أكد رئيس تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم، اليوم الأربعاء، أن البلاد تشهد استتباباً بالأمن بفضل جهود الحكومة، فيما شدد على ضرورة أن تحظى زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى واشنطن، بدعم وإجماع عراقي.
وقال عمار الحكيم، خلال خطبة عيد الفطر المبارك، وتابعتها “المعالي نيوز”. “لقد اسـتطاع الـعراقـیون بـفضل ﷲ وتـوفـیقه أن يعبروا محطات صـعبة وعسیرة فـي خضم تجربتھم السیاسـیة خلال العقدیـن الأخيرين .. حـیث مـرت التجـربـة السـیاسـیة بـمنعطفات خـطیرة كـادت تـعصف بـكل التضحيات والمنجزات لولا حكمة المرجعية الدينية العليا وإخلاص القوى السیاسیة الوطنیة في تقدیم المصلحة العلیا للبلد على أي اعتبار آخر”.
وأضاف: “نشكر الله تعالى على استتباب الأمن في البلاد ، بفضل الجهود الحكومية والأمنية والعسكرية التي تبذل من جميع المؤسسات والقوات المسلحة الباسلة في :(الدفاع والداخلية والحشد الشعبي والبيشمركة والأمن الوطني وجهاز المخابرات ومستشارية الأمن القومي) بقيادة الأخ السوداني، وعلى الجميع أن يتكاتف ويتعاون في الحفاظ على المنجز مجتمعاً وحكومةً ونخباً وقوى سياسيةً ومؤسسات وبرلمان”.
ودعا، الـقیادات الـوطـنیة إلى “اجتماع مركزي رفيع يقوم على اسـتثمار الـبیئة الإیـجابـیة الـتي یـعیشھا الـبلد حـالـیا والاسـتفادة مـنھا فـي مـراجـعة التجـربـة السـیاسـیة فـي الـعراق وتقويمها والخـروج بـنقاط جـوھـریـة ومـفصلیة تـعالـج الأخـطاء الـبنیویـة الـتي تتسـبب فـي حـالات الانسـداد السـیاسـي لـلبلد.. ولـطالـما كـانـت حـالات الانسـداد السـیاسـي معطلة ومربكة لمسار بناء الدولة وتطويرها”.
وتابع الحكيم، إننا “بـحاجـة إلـى إصـلاحـات عـمیقة لـبنیة النظام السیاسـي في بعديه الاقتصادي والتشریـعي .. على أن تكون ھذه الإصلاحـات من رحم التجـربـة السـیاسـیة الـتي خـاضـتھا الـقوى السـیاسـیة الـوطـنیة في العراق .. فـلا نـریـد أن نـبدأ مـن الـصفر ونـعرض الـبلد إلـى الفراغ والإربـاك السـیاسـي.. بـل نـریـد اصـلاحـاً بـنیویـا ینسجـم مـع طـبیعة نـظام الـدولـة الاتـحادي مـن جھة.. و یكون منطلقا من مؤسساته الدستوریة دون تسويف وتعطيل من جھة أخرى”.
وطالب، الـحكومـة ومجلس النواب بـ”اعـتماد وثـیقة وطـنیة إسـتراتـیجیة تـنص بـوضـوح عـلى تحـدیـد الآلـیات الـتي تحـمي الـمصالـح الـعلیا لـلبلد.. وأبـرزھـا حـاكـمیة الـدسـتور والـقضاء.. وأن لا نـتعامـل مـع تـلك الآلـیات بسياقات سیاسیةٍ ھمھا الربح والخسارة .. بل يكون التعامل بعقلیة الدولة والحرص على مصالح البلد وحقوق الشعب”، مشدداً على “ضرورة أن تكون ھناك مشاركة واسعة في كتابة ھذه الوثیقة الوطنیة ضمن أسس التخصص والمنھجیة الرصینة”.
وأردف بالقول: “إننا نريد علاقات دولية واثقة ومتكاملة ومتوازنة، تحقق مصالح بلدنا وشعبنا ووفق قواعد حسن الجوار والعلاقات الحسنة والشراكات الكبرى مع الجميع ، بعيداً عن التقاطعات والتصفيات والأجندات الضارة بنا وبغيرنا من الدول و الشعوب ، وفق معادلة آمنة تساعد على أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها”.
وأكد الحكيم، على أن “الدولـة لا یمكن تقویـتھا مـن دون الاعتماد على مؤسساتھا التنفیذیة والتشـریـعیة بشكل متوازن ومسؤول .. فھـي الـممثلة والـمختصة بـالـتعامـل الـخارجـي ، وعـلیھا یـتوقـف رسـم السـیاسـة الـخارجـیة لـلبلد.. ولن یـتم ذلـك بـمعزل عـن إطـار جامع يضم الـقوى السـیاسـیة الـوطـنیة الـممثلة للشعب التي ترجمت ثـقة الـشعب لـتلك الـحكومـة.. فھـي جـزء أسـاسـي وسـانـد لعمل الحكومة وتوجهاتها”.
وأشار إلى “أهمية تفعيل دور مجلس النواب التشريعي و الرقابي من خلال الاسراع باختيار وانتخاب رئيس جديد ينهض بأعباء إدارة المجلس ومسؤولياته وجلساته وجدول أعماله و تنظيم علاقته بالسلطات الأخرى”.
وخلص عمار الحكيم إلى القول: “وهذا الأمر يستدعي من إخوتنا في المكون السني الكريم الإسراع في التفاهم داخل المكون لحسم ملف رئاسة المجلس ، ونحن على ثقة بإمكانيتهم في حل هذا الموضوع بوقت قريب وبصورة عاجلة ، ومستعدون لتقديم أي مساعدة مطلوبة بهذا الشأن”.
ودعا، هيئة رئاسة مجلس النواب إلى “تحديد موعد قريب بعد عطلة العيد لانتخاب الرئيس في كل الأحوال والظروف لإنهاء شغور رئاسة المجلس”، مضيفاً: “والدعوة متواصلة لجميع أعضاء مجلس النواب إلى بذل مزيد من الجهد لإتمام التشريعات العالقة وتمرير حزمة كبيرة منها خدمة للصالح العام”.
وواصل حديثه: “وفي ملف ذي صلة.. هناك زيارة مرتقبة للأخ رئيس الوزراء إلى واشنطن واللقاء برئيس الولايات المتحدة الأمريكية وكبار المسؤولين هناك ، ونعتقد أن هذه الزيارة مهمة ويجب أن تحظى بدعم وإجماع عراقي لتمكين الحكومة من انسيابية الحوار والتفاوض على مستقبل العلاقات العراقية -الأمريكية ، التي تأخذ أبعاداً جديدة بحسب المناقشات والحوارات والمفاوضات الجارية”.
وأوضح أن “العراق يريد أن يؤسس لشراكة متينة مع جميع دول المنطقة والعالم في إطار الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع احترام سيادته وصيانة استقلاله من قبل الجميع وفي أجواء سليمة تمكن الجميع من اتخاذ القرارات الصائبة والمثمرة”