كتبت وفاء حميد… شهدت غزة اليوم صراع دامي مع الصهيواميركا لم تشهده أعتى الحروب الساحقة ، حقد كبير بلغ ذروته ، حرق الحجر والشجر وكل معنى للحياة ، فمنذ اعلان وعد بلفور عام 1917 إلى اعلان بن غوريون وطن قومي لليهود على تراب فلسطين 1948، ارتكب الكيان المحتل الآلاف من المجازر وحصد فيها آلاف الشهداء الفلسطينيين فهدموا قراهم وشردوا اهلها إلى الدول المجاورة .
فاشتعل الغضب الفلسطيني ……
وقامت أعمال شغب في القدس والخليل عام 1929 اسفرت عن مقتل 200 يهوديا تقريبا. فقتلت القوات البريطانية 116 شهيدا فلسطينيا اثناء محاولتها اخماد أعمال الشغب في القدس
وفي عام 1930 الى 1935 قامت منظمة الكف الأسود التي يقودها الشيخ عزالدين القسام حملة مسلحة ضد الوجود اليهودي والانتداب البريطاني. حيث استشهد هو ومن معه من أنصاره
واندلعت بعدها عام
1936 الى 1939 الثورة الفلسطينية بدأت باضراب عام في يافا. استشهد أكثر من 5 آلاف فلسطيني واصابة 15 الفا بجروح على ايدي القوات البريطانية.
ومن العام 1949 الى الخمسينيات -و الفدائيون الفلسطينيون يشنون هجمات على اسرائيل من قواعدهم في مصر وقطاع غزة
وأما في بداية السبعينيات والثمانينيات – بدأت بعض الفصائل اليسارية والقومية تتبنى اسلوبي خطف الطائرات وشن الهجمات على العسكريين والمدنيين والمسؤولين الاسرائيليين داخل اسرائيل وخارجها للترويج للقضية الفلسطينية.
وفي ميونخ في ألمانيا من 5 إلى 6 سبتمبر سنة 1972
نفذت منظمة أيلول الأسود عملية احتجاز رهائن إسرائيليين أثناء دورة الاولمبياد الصيفية وكان مطلبهم الإفراج عن 236 معتقلاً في السجون الإسرائيلية معظمهم من العرب بالإضافة إلى كوزو أوكاموتو من الجيش الأحمر الياباني. انتهت العملية بمقتل 11 رياضياً إسرائيلياً واستشهاد 5 من منفذي العملية الفلسطينيين وشرطي وطيار مروحية ألمانيين.
بعدها شنت إسرائيل سلسلة من عمليات الاغتيال الانتقامية منها عملية اغتيال قادة فلسطينيين في بيروت ، كمال عدوان ، كمال ناصر وأبو يوسف النجار
وفي
1985 – (تشرين الأول / أكتوبر) الطيران الحربي الاسرائيلي يغير على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، وذلك عقب هجوم على سفينة نزهة نفذته جبهة التحرير الفلسطينية المنضوية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية والذي اسفر عن مقتل 3 سائحين اسرائيليين. وكان مسلحو الجبهة المذكورة يطالبون باطلاق سراح 50 فلسطينيا كانوا يقبعون في السجون الاسرائيلية.
وفي عام 1987 شن فدائبون فلسطينيون هجوما أسفر عن مقتل 38 اسرائيليا على أحد الطرق الساحلية في اسرائيل.
واندلعت الانتفاضتين الأولى في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، عام
1987 – (كانون الأول / ديسمبر) وبعدها انتفاضة الأقصى عام 2000
ولم تهدأ المقاومة فقد شهد عام 2021
معركة سيف القدس
بدأت باشتباكاتٌ بين متظاهرين فلسطينيين وشرطة إسرائيل نتيجة قرار المحكمة الإسرائيلية العليا بشأن إخلاء سبع عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح في الجانب الشرقي من البلدة القديمة في القدس لإسكان مستوطنين
وفي عام 2022 بعد عدة أحداث جلها تبعث بالأمل وخاصة مع عودة المقاومة في الضفة المحتلة بقوة بالرغم من الحزن الشديد على الدماء التي سالت دفاعاً عن الأرضي والتي سطرها 224 شهيداً في كافة المناطق الفلسطينية ، وتُشعل سجون الاحتلال صفارات الإنذار أحداث حُفرت من نور كأسماء الشهداء الأبطال الذين نفذوا عمليات فدائية في كافة أنحاء فلسطين ، ليكون 2022 عام نسف الحدود بامتياز ، فترجل الأبطال في النقب وبئر السبع و”تل أبيب” جنين ونابلس وطوباس ورام الله والخليل وغزة وغيرها من المناطق التي توحدت في وجه الاحتلال والمخططات الخطيرة التي حيكت صوب المسجد الأقصى ، لتكون معركة وحدة الساحات ” عنوان للمقاومة الموحدة دون أي تدخلات.
ولكن يبدو عام 2023 كان بداية لانتصارات و بطولات حيث شهدت معركة “بأس الأحرار” في جنين “والتي حدثت بإمكانيات متواضعة لدى المجاهدين وأبطال كتيبة جنين الذين أثبتوا قوتهم وقدرتهم في مواجهة العدو”. فكانت امتداد لمعركة ثأر الأحرار ومعركة وحدة الساحات”، تأكيدا على الوحدة الميدانية بين كل أبناء الشعب الفلسطيني أمرٌ مهم ونعملُ عليه”.
حيث نرى التاريخ يعيد نفسه لكن هذه المرة بطريقة أخرى فمن نكبة 1948 إلى طوفان الاقصى 2023 فرضت معادلة جديدة على أرض الواقع . فقد أصابت الكيان الصهيوني بصدمة وذهول ووضعه في حالة رعب
فكانت معركة طوفان الأقصى اسقاط أقنعة الدول الأمريكية والأوروبية الداعية للسلام والديمقراطية وكشفت حقيقتهم عندما رأت أن الكيان الصهيوني على حفة الانهيار كونه أداته الرئيسية في الشرق الأوسط فسارعت إلى نجدته ودعمه ، رغم علمها إن هذا الكيان ارتكب ابشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني وخاصة مايحصل في غزة ، حيث أثرت هذه المعركة في العمق الداخلي للاحتلال الذي يعيش في حالة أزمة ،
هذا إن دل على شئ فانه يدل على هشاشة هذا الكيان علما انه يمتلك جيش من أقوى وأفضل الجيوش في العالم على حد تعبيره ، فماكانت غطرسته وتباهيه بالقوة الا فقاعة هواء عكست نتيجة استهتاره بقوة المقاومة إلى درجة العمى الكامل، لكن طوفان الأقصى كانت اعظم درس وبرهان على كفاءة المقاومة الفلسطينية المقدامة وشجاعتها ، وقدرتها على التخطيط والقيادة والتنفيذ ، و امتلاكها للبعد الإستراتيجي والاستخباراتي ، فالمقاومة باقية ومستمرة ضد الاحتلال ( الصهيوني) ، لان النضال الفلسطيني سيبقى مستمر والشعب الفلسطيني سيظل صامداً حتى يحرر وطنه ويستعيد كل المقدسات الفلسطينية .