اخبار اسلامية
أخر الأخبار

ملخص خطبة صلاة الجمعة بإمامة سماحة السيد كرار الموسوي في مسجد جنات النعيم

أقيمت صلاة الجمعة بإمامة سماحة السيد كرار الموسوي في مسجد جنات النعيم.

 

وذكر مراسل “النعيم نيوز” أن” الخطبة كانت بعنوان المشروع الحسيني أهداف وقيم وبيان أبرز أهدافه المباركة.

وذكر سماحة السيد كرار الموسوي أنه “عندما نقرأ الروايات نجد تركيز غريب وشديد من الأئمة على قضية الإمام الحسين (عليه السلام) لماذا التركيز على الحسين؟ عندما نقرأ الروايات الشريفة التي تحث على زيارة الحسين، عن الإمام الباقر: ”مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين فإن الإتيان لقبره يزيد في الرزق ويمد في العمر، ويدفع مدافع السوء“.

وعن الإمام الصادق : ”إن قبر جدي الحسين روضة من رياض الجنة فزوروه“.

وعن الإمام الكاظم : ”من زار الحسين عارفاً بحقه غفر الله له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر“.

لماذا الحسين؟ معناه أن للحسين خصوصية وإلا لماذا هذه الروايات وهذا الحشد من الأحاديث في الحسين، ولأن معركة كربلاء ما سبقتها معركة ولا لحقتها معركة، معركة متميزة بكل الصور، معركة كربلاء جمعت أهداف لم تجمعها معركة قبلها، لا معركة بدر التي خاضها الرسول ولا معركة صفين التي خاضها الإمام أمير المؤمنين علي ، معركة متميزة بكل المعاني، ومن الأهداف التي جمعتها كربلاء هي:

الهدف الأول: أن يوم كربلاء يوم إعزاز للدين والمسلمين، لو خضع المسلمون ليزيد لكان إذلالاً لهم إلى يومنا الحاضر، أراد الحسين أن يبقى الإسلام عزيزاً وأن يبقى المسلمون بعزة، كما قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8] ولو استدعى الأمر قتل النفوس وإراقة الدماء، وسبي النساء، وذبح الأطفال، عزة الإسلام أهم من ذلك كله، أراد الحسين أن يحتفظ الإسلام بعزته وكرامته وشرفه اللامع، فأقام هذه المعركة الدامية ولذلك قال: ”هيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون.

الهدف الثاني: تربية المجتمع الإسلامي على رفض الظلم والمطالبة بالعدالة، كيف يمكن للإيمان أن يربي المجتمع؟ أراد الحسين أن يربي المجتمع تربية عملية وسلوكية على رفض الظلم والمطالبة بالعدالة، فلذلك نادى بهذا النداء: ”ألا وإني لا أرى الموت إلى سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما“ امتثالاً لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ﴾ [النحل: 90] وقال تبارك وتعالى: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: 8] الحسين جسد المطالبة تجسيداً عملياً.

الهدف الثالث: الحفاظ على منصب الإمامة، منصب الإمامة ليس منصب بسيط، وهنا فرق بين المنهج العلوي والمنهج الأموي، المنهج العلوي يرى أن الإمامة منصب خطير جعله الله تبارك وتعالى لصفوة أوليائه في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ [المائدة: 55] وقال رسول الله يوم غدير خم: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

المنهج العلوي يرى أن الإمامة منصب من الله وهو منصب خطير لأهل البيت صلوات الله عليهم، بينما المنهج الأموي يقول أن الإمامة بالوراثة أو ببيعة مجموعة من الناس، أو بشورى مجموعة من الناس تتم الإمامة، إذن بين المنهجين بون شاسع، الحسين بإصراره على معركة كربلاء أراد أن يبين خطورة منصب الإمامة، ما قام الحسين بثورته إلا للحفاظ على منصب الإمامة، وما أطلق الحسين صرخته إلا لبيان أن منصب الإمامة منصب يستحق أن يصان وأنا لا يدنس ويلوث، لذلك قال : ”ولعمري ما الإمام إلا القائم بالقسط الدائن بالحق، الحابس نفسه على ذات الله“.

الهدف الرابع: فضيحة الجريمة الأموية، لو سكت الأئمة لما انتبه الناس إلى الجريمة التي ارتكبها الأمويون يوم كربلاء، أبادوا نسل النبي يوم كربلاء، لم يبق من آل الرسول إلى علي بن الحسين لأنه كان مريضاً، والحسن بن الحسن المثنى كان جريحاً فأخذه أخواله لرعايته وإلا جميع آل الرسول من الذكور قتلوا يوم عاشوراء، وهذا ما قاله الحسين بن علي صلوات الله عليه: ”ثم إنكم زحفتم على ذريته تريدون قتلهم، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم“. إذن أراد الباقر، والصادق والكاظم والرضا والهادي والعسكري من الأحاديث الكثيرة التي تركز على الحسين وعلى مظلوميته وزيارته فضح الجريمة الأموية، وأن لا ينساها التاريخ مدى الدهر؛ أن بني أمية ارتكبوا أعظم جريمة في كربلاء؛ وهي إبادة عترة النبي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

الهدف الخامس: كربلاء خلاصة الأنبياء والمرسلين والأوصياء، وهو وارثهم كما جاء في الزيارة الشريفة.

أما قيم المشروع الحسيني، فقد تميز بمزايا لم يتمتع بها مشروع قبله،وهي:

الميزة الأولى: التنوع.
يوم كربلاء شاركت فيه كل الأعمار وكل الأصناف وكل الطاقات، شارك فيه الحر والعبد، شارك الرجل وشاركت المرأة في وسط المعركة تخطب وتندد زينب العقيلة ، يوم كربلاء شارك فيها الكهول والشباب والأطفال والصبيان، جمعت كربلاء كل الأعمار وكل الطاقات وكل العقول وهذا لم يحصل في معركة أخرى، لذلك قال أحد الكوفيين لما سمع خطبة أم كلثوم في الكوفة قال: بأبي أنتم وأمي كهولكم خير الكهول، وشبابكم خير الشباب، ونساؤكم خير النساء، ونسلكم خير نسل لا يخز ولا يبز. إذاً ضمت كربلاء مختلف الطاقات وهذه ميزة لم تتحقق في معركة أخرى أبداً

الميزة الثانية: يوم الحرية.
الحسين أعطى المجال لكل الأحرار الحرية لأن يشارك أو ينسحب، لا أحد مجبور للمشاركة في المعركة، كان يوماً وفرصة لقيمة الحرية أن من يعيش حراً يشارك أو لا يشارك، لذلك الحر بن يزيد الرياحي أعرض عن المنصب والقيادة وأقبل يحبو على الأرض حتى وصل إلى الحسين وقبل يدي الحسين واستشهد بين يدي الحسين وسجل قيمة الحرية، وقال فيه الحسين بن علي: صدقت أمك حين سمتك حراً، أنت حر في الدنيا وسعيد في الآخرة.

الميزة الثالثة: يوم الإيثار.
هل سمعتم في معركة من معارك النبي أو معارك الإمام علي أخ واسى أخاه، أخ آثر آخاه! إنسان يصل به الظمأ والعطش إلى حد الموت وينزل إلى نهر الفرات ويمسك بالماء البارد ويصل الماء إلى يده ومع ذلك لا يتناول من الماء قطرة إيثاراً لأخيه وحبا له «يا نَفْسُ من بعدِ الحسينِ هُوني وبعدَهُ لاَ كُنْتِ أنْ تَكوني، هذا حسينٌ واردُ المَنونِ وتَشْربينَ بارِدَ المَعينِ، تاللهِ ما هذا فِعالُ دِيني ولا فِعَالُ صَادِقِ اليقينِ» ولذلك تقرأ في زيارته: السلام عليك أيها الأخ المواسي لأخيه. هذه المنقبة من الإيثار لم توجد في معركة أخرى تميزت بها معركة كربلاء.

الميزة الرابعة: الفداء والتضحية.
يوم عاشوراء تسابق فيه الشاب والشيخ والطفل والصبي والمرأة والرجل، يتنافسون على الشهادة ويتسابقون لنصرة ابن بنت رسول الله ، ويبرز الصغير والكبير «أنا علي بن الحسين بن علي نحن وبيت الله أولى بالنبي أضربكم بالسيف أحمي عن أبي، ضرب غلام هاشمي علوي» منطق الفداء ومنطق التضحية تجلى يوم كربلاء.

الميزة الخامسة: ارتباطها من أول يوم إلى آخر نفس بالله تبارك وتعالى. فالامام الحسين مع كل حدث يربط الأمر بالله «هون ما نزل بي أنه بعين الله» وعندما يصدمه السهم المثلث يأخذ الدم بيديه ويصبغ شيبته ويرمق إلى السماء بنظره الضعيف ويقول: «إلهي تركت الخلق طراً في هواك وأيتمت العيال لكي أراك فلو قطعتني في الحب إرباً لما مال الفؤاد إلى سواك، إلهي رضا بقضائك وتسليماً بأمرك يا غياث المستغيثين» وأبى أن يعيش إلا عزيزاً.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى