أقيمت صلاة الجمعة العبادية في جامع جنات النعيم في كربلاء المقدسة بإمامة الشيخ جعفر الربيعي.
وتضمن خطابه في الخطبة الأولى وحضرها مراسل “النعيم نيوز”، موضوع الاسوة الحسنة.
“قال تعالى (لقدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) سورة الأحزاب، ان الأنبياء عليهم السلام جميعا يحملون هدفاً واحداً وهو بناء الانسان النموذج وصناعة الانسان الخليفة، وفي مجال عملية البناء توجد مجموعة من العوامل التي تساهم في بناء الشخصية الرسالية.
القران باعتباره الدستور المعصوم الذي من شانه الارتقاء بالفرد الى اعلى درجات القرب والرضوان منه تبارك وتعالى، يطرح لنا واحدة من اهم عوامل البناء المعرفي والسلوك العملي من خلال الشخصية الاكمل وهو النبي الخاتم (صلى الله عليه واله وسلم)، من خلال هذه الآية المباركة نحاول الوقوف على بعض الدلالات المهمة من خلال استنطاق هذا الكنز المعرفي.
1-في عملية التكامل المعرفي والأخلاقي يحتاج الانسان الى مجموعة من العوامل واحدة من هذه العوامل المهمة هي اتخاذ الاسوة الحسنة، فعملية البناء لا تحصل بصورة صحيحة الا بوجود الانسان النموذج فلذلك أكد القران في موارد عديدة على اتخاذ الاسوة.
قال تعالى (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) ال ممتحنة4.
2-ان وجود الانسان النموذج والذي قطع اشواطاً في عملية تهذيب النفس له دور في اختصار الطريق الى الله تبارك وتعالى، لذلك ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال: (ادبني ربي فأحسن تأديبي).
3-القران يطرح النبي (صلى الله عليه واله كأسوة للناس) لماذا الله تبارك وتعالى جعل الاسوة؟، الإنسان خلق حسياً أكثر منه عقلياً خلق يتفاعل مع حسه أكثر مما يتفاعل مع عقله، يعني إن النظريات والمفاهيم العقلية العامة في إطارها النظري هذه المفاهيم حتى لو آمن بها الإنسان إيماناً عقلياً حتى لو دخلت إلى ذهنه دخولاً نظرياً مع هذا لا تهزه ولا تحركه ولا تبنيه ولا تزعزع ما كان فيه ولا تنشئه من جديد إلا في حدود ضيقة جداً. على عكس الحس فان الإنسان الذي يواجه حساً، ينفعل بهذا الحس وينجذب إليه، وينعكس هذا الحس على روحه ومشاعره وانفعالاته وعواطفه بدرجة لا يمكن أن يقاس بها انعكاس النظرية والمفهوم المجرد عن أي تطبيق حسي، وليس من الصدفة إن كان الإنسان على طول الخط في تاريخ المعرفة البشرية أكثر ارتباطاً بمحسوساته من معقولاته وأكثر تمسكاً بمسموعاته ومنظوراته من نظرياته، فإن هذا هو طبيعة التسليم الفكري والمعرفي عند الانسان وليس من الصدفة أن قرن إثبات أي دين بالمعجرة وكانت أكثر معاجز الانبياء معاجز على مستوى الحس لأن الإنسان يتأثر بهذا المستوى أكثر مما يتأثر بأي مستوى آخر إذن: (فالإنسان بحسب طبيعة جهازه المعرفي وتكوينه النظري خلق حسياً أكثر منه عقلياً) خلق متفاعلاً مع هذا المستوى من الانخفاض من المعرفة أكثر مما هو متفاعل مع المستوى النظري المجرد عن المعرفة وهذا يعني إن الحس أقدر على تربية الإنسان من النظر العقلي المجرد ويحتل من جوانب وجوده وشخصيته وأبعاد مشاعره وعواطفه وانفعالاته أكثر مما يحتل العقل: المفهوم النظري المجرد، بناء على هذا كان لا بد للإنسانية من حس مربي، زائد على العقل والمدركات العقلية الغائمة الغامضة التي تدخل إلى ذهن الإنسان بقوالب غير محدودة وغير واضحة.
4-اتخاذ الاسوة الحسنة يجعلها القران طريقاً للوصول اليه تبارك وتعالى، (لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ) فمن أراد الوصول لا يمكن ان يصل الا عن طريق النبي (صلى الله عليه واله): فهو يقول لعلي (عليه السلام): لا يعرف الله الا انا وانت.
5-الاسوة تأتي هنا بمجموعة من المعاني:
الأول: القدوة فالقائد قدوة لا تباعه بكل شيء.
الثاني: القوم اسوة فالقائد اسوة مع اتباعه فهو مثلهم لا يمتاز عنهم بمأكل ولا مشرب ولا مسكن ولا مركب.
عن أنس بن مالك، يقول: “بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، دخل رجل على جمل، فأناخه في المسجد ثم عَقَلَه، ثم قال لهم: أيُّكُم محمد؟ والنبي صلى الله عليه وسلم متكِئٌ بين ظهرانَيْهِم.
الثالث: من المواساة وهي تخفيف الألم، لان الأسى هو الألم، لان من أدوار القائد ان يشارك المهمومين والجياع والمساكين.
قال تعالى (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (128) سورة التوبة.
الرابع: جاء في القاموس المحيط: والاسي هو الطبيب، فالقائد الإيجابي هو طبيب القوم، هو طبيب الأرواح والقلوب.
كان النبي (صلى الله عليه واله) عندما يُطلَب منه نصيحة، كانت إجاباته مختلفة، أي أنه كان ينصح كل شخص نصيحة مختلفة عن الآخر، وذلك لأن لكل واحدٍ منهم مرضه، والنبي (صلى الله عليه واله) طبيب النفوس، فهو طبيبٌ دوّارٌ بطبه كما وصفه الإمام علي (عليه السلام) حيث قال: (طبيب دوَّارٌ بطبهِ، قد أحكمَ مراهِمَهُ، وأحمى مواسِمَه، يضعُ ذلكَ حيثُ الحاجة إليهِ مِن قلوبٍ عُميٍ، وآذانٍ صُمٍ، وألسنةٍ بُكم. متتبعٍ بدوائهِ مواضعِ الغفلةِ، ومواطنِ الحيرة)، كان يعطي لكل واحدٍ دواء دائه.
أهمل الاعمال في مقام السلوك الى الله:
كثيراً ما يصدر هذا السؤال من المؤمنين لا سيما طلبة الحوزة او بعض الافرادين المطلعين على سيرة بعض الكمل، ومع الأسف صار هذا الباب محل لتضليل الناس وخداعهم باسم مدرسة سيد فلان وحجي فلان.
يقول الشيخ بهجت في كتاب (في مدرسة الشيخ بهجت): (وقد تكرر سؤاله حول الحاجة للأستاذ والمرشد في السلوك إلى الله ، وكان يجيب باستمرار بأن الأستاذ والمعلم واسطة بما يحمله ويؤديه من علم ، فعلى المرأ أن يعمل بما يعلمه ، ويستشهد باستمرار بالأحاديث التى تفيد هداية الله لمن يعمل بما يعلم ، وأنه يكفيه ويعلّمه مالا يعلم عندئذ ، ويتعجب من دعوى البعض الحيرة والجهل مع أن كل إنسان مهما دنت مرتبته العلمية يعلم اموراً ويجهل أخرى ، وإن دعوى الجهل والحيرة تدل على أن صاحبها لم يعمل بما يعلم ، وإلا لانكشفت له الطريق فيما لا يعلم ولما بقي على جهله وحيرته ).
في مقام الجواب عن ذلك: نقول ان الركن المهم والرئيسي كما نراه في أحاديث وسيرة الرسول الكامل (صلى الله عليه واله) هو أداء الصلاة.
على مستوى القران نجد اهم صفة يقدمها الذكر الحكيم: قال تعالى (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاة، قال تعالى (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2).
وفي مقام بيان سبب تسافل الناس قال تعالى (قال تعالى (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) سورة مريم اية (59).
من اهم الآداب الرئيسية هو حضور القلب بل ان السيد الخميني (قدس الله روحه) يقول في كتابه أدأب الصلاة (ربما كان الكثير من الآداب القلبية مقدمة لأدب حضور القلب، فبدونه تفقد العبادة روحها ومعناها).
قال النبي صلى الله عليه وآله: إن الرجلين من امتي يقومان في الصلاة وركوعهما وسجودهما واحد وإن ما بين صلاتيهما مثل ما بين السماء والارض.
وقال صلى الله عليه وآله: من صلى ركعتين ولم يحدث فيهما نفسه بشيء الدنيا غفر الله له ذنوبه.
وروى معاذ بن جبل عنه عليه السلام أنه قال: من عرف من على يمينه وشماله متعمدا في الصلاة فلا صلاة له.
وقال صلى الله عليه وآله: إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له سدسها ولا عشرها، وإنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها.
مجالس الشيخ وجامع الورام ومكارم الاخلاق: في وصية النبي صلّى الله عليه وآله لابي ذر قال: يا أبا ذر ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة، والقلب لاه).
أما الخطبة الثانية فقد كانت في تفسير الآية ٩٦ من سورة العنكبوت.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) سورة العنكبوت.
وبعد اتمام صلاة الجمعة تم القاء الملخص الفقهي وكان حول وجوب الحضور إلى إقامة صلاة الجمعة وقد تضمن الاتي.
ذكرنا سابقا ان حكم صلاة الجمعه واجب بالوجوب التخيري عند بعض الفقهاء كالسيد الخوئي والسيد السيستاني وبالوجوب التعيينيي عند البعض الاخر كالسيد الصدر والشيخ اليعقوبي وهذا الوجوب لايسقط الا بوجود مانع يمنع من اقامتها بعد تحقق شروطها ويذكر سماحة الشيخ مثالا كما لو منعت السلطات الظالمة إقامتها .
بإي كيفية
بشكل يؤدي إلى إيقاع الضرر البليغ بمن يقيمها. ليس اي ضرر وإنما الضرر البليغ
وهذا يدعونا الى التأمل لانه ومع الاسف البعض يترك الصلاة لأي عذر كحضور ضيوف او قطع الطريق وبعد المسافة مع تمكنه من الحضور او تواجده في الموكب للخدمه فعلى المكلف ان لايتهاون بإداء الصلاة دون عذر يؤدي الى الضرر البليغ
نعم من يتبع مرجعية تقول بالوجوب التخيري له ذلك ولكن ايضا نقول له بأن اقامة صلاة الجمعه عندهم افضل واحوط وبالتالي ستضيع الفضل والثواب العضيمين”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز