اخبار اسلامية
أخر الأخبار

ملخص خطبتي صلاة الجمعة في جامع الرحمن بإمانة الشيخ عادل الساعدي

أقيمت صلاة اليوم الجمعة، في جامع الرحمن ببغداد بإمانة الشيخ عادل الساعدي، حيث تحدث في خطبته الاولى عن القيادة وانقلاب الامة، فيما تحدث في خطبته الثانية عن الانتخابات والمشاركة فيها.

 

وقال الشيخ عادل الساعدي في خطبته وتابعته “النعيم نيوز”، أنه “ركزَ القرآنُ الكريم في بناءِ المجتمعاتِ البشريةِ على ذِكْرِ السُنَنِ الإلهيةِ والاجتماعية ، التي تبني سلوكَ الأمةِ وترتقي ببنائِها الأخلاقي ، وفي هذه الآيةِ المباركةِ واحدةٌ من تلكَ السُنَنِ العظيمة، التي نبهتِ المسلمينَ إلى سلوكياتٍ أشبَهَ ما تكونُ أنَّها من بديهياتِ السلوكِ الجمعي للمجتمعات، إلا من عَصَمَهُ اللهُ من الخلل وآمنه من الزلل، وهذهِ الُسنَّةُ التي حذرتْ منها الآيةُ المباركةُ سُّنَةُ الانقلاب”.

 

وأضاف “فالأممُ مهما بَلَغَ بعضُ أفرادِها منَ العلمِ مرتبةً، سيبقى الوعيُ الجمعي قاصراً في ادراكِ الواقعِ الذي يعيشه، وتحصيلُ التكليفِ المناطُ به ؛ ويبقى بحاجةٍ إلى من يرشدُهُ إلى الهدايةِ والصلاحِ الديني والدنيوي على حدٍ سواء ، فأكدت الآيةُ بِسُنَّتِها الاجتماعيةِ، أنَّ مجردَ غيابِ القائدِ عن جماهيرهِ وأمته، سيؤولُ أمرُها إلى الضياعِ وجمعُها إلى الشتات، وهذا أصبحَ من بديهياتِ المفاهيمِ الاجتماعيةِ في قيادةِ الأمة ، فحادثَةُ سببِ نزولِ الآيةِ كانت واضحةَ الدلالةِ على انقلابِ الكثيرِ على أعقابهم ونُكُوصِهِمْ عن مُعْتَقَدِهم ، حتى أصبحَ البعضُ يفكرُ في أخذِ الأمانِ من قريش عبرَ وساطاتٍ اجتماعيةٍ باطلة ، والعودةُ مرةً أخرى لطاعةِ قريش والاذعانُ إليها ، ومن الملفتْ للنظرِ إنَّ الآيةَ لم تأتِ بفعلٍ ماضٍ مجرد ، بل جاءتْ على نحوِ القضيةِ الشرطيةِ المسبوقةِ باستفهامِ استنكاري ، والجملةُ الشرطيةِ تلزمُ ما بين فعلِ الشرطِ وجوابِهِ ، بمعنى مجردُ حدوثِ الفعلِ ستحصلُ النتيجة ، وهذه الحادثةُ قد نبأَتْ ونبَهَتْ الأمةَ ، واستبقتَ ما حصلَ بُعَيْدَ وفاة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) بعشر سنوات ، فكان المسلمون يتلونها آناءَ الليل وأطراف النهار ، وأكثر من ذلك فإنها نزلت في حادثةٍ أليمةٍ خسر فيها المسلمون أمام قريش الثائرة لقتلاها في بدر ، فحصدتْ الكثيرَ من أرواحِ الصحابة الخيرين ، أمثالِ سيدِ شهداء بدرٍ وأحد ، الحمزةِ بن عبد المطلب ، رضوان الله تعالى عليه ، فمثلُ هذه الحادثة تأبى ذهنيةُ الأمةِ نسيانَها ، سبباً وحكماً ونتيجةً حاضراً ومستقبلاً ، مع كل هذا بمجرد أن غاب النبيُ ورحلَ عنهم انقلبَ الناسُ على أعقابِهم ، ونكصوا عن إيمانهم ، ولم تلتزم بوصيةِ نبيهم ، ولم يَرْعَ العهدَ إلا القليلُ الذين اسماهم الله بالشاكرين ، إذ رعوا العهدَ وصانوا الأمانة” .

 

وتابع “يمكن أن نسلطَ الضوءَ على معنين جديدين في فهم موت وقتل القيادة والانقلاب المجتمعي ، وهو :

 

إن الانقلاب المجتمعي لا يشترط في حصوله موتُ القيادة الدينية وقتلُها على نحو الحقيقة ، بل مجردُ انكفاءِ القيادةِ الدينيةِ عن قواعدِها ، وانزوائها عن مجتمعها رغم حاجتها اليه ، وتخليها عن أداءِ وظائفِها ومهامِها ، يعتبر بحد ذاته غياباً عن المجتمع ، وانعدمُ الترابطِ العضوي بينَ القيادةِ والجماهير موتٌ لدورها ووأدٌ لوظيفتها ومسؤولياتها ، فلربما تكون القيادةُ موجودةً في محيط جماهيرها ، لكنها غيرُ فاعلةِ في محيطها ، ولا متفاعلةٌ مع أمتها ، رغم حاجةِ المجتمعِ إليها وما يعولُ به عليها ، فهذا الغيابُ يكون سبباً في ضياعِ الأمة ، كما سيؤدي إلى انقلابِ المجتمعِ على عقبيه وتخليه عن مسؤولياته وارتباطاته الدينية ، ويفتح الفرصةَ على مصراعيها أمامَ التياراتِ الالحاديةِ والعلمانيةِ ، التي تبتعدُ بالأمة عن خطِها الإلهي ، فتكونَ فريسةَ الشبهات ، وَنُهّزَةَ أصحابِ الضلالات ، ولربما خيرُ شاهدٍ على هذا الغيابِ الوقتي ما جرى في أمة موسى عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام ، فإن أربعين يوماً كانت كافيةً لشيوعِ الانحرافات وانتشارِ الضلالات ، وبروز تياراتٍ عقائديةٍ ضالةٍ مزقتِ المجتمع ، وللأمةِ الحقُ في الشكوى والمساءلةِ يومَ القيامةِ عن تقصيرِ قيادتِها ، فالأمةُ تمثلُ خطَ الشهادةِ الرابعة ، كما أطلقها سماحةُ المرجعِ الديني الشيخُ محمد اليعقوبي (دام ظله) بعد أن كنا نعرفُ خطَ الشهادةِ خطاً فوقياً؟ متمثلاً بثلاثِ محاورٍ شهادةِ الأنبياءِ وشهادةِ الأئمةِ صلواتُ الله عليهم أجمعين ، وبعدهما خطِ شهادةِ العلماءِ والمرجعيةِ الدينية ، فقد بين سماحتُهُ في احدى خطاباته الشهادةَ الرابعة شهادةَ الأمةِ على قيادتِها”.

 

وأردف أن “موتُ القيادةِ الدنيةِ لا يحتاجُ إلى موتٍ حقيقيٍ للقيادة بذاتها ، بل يكفي موتُها المعنوي وشلُّ حركتِها ، بمعنى أن القيادةَ موجودةٌ وحيةٌ وفاعلةٌ ولها مشروعُها الاصلاحي ، ولكن حينما تكونُ الأمةُ مصرةً بسببِ جهلِها وغفلتِها ، وَحُمْقِ تصرفِها ، وارتباطِها بالدنيا وحبِها لشهواتِها وقلةِ وعيِها ، مصرةً على

 

عدمِ الطاعة ، فهذا يعني موتٌ للقيادةِ الدينية بسببِ عدمِ تمكينِها ، مادام مشروعُها لم يتحقق على أرضِ الواقع ، كما حصلَ مع الإمامِ الحسنِ المجتبى عليه السلام ، فَقَتْلُ الإمام عليه السلام لم يكن بالسُم على يدِ زوجته جعدة وليدةِ رحِمِ النفاق ، وربيبةِ بيتِ مساوئ الأخلاق ، بل كان قتلُهُ باغتيالِ مشروعِهِ وعدمِ تمكينِهِ من صفوةِ أصحابه ، حينما سرت الشبهات في نفوس أتباعه ، وأخذت تحسب حساباتٍ غيرَ واقعيةٍ ولا دينية ، وَعَدَّتْ ما جرى بينَهُ وبين معاويةَ منافسةً في سلطان ، من أجلِ السلطةِ وكَسْبِ مغانمِها ، فالحياةُ بشهواتِها دَبَّتْ في نفوسِ أمتِهِ وزعزعَ الشكُ أتباعهِ ، فأخذت تعترض وتشكك وتحاكم وتحاسبُ قيادتِها على أساس جهلِها وضعفِ وعيها ، حتى رسمت لنفسها تكاليفَ دينيةٍ ما أنزل الله بها من سلطان ، تجبرُ الإمامَ على اتباعها ، وتحاسبُه على فشل مشروعه ، فأجملها الإمام عليه السلام بعبارةٍ حملت لهم ولنا وحتى باقي الدهر معانٍ كبيرة لخصت ذلك الفشل ، والذي من الممكن أن نواجهه ونقع فيه ، فقال عليه السلام لمن احتج عليها وقبوله بالصلح : ( وإنكم لما سِرْتم إلى صِفِّين، كان دينُكُم أمامَ دنياكم، وقد أصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم ) حينما تفكرُ الأمةُ وأبناءُ المشروعِ بمصالحهم ومنافعهم الشخصية ، سَيُغتَالُ مشروعُهم على أيديهم ، وبموت المشروع تموت القيادة ، ولو بقيت حيةً بجسِدها وروحِها”.

 

وبين أن “القيادةُ ليست ذات ، بل مشروعٌ يطبقُ على أرضِ الواقع ، فالمرجعيةُ شاهدةٌ أمامَ اللهِ على أمتِها إذا ما تخلتِ الأمةُ عن دورها ، أو أَلِفَ أتباعُها حياةَ الدِعَةِ والراحة ، واستهواهمُ الكسلُ والرخاء ، وتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” .

 

ولفت إلى إن “أيةً رسالةٍ تحتاجُ إلى ثلاثةِ عناصِرَ لتحقيقها وديمومة نجاحها :

 

العنصرِ الأول : وجودِ مشروعٍ ورسالةٍ اصلاحية الهدفُ منها بناء المجتمع وتربيته الاخلاقية .

 

العنصرِ الثاني : وجودِ قيادةٍ كفوءةٍ بمستوى المشروع مدركةٍ لمشروعِها وقادرةٍ على تطبيقه .

 

العنصرِ الثالث : توفُرِ العددِ الكافي والمتناسبِ لتطبيقِ المشروعِ كأدواتٍ ووسائلَ تسعى لتحقيقِ المشروعِ وتطبيقهِ على أرضِ الواقع”.

 

وأوصح أنه “بغيابِ أحدِ هذهِ العناصر ، لا يمكنُ تحقيقُ الإصلاح ، وكلنا يدرك توفر العنصرين الأوليين ، ولم يبقَ إلا العنصر الثالث على الرغم من أننا مدركون بوجود هذه الطبقة الرسالية المثقفة القادرة على تطبيق الاصلاح ، إلا أنها ما زالت تفتقدُ الهمةَ العاليةَ ، والحركةَ الدؤوبةَ التي لا توقِفُها الصعابُ ولاتثنيها الموانع”.

 

وأكمل الشيخ في خطبته “وقد نجدُ في نفوسِ البعضِ ضعفَ الهمةِ أو اليأسَ من الإصلاح والتغيير ، بسبب الواقع المتردي وكثرة الفاسدين في السلطة ، لكن من الواجب أن نلتفت إلى حقيقةٍ ، وهي أن الأمورَ بيدِ الله وهو مسبب الأسباب ، فأمير المؤمنين عليه السلام ومن بقي معُهُ على قلةِ عددِهِم بعد رحيل النبي إلى الباري عز وجل ، لم تُثْنِهِم الظروفُ اللا موضوعية التي أحاطت بهم ، ولا إحجامُ الناسِ عن نصرةِ الحقِ والوقوفِ معهم ، كلُّ هذا لم يثنهم عن أداءِ مسؤوليتاهم بغض النظر عن تحقُقِ المطلوبِ بصورةِ عاجلة ، وكما في الحكمة ( على المرء أن يسعى بكل جهدهِ وليس عليه أن يكون موفقا ) فالتوفيقُ بيد الباري عز وجل ، وعلى العبدِ أن يؤديَ تكليفَهُ ، قال تبارك وتعالى { وَ إِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّـهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } (الأعراف – ١٦٤) معذرةً إلى ربكم أي امتثالَ الواجب من التكليف ، وأما الباقي على الله تبارك وتعالى”.

 

وأشار في قوله “نحن اليومَ أحوجَ ما نكونُ لمثلِ هذه الهمةِ الرسالية التي تواجه الظروف والمحن ، لا تعيقُها سلطةُ المالِ والسلاح ، ولا تستقلُها معاولُ الدعايات الباطلة للفاسدين والمغرضين ، فإن الله معنا ، ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ) ، وما مثلُ أولئك إلا (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَ إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ )”.

 

وفي سياق آخر تحدث الشيخ عادل الساعدي في خطبته الثانية عن الانتخابات والمشاركة فيها وظيفةٌ من وظائف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

وقال الشيخ الساعدي “إن الله تبارك وتعالى جعل في كل زمانٍ رحمةً منه بعباده ، رسولاً يدعو أمته لما يحييها ، وما فيه خير دنياها وآخرتها ، وجعلَ عصيانَ أوامرِها فتنةً لا تصيبَ الذين عَصَوا أمرَها ، بل يعمُ شرهُا الناسَ جميعاً حتى من لم يكن راضٍ عنهم ، إذا ما تخلتِ الأمةُ عن وظيفتِها بالأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر ، وما أكثرُ الدعواتِ الضالةِ التي تحاولُ زعزعةَ أمنِ الأمةِ أو حرفِ عقائدِها ، أو التشويشِ

 

عليها لتضييعِ حقوقِها في حياةٍ حرةٍ كريمةٍ ، أساسُها العدلُ ودولةُ الإنسان ، غايتُها الانصافُ وحفظُ كرامةِ الناس”.

 

 

وأضاف “لكل شيءٍ في الوجود ظاهرٌ وباطن ، وعلى سبيلِ المثالِ لا الحصر ، السياسةُ برمتِها وجميعِ مفاصلِها التشريعيةِ والتنفيذيةِ والقضاءِ على حدٍ سواء ، قد يرى أغلبُ الناس ظاهرَها المغانمَ والمصالحَ ويشوبها سكرُ المناصِب والمراتب ، وما يشاع عنها من اقتسام الكعكة والمصالح ـ بحسب مصطلحات أهل الدنيا ـ الذين أغراهم بريق السلطة ، وأعماهم حب المال”.

 

حدثا ولا يقدموا يدا ولا رجلا، ولا يبدؤوا بشيءٍ قبل ان يختاروا لأنفسهم إماماً عفيفاً عالماً ورعاً عارفاً بالقضاء و السنة، يجمع أمرهم ويحكم بينهم ويأخذ للمظلوم من الظالم حقه ويحفظ أطرافهم”.

 

وتابع .هذا ما يؤكد مبدأ الكفر بالسلطان الجائر ووجوب دعم السلطان العادل ، وقد بين سماحة المرجع الديني الشيخ اليعقوبي (دام ظله) شَرْطَين أساسيين للإتصافِ بعنوان السلطان العادل الواجبُ دعمَهُ ًتمكينَه ، وهما :

 

الشرط الأول : هو الانتماء الشرعي لهذا الخط المبارك المتصل بالله تعالى من رسوله إلى الأئمة المعصومين (ع) إلى العلماء الجامعين لشرائط ولاية أمر الناس في زماننا الحاضر .

 

الشرط الثاني : هو العمل بمقتضى الأحكام الشرعية وتحرير القوانين والأنظمة على طبقها، والسعي لتطبيقها وتنفيذها وإقامتها على أرض الواقع ، فانطباق عنوان الوالي العادل مشروط بالالتزام بحدود الشريعة بلا زيادة ولا نقصان .

 

وهذان الشرطان مشترط توفرهما بأدوات الفقيه التي تصل إلى سدة القرار وقبة البرلمان ، لضمان تشريع القوانين العادلة التي تضمن العدالة الاجتماعية وصيانة كرامة الانسان ، وعند حصول الاطمئنانِ بتوفرِ مثلِ هذه الثُلة يوجبُ علينا دعمَها وتمكينَها والترويجَ لها”.

 

كما بين سماحته تعريفاً وإيضاحاً لمعنى السلطان الجائر ، حيث قال “( وكل من ولي أمور الناس وتسلط عليهم وأنفذ فيهم أحكامه من دون أن يستمد شرعيته من هذه السلسلة المباركة فهو سلطان جائر ـ بحسب المصطلح ـ وإن أقام نظاماً عادلاً في الحكم، وليس له فقهياً ما فُوِّض إلى السلطان العادل ) حتى وإن أقام نظاماً اجتماعياً عادلاً فهو يبقى سلطاناً جائراً لا يستمد شرعيته لا من الله ولا من رسوله ولا من الولي الجامع للشرائط .

ومن هذا البيان يبدو لنا جلياً وواضحاً من وجوب دعم أصحاب القرار والبرلمانيين الذين يستمدون شرعيتهم من الولي الجامع للشرائط ، ولا يجوزُ الدعمُ والترويجُ أو انتخابُ من لا يرتبط به كائناً من كان ، لأنه بضرورة العمل سيرتبط بمجموعةٍ أو كتلةٍ ، وسيمثلُ متبنياتِها وتوجهاتِها حتى لو كان مقلداً للحاكم الجامع للشرائط ما دام بعيداً عن مجموعة أدواته ووممثليه وأبناء مشروعه ومتبنيه”.

 

وأردف “بقي أمرٌ ينبغي علينا طرحه ، فالبعضُ يرى أن وجودَ ثُلةٍ قليلةِ العدد لن تكونَ قادرةً على صنع التغيير ، مما يكونُ سبباً للإحباط وعدم التفاعل ، ونقول إن الله وعد المؤمنين بنصرهم ، قال تعالى { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّـهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} (الحج – ٣٩) ، وأن الكثرة ليست شرطاً في النجاح ، كما جاء على لسانِ أصحابِ داود عليه السلام { قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّـهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ وَ اللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } (البقرة – ٢٤٩) . وقد وعد الله المؤمنين الذين تحلوا بعزمهم ورفعوا همتهم أن يضاعف لهم عطائهم وقوتهم وتأثيرهم ، قال تبارك وتعالى { يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ } (الأنفال – ٦٥) والله ولي الرشاد والمعنى بالتوفيق والسداد”.

 

وأكمل الشيخ الساعدي “إن أصدق القولِ وأبلغَ الموعظةِ ، قول الله تبارك وتعالى { إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }٬(النحل – ٩٠) . وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآل بيته الطيبين .

 

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَ الْفَتْحُ (١) وَ رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْواجاً (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً (٣) . النصر [١-٣]”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى