مقالات
أخر الأخبار

لابد للمجازر أن تتوقف

كتب عبودي جواد حسن: لا أصدق أن أحداً يتصفح منابر التواصل الاجتماعي ولا تنهار دموعه من وقع ما يشاهد وما يسمع؟ ألم تصبح مشافي غزة أهداف مشروعة بنظر المعتدي ومناصريه؟ ألم تقطع أساسيات الحياة من ماء وكهرباء وغذاء ومواصلات عن الأهالي المهجرين وغيرهم؟ ألم تصبح مشاهد الدم والتيتم والترمل ومعاناة المسنين مشاهد عادية على بعض شاشات التلفاز في كل أنحاء العالم؟ ألم تصبح دموع المراسلين ومذيعوا النشرات الإخبارية جداً مألوفة عند المتلقين؟

 

أتحدى متصفحي الإنترنيت أو المتعاملين مع مواقع التواصل أن يحبسوا دموعهم أو يتجنبوا العبرات عند رؤية ما يجري في غزة وما يجري من احتجاجات مليونية أحياناً في العالم. هل ما تقوم به “إسرائيل” عقوبة جماعية أم حرب إبادة لأصحاب حقوق مظلومين أم تطهير عرقي إنه كل هذا، حتى لو سئلت هذا الأسئلة لمخلوق من كوكب آخر غير كوكب الأرض لكانت نفس الإجابة، وليس كما يدعي “الإسرائيليون” وأنصارهم أنها “دفاع عن النفس” ضد أصحاب أرض مغتصبة ويتهمون أهالي غزة بالإرهاب ويدعون أنهم أول سكانها وقد اغتصبها منهم الفلسطينيون وغيرهم من العرب.

هذا ما نقوله ليس كلام إنشائي كما يقولون ولا جرد لجرائم المغتصب الواضحة للعيان ونشهدها يومياً بل وصف لواقع حال وشعور كاتب مقال نابع عن رؤية صادقة لما يجري في عالم اليوم من انتهاك للقوانين الموضوعة وحتى السماوية منها، ولما ألفناه وألفه العالم والإنسانية الحقة من أعراف وتقاليد ومنها مثلاً مراعاة المرضى وتجنب قصف المشافي وتجنب تجويع وتعطيش العزل وخاصة النساء الأطفال والشيوخ، كما كان يحصل في العصور الغابرة.

ولو فرضنا جدلاً أن “إسرائيل” لها الحق فيما تقوم به، أيجوز لها أن تعاقب كل من سكن تلك الأرض من الأبرياء بما أوتي لها من قوة ودعم أمريكي وأوروبي؟ ألم يتباكى سكانها مما قام به النازيون في النصف الأول من القرن الماضي من فظائع واضطهاد وظلم في أوروبا الشرقية وألمانيا؟ إنهم تناسوا كل ذلك.

في المقابل أثبتت المقاومة الفلسطينية الحرة النزيهة أنها ليست إرهاباً كما يدعي الصهاينة واتباعهم كما تبين بوضوح من عملية تبادل الرهائن كما أنها قادرة على قهر الجيش الإسرائيلي هذا النمر الورقي ليس إلا. والكل يعلم أنه قلما شهدنا في هذا العالم جيش نظامي مهما كانت قوته وترتيب صدارته في عاالم الجيوش انتصر على مقاومين أحرار، وليكن لنا في فيتنام مثلاً.

أحقاً هذا العالم لايستطيع إيقاف ما نشهده من مجازر بشرية وعاجز عن إحقاق الحق ونصرة المظلوم وكبح جماح الظالم المعتدي على شعب مغتصبة حقوقه يناضل بشتى الطرق للفت الاهتمام لحقوقه المغتصبة ويكبح بطرق وحشية وهمجية وبمساندة حكومات دول غربية تفتخر وتتباهى بأنها أصل العدالة والديمقراطية، هذا هو الغريب بالأمر. لا لا لكل ذلك ……. إنه من سوء حظ البشرية أن تجد نفسها في هذه الفترة على هذا الكوكب وهذه البيئة السياسية الجديدة والغريبة على الإنسانية.

وسبق لهذه الدول أن انتصرت لنفس هذا المعتدي الحالي وأنقذت ما تبقى من هلاك جنسه البشري في حرب عالمية مدمرة لأغراض ذاتية. والآن نراها تكيل بمكيالين وتعتبر ما تقوم به “إسرائيل” دفاعاً عن النفس في أرض لا تملكها وإنما اغتصبتها وتعتقد أن وما يلحق بالفلسطنيين من جرائم جاءت “استحقاقاً“ لتجرأهم ولتصديهم لظلم مدللتهم “إسرائيل” التي اغتصبت أراضيهم.

وأخيراً هكذا أصبح عالمنا وهكذا صارت دول الإجرام تتحدى وتسعى إلى قتل الإنسانية وطفولتها من خلال نصرة الظالم. لنطلق صرخة مدوية ولتسمعها المخلوقات في كل مكان أن كوكبنا اجتاحه الظلم وساد…. وصرنا ضحايا لمن لا ضمير له ولكن لكل ظالم نهاية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى