مقالات
أخر الأخبار

لماذا أفكر بالمقلوب؟

كتب نوزاد حسن: أفكر بالمقلوب في قضايا السياسة. اعترف بهذا الشيء دون أن أخجل منه. وما يراه السياسي أبيض أراه بنفسجياً، وما يراه خطة استراتيجية أراها محاصصة لن تبني وطناً.

 

وآخر ما شاهدته مقلوباً هو وضع المهاجرين العراقيين على الحدود البولندية، وما يعانونه من برد وتعب.

ما معنى أن يهاجر الإنسان تاركاً وطنه؟ هذا السؤال مؤجل ولا يطرح عند السياسي أو المسؤول الذي يناقش الأمور كما تقع. بالنسبة لي ولعشرات الألوف غيري أنظر إلى الهجرة على أنها حل نفسي قبل كل شيء. إن هذا الشاب الذي ترك كل شيء خلفه ليس بليد المشاعر، ولا يعاني من عقدة اتجاه وطنه وأهله. هذا الشاب يريد أن يتخلص من ضغط نفسي يتعرض له يومياً. لذلك هو يجازف مثل مدمن يبحث عن قنينة خمره.

لأبسط المسألة أكثر. لا يريد السياسي أن يرى إلا ما هو حاصل هناك على الحدود البولندية. وقد اتخذت الحكومة إجراءات منها سحب رخصة القنصل الفخري البيلاروسي في العراق.

هذا إجراء لن يحل المشكلة أبداً بل قد يعقدها أكثر. لأن الشخص الذي يتخذ قرار الهجرة في أكثر الأحيان أصبح شخصاً آخر.

قد يعتقد السياسي أن الشاب الكربلائي الذي قتل على يد الشرطة في بيلاروسيا قبل أشهر هو شاب {بطران}. قرر في لحظة أن يحمل حقيبته ويرحل. ليس الأمر بهذه البساطة. إن نظرتي المقلوبة لذلك الشاب تقول غير هذا الشيء.

وقد يظن السياسي أيضاً أن من الممكن إقناع الإنسان بعدم الهجرة. السياسيون في العادة يرون الشعب الذي يحكمونه مدللاً أكثر من اللازم.

السياسة الفاشلة في أي مكان في العالم هي من تصنع المهاجرين. بكلمة أدق جداً تصنع السياسة الفاشلة طريقة تفكير المهاجر. تعطيه سبباً مقنعاً أنه منسي وتائه في بلد يحمل جنسيته.

ما أقوله يعني هذا الأمر: يفقد الشخص في لحظة معينة هويته كمواطن ليكون مهاجراً في بيت عائلته. يجلس مع أهله، ويتناول طعامه معهم لكنه مشغول بفكرة الرحيل عنهم. من هنا تبدأ القصة التي لا يريد السياسي رؤيتها.

يبقى ابن العائلة رافضاً لكل شيء، مهووساً بلحظة ترك وطنه، والابتعاد عن كل شيء. هذا ما يحدث. ولا حل لهذه المشكلة إلا بمعالجة حقيقية قد تتطلب أعواماً طويلة إن توفرت النوايا.

 

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى