على حفظ اللسان من الذنوب التي قد يقع الإنسان فيها من خلال الكلام.
وأن بداية مسيرة تهذيب النفس والسلوك إلى الله تعالى هو الالتزام بالصمت وحفظ اللسان، ومن لم يستطيع السيطرة على لسانه، فلن يفلح في الوصول، إلى الأهداف السامية والمقاصد العالية.
فضيلة السكوت في القرآن الكريم والروايات الإسلامية
نذكر آيات في القرآن الكريم والروايات الإسلامية تشير إلى أهمية السكوت في بعض المواقف في حياة الإنسان:
1- في قصة مريم (ع) قال تعالى { … فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا } عندما واجهت بني إسرائيل وكانوا لا يحترمون الأدلة المقنعة على صدقها أُمرت بنذر (السكوت)، قال الإمام الصادق (ع) ((إن الصوم ليس من الطعام والشراب وحده ان مريم قالت نذرت للرحمان صوما أي صمتا ، فاحفظوا ألسِنَتَكُم وغُضُّوا أبصاركم)).
2- وفي قصة زكريا (ع) عندما وهبه الباري تعالى يحيى فطلب زكريا (ع) من الله تعالى { قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۚ} فقال له { قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا }.
3- دور السكوت في تعميق التفكر / قال الرسول الأكرم (ص) : ((إذا رأيتم المؤمن صموتا فادنوا منه فانه يُلقي الحكمة ، والمؤمن قليل الكلام كثير العمل، والمنافق كثير الكلام قليل العمل))، وعن أمير المؤمنين (ع) أنه قال:((أكثر صمتك يتوفر فكرك ويستنير قلبك ويسلم الناس من يَدِك )) فيظهر من هذه الروايات، العلاقة الوثيقة التي تربط التفكر بالسكوت.
4- ومن فوائد السكوت يكسب المحبة / عن الإمام علي بن موسى الرضا (ع): ((ان الصمت باب من أبواب الحكمة ان الصمت يكسب المحبة انه دليل على كل خير )).
بعد ما عرفنا فضيلة الصمت نتوجه الى حفظ اللسان من الانحرافات والأخطار . ومن هذا الكلام الذي فيه أخطار
1- الثرثرة والكلام اللغو 2- الخصومة والنزاع في الكلام 4- افشاء اسرار الناس 5- الوعود الكاذبة 6- الكذب والاخبار الكاذبة 7- الغيبة 8- النميمة 9- الكلام والتحدث بدون تفكر وتدبر .
إذاً على الإنسان العاقل أن يلتزم ويكون في حالة انتباه وتوجه تام لما يترتب عليه من أخطار فعندما يستيقظ كل يوم صباحاً، عليه أن يوصي نفسه من شطحات لسانه وأفكاره، لأن هذا اللسان إذا تعامل معه الإنسان من موقع الانضباط فسوف يرفعه إلى السعادة والكمال، وإذا لا يبالي ما يقول فسيورد صاحبه إلى المهالك، يصاب الفتى من عثرة بلسانه وليس يصاب المرءُ من عثرة الرجل.
فعثرته في القول تُذهبُ رأسهُ وعثرتهُ بالرجلِ تبرأ على مهلِ، اإحفظ لسانك أيها الانسانُ فلا يلدغنك انه ثعبانُ
كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعان.
عن رسول الله (ص) قال : (( اذا اصبح ابن ادم أصبحت الأعضاء كُلها تشتكي اللسان أي تقول إتَّقِ الله فينا فإنك إن استقمت استقمنا …))
إذا من خلال ما ذكرناه نقول ان الكلام ليس سلبيا بالأصل وتكون له تبعات مذمومة ، والسكوت هو الأفضل دائماً، ولكن الكلام إذا صدر بدون تفكر وفيه ضرر، وعدم المنفعة، فإنه مذموم اما الكلام الذي يكون بليغا وذات منفعة فانه حَسَنُ ومحمودُ ففيه البيان والفصاحة، قال الله تعالى {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4} وعن رسول الله (ص) (( الجمال في اللسان )) وعن امير المؤمنين (ع) (( الجمال في اللسان والكمال في العقل )) فاللسان نعمة الاهية و الذي له دور فعال في حياة الانسان وتكامله ورقيه و الوسيلة للتقرب وتوطيد العلاقات بين افراد المجتمع .{ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ }.
اللهم اجعل لساني منشغلاً بذكرك ووفقنا لما ينفعنا ويصلح أمورنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
وفي الخطبة الثانية تحدث الخطيب عن قول الله عز وجل: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)
•إن الشريعة الإسلامية لم تفضل أحداً على آخر إلا في العلم والجهل فنجد عدم المسواة بينهما لمنزلة العلم وخطورة الجهل.
• ونحن في العام الدراسي الأكاديمي الجديد علينا أن نهتم بالعلم ونجعل أولادنا في تفوق علمي دائماً.
• نوجه كلامنا إلى:
1- وزارة التربية / عليها أن توفر المدرسة الملائمة لاحتواء عدد الطلاب.
2-أولياء الأمور (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) عليكم أن توفروا الجو المناسب في البيت للأولاد لأنهم في مرحلة دراسية.
3- الكادر التدريسي / من المدرسين والمعلمين، على المعلم أن يحضر للمدرسة في الوقت المناسب، والابتعاد عن التصرفات التي تنفر الطلاب مثل الضرب.
4- طالب العلم / على الطالب أن يراعي أوقات النوم والاستيقاظ مبكراً، ويقلل من استعمال جهاز الموبايل، لأنه يعتبر أقوى وسيلة لاستهلاك الوقت”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز