أخبارمقالات
أخر الأخبار

مؤتمر اتحاد الجامعات العربيَّة

كتب د. حسام الربيعي: عودة العراق إلى واجهة الساحة الإقليمية والدولية، هو أحد معايير القياس للأداء الحكومي، الذي يواكب عجلة التطور في المحيط الخارجي للبلد، والجهود الرامية للمواءمة، ما بين المؤسسات الحكومية والمؤسسات الدولية للإفادة من خبرتها.

وإن من القطاعات المهمة التي نسعى جاهداً كأساتيذ الجامعات، هو قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، والذي يُعد القاعدة الأساس لتطوير مخرجات المؤسسات التعليمية، من خلال الاطلاع والمشاركة الفاعلة بالمحافل والمؤتمرات العلمية، والتي يتخللها دعوة ذوي التخصص الأكاديمي من أساتيذ الكليات العربية والأجنبية، إذْ شهد العراق خلال الأيام الماضية للمرة الأولى وبرعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، إقامة مؤتمر اتحاد الجامعات العربية بدورته السادس والخمسين.

وهو إشارة جيدة لعودة المؤسسات التعليمية العراقية للممارسة دورها الرائد بمصاف الجامعات العربية، وإن تواجد الوفود العربية في بغداد يُهيئ مناخاً إيجابياً منظوراً من المجتمع العربي والدولي، بوصفه مؤشراً للاستقرار، الذي ينعم به البلد، وهنا نتابع المجريات، لنرى أن هذا الحدث ليس بالحدث الأول، لكن نشاهد شروع الجامعة المستنصرية برعاية المؤتمر العلمي الخامس، الذي أقامته كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة في رحاب الجامعة المعطاء، والذي تناول الرؤية الجديدة لمناهج وطرائق التدريس، وفق التنمية المستدامة وحاجات سوق العمل، إذ شهد الحدث استضافة العديد من أساتيذ الجامعات الإسلامية والعربية في المنطقة، ونُوقش خلاله العديد من الأوراق العلمية.

وشهد إقامة مجموعة من الورش العمل، ناقشت واقع المناهج التي لم تشهد تطويراً منذ ثلاثة عقود، ولم تواكب التجارب العالمية الحديثة، فضلاً عن الحاجة لتعزيز سوق العمل بالوظائف المستحدثة، إذ بات قطاع الرياضة شريكاً حقيقياً في العديد من مجلات الحياة، وبتماس مباشر مع حياة الأفراد، سواء أكان على صعيد الصحة ولياقة الفرد البدينة والرياضة المدرسية، وصالات ممارسة الأنشطة البدنية أو الحاجة لتوظيف مخرجات كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة في مديريات التدريب البدنية التابعة، للوزارات والهيئات المستقلة الأمنية والعديد من القطاعات الوظيفية العامة والخاصة.

وفي الختام تمخض المؤتمر على جملة من التوصيات، ومنها العمل على تسويق النتاجات العلمية لكليات التربية البدينة وعلوم الرياضة، من خلال تحقيق الفائدة الربحية للمؤسسات ذات الحاجة، لتلك النتاجات فضلاً عن الشروع بعملية اعداد هيكل علمي ذي تصنيف إداري، لاستحداث أقسام علمية في تلك الكليات، اسوة بالجامعات العربية، كذلك رفد القطاع العام والخاص بمخرجات كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة، وفق فرص العمل المستحدثة وحاجة السوق لها.

وأخيراً شكر السادة الضيوف الدوليين الجهة الرعاية والمقيمة للحدث لحُسن الاستقبال والضيافة والتوديع، متمنين للعراق أن يستمر بأخذ زمام المبادرة، وأن يشهد في المستقبل إقامة العديد من المحافل والملتقيات الأكاديمية الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى