ميل الشهر إلى المضي ببطء ينبع من تذكير مؤلم بأن العطلات المبهجة في شهر كانون الأول/ ديسمبر قد ولّت منذ فترة طويلة، بالإضافة إلى “الاثنين الأزرق”، الذي يعتبر عادة أحد أكثر أيام العام كآبة وبؤساً.
يفصح الكثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن شعورهم بأن شهر كانون الثاني/ يناير يبدو وكأنه سيستمر إلى الأبد، على الرغم من أن عدد أيامه مماثل لـ 6 أشهر أخرى من السنة.
ونظراً لذلك، قدّم علماء النفس تفسيراً لماذا قد نشعر بأن الشهر الأول من العام أطول بكثير من بقية الأشهر، بحسب ما أوردته صحيفة “نيويورك بوست” الأميركية.
وقالت كلوي كارمايكل، عالمة النفس السريري، إن ميل الشهر إلى المضي ببطء ينبع من تذكير مؤلم بأن العطلات المبهجة في شهر كانون الأول/ ديسمبر قد ولّت منذ فترة طويلة، بالإضافة إلى “الاثنين الأزرق”، الذي يعتبر عادة أحد أكثر أيام العام كآبة وبؤساً.
وأضافت كارمايكل أنه من الممكن أن يكون هناك انخفاض في هرمونات الجسم المسؤولة عن المزاج والشعور بالسعادة بعد انتهاء الاحتفالات وتقديم الهدايا في موسم العطلات.
إفراط في الإنفاق
وشرحت: “بعد العطلات يمكن أن يكون هناك شعور باستنفاد تلك المواد الكيميائية (الهرمونات)، وقد يبدو الأمر كما لو أن شخصاً ما قد سحب البساط العاطفي من تحتنا، وهو تناقض ناشئ عن ذروة الأعياد.
وأيضاً، خاصة في هذا الاقتصاد المتضرر من التضخّم، ربما يكون الكثير من الناس قد أفرطوا في الإنفاق، ما قد يؤثر سلباً على إحساسهم بالرفاهية عندما يحين وقت دفع الفواتير بعد الأعياد”.
وأوضحت كارمايكل أن الدوبامين هو هرمون يعمل على مناطق الدماغ المسؤولة عن المتعة والرضا والتحفيز. كما أنه يؤثر على المزاج والنوم والذاكرة والتعلم والتركيز.
خلال “سحر” موسم العطلات، قد ترتفع مستويات الدوبامين لدى الأشخاص عندما يقضون المزيد من الوقت مع أحبائهم، ويتناولون طعاماً لذيذاً ويحصلون على الهدايا. ومع ذلك، عندما تنخفض المستويات في شهر يناير، يمكن أن يؤدي ذلك إلى التعب وتقلب المزاج والاكتئاب.
“الكآبة الشتوية”!
ويمكن أن يلعب الدوبامين أيضاً دوراً في “الكآبة الشتوية”، أو النوع الأكثر شدة من الاكتئاب عندما تصبح الأيام أقصر، وهو الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) وهو نوع من الاكتئاب المرتبط بالتغيرات في الفصول.
وغالباً، ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون منه بداية الأعراض ونهايتها في نفس الوقت تقريبا من كل عام.
وقالت كارمايكل إن الظلام الناجم عن قصر أيام العام في ذروة الشتاء، حيث يتضاءل النهار اقترانا بالطقس البارد، تجعل شهر كانون الثاني/ يناير أقل ملاءمة للتجمعات الاجتماعية والخروج من المنازل والتواصل مع الأصدقاء، ما قد يجعل الناس يشعرون بالوحدة والعزلة وكأن الأيام تطول، إلى جانب التسبب في اضطراب عاطفي موسمي للكثيرين.
وأضافت عالمة النفس السريري بولين والين أن الشهر المذكور يجلب أيضاً العودة إلى الروتين الذي يمكن أن يؤدي إلى اكتئاب الأفراد. وهذه العوامل ككل يمكن أن تجعل الشهر يبدو وكأنه يسير بخطى بطيئة.
وتابعت: “هناك الكثير من العوامل التي تؤثر على إدراكنا للوقت، ولكن بشكلٍ عام، عندما نشعر بعدم الراحة أو الألم، أو الملل أو القلق، فإننا نولي المزيد من الاهتمام لانزعاجنا ومدة استمراره”.
وأشارت كارمايكل أيضاً أنه بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن يبدو شهر كانون الثاني/ يناير وكأنه يتحرك بسرعة كبيرة جدا، مثل أولئك الذين حددوا أهدافاً ويرغبون في تحقيقيها.
وتوصي كارمايكل بالتركيز على الصحة والحصول على قسط إضافي من النوم، ووضع بعض الخطط لأنشطة ممتعة للقيام بها.