شاركت دائرة الثقافة في الشارقة في إطلاق فعاليات الدورة الرابعة عشرة لجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي، والتي تعد من أبرز المبادرات الثقافية التي تنظمها إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة.
تركزت هذا العام الدورة تحت شعار “دور الترجمة في النقد التشكيلي الحديث”. وقد شهد حفل التكريم حضور عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة، ومحمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية، إلى جانب لجنة التحكيم ونخبة من الفنانين المشاركين في مهرجان الفنون الإسلامية.”
“وفي كلمته خلال الحفل، أشاد محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في الشارقة، بالدعم الدائم الذي قدمه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي على مدى أكثر من 14 عاماً، أكد القصير على أهمية الجائزة في تعزيز النقد التشكيلي في الوطن العربي، مُبرزاً أن هذه الرعاية قد أسهمت في تأسيس ثقافة نقدية متخصصة تُعد الأولى من نوعها في المنطقة العربية.”
“وأوضح مدير إدارة الشؤون الثقافية، محمد إبراهيم القصير، أن جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي قد أضافت 46 ناقداً وناقدة إلى المكتبة النقدية العربية من خلال مشاركاتها المستمرة. مشدداً على أن هذه الجائزة تستقطب باحثين من جميع أنحاء الوطن العربي، ومُؤكداً على أهميتها وتميزها في تقديم منصة للتواصل والحوار النقدي في الوطن العربي.
وأضاف: “الترجمة لها دور محوري في إثراء الثقافة العالمية، حيث تُعد جسراً يربط بين لغتين وثقافتين. وفي هذا السياق، ركزت الدورة الحالية من الجائزة على أهمية الترجمة كقطاع أدبي يسهم في تقوية الروابط الثقافية والأدبية عالمياً.”
عن الترجمة وفنونها
في إطار الحفل الذي أقيم لتكريم الفائزين بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي، قدم الأمين العام للجائزة التهاني للفائزين بالدورة الرابعة عشرة، مُشيراً إلى مساهماتهم البارزة. وأشاد بالفائز الأول، شادي أبو ريده من مصر، عن بحثه حول “ترجمة الفن وفن الترجمة”. وأعرب عن تقديره للناقد الجزائري زيتوني عبد الرزاق الذي حصل على المركز الثاني من خلال بحثه “الترجمةُ في النقدِ التشكيليِّ الحديث.. إشكاليةُ مصطلحٍ أم أزمةُ ترجمةٍ”. كما لفت الأمين العام الانتباه إلى مساهمة الناقد المغربي أحمد لطف الله الذي نال المركز الثالث عن بحثه النقدي “النقد التشكيلي العربي والترجمة: دراسة نظرية وتطبيقية”.
“كما وأشاد محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في الشارقة، بالجهود المبذولة من قبل لجنة التحكيم للدورة الرابعة عشرة من الجائزة. وقد ضمت اللجنة، نخبة من الأكاديميين البارعين من مختلف أنحاء الوطن العربي، مُؤكداً على التزامها وحرصها في مراجعة وتقييم جميع الأبحاث المشاركة بعناية فائقة. وأعرب القصير عن تقديره لما تقوم به إدارة الشؤون الثقافية من دور فعّال وتوسيع نطاقها في جميع أرجاء الوطن العربي.
“بسياق متصل، أثنى الدكتور سمير السالمي، أحد أعضاء لجنة التحكيم، على المسار المتميز الذي سارت عليه جائزة الشارقة خلال السنوات الـ14 الماضية. وأوضح السالمي أن هذا الطريق الناجح والمميز للجائزة يعكس رؤية شمولية استثنائية”.
المعايير العلمية في اختيار الفائزين
أكد الدكتور سمير السالمي أن عملية اختيار الفائزين بجائزة الشارقة تمت بعناية فائقة، مُستنداً إلى معايير علمية مُحددة تتضمن جودة البحث، ووضوح الفكرة، وعمق المقاربة النقدية. وأضاف السالمي أن هذه المعايير تأتي من مبدأ أساسي يُشدد على ضرورة أن يكون الخطاب النقدي التشكيلي العربي على مستوى عالٍ من التميز والملاءمة، مُعتبراً أن الممارسة النقدية في الفن التشكيلي تحتاج إلى أدوات ومنهجيات خاصة تُعزز من قيمتها وتأثيرها”.
“وألقى شادي أبو ريده، الفائز بالمركز الأول، كلمة له خلال الحفل، حيث بدأ بتوجيه شكره للجهات المنظمة لجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي. مؤكداً على أهمية هذه الجائزة كمنصة نقدية مرموقة تُسهم بشكل كبير في تعزيز وتطوير الفنون البصرية العربية. وختم كلمته بتمنياته لمدينة الشارقة بالمزيد من التألق والإشراق في مجالات الثقافة والفنون، مُعبراً عن أمله في استمرارها كمركز حيوي للإبداع والمبدعين.”
“أبو ريده أبدى إعجابه الشديد بموضوع الدورة المتعلق بالترجمة، حيث قال: “أود أن أُشيد بالتفرد في اختيار موضوع هذا العام، الذي يجمع بين النقد والترجمة، مُظهراً الجوانب المشتركة والاختلافات بينهما”.وفي ختام الحفل، قام كل من عبد الله العويس ومحمد إبراهيم القصير بتكريم الفائزين بالجائزة وأعضاء لجنة التحكيم بتقديمهم شهادات تقدير ودروع تذكارية، تقديرًا لجهودهم ومساهماتهم القيمة.”