مقالات
أخر الأخبار

عبد الحليم الرهيمي يكتب: نحو مواجهة جذريَّة للطائفيَّة والعنصريَّة

عبد الحليم الرهيمي

 

كتب عبد الحليم الرهيمي: خلال زيارته لإحدى المدارس في بغداد لمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، دعا رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي الطلاب الى عدم الاستماع الى عناوين الطائفية والعنصرية، وعدم الاستماع للذين يحاولون ان يفرقوا بينكم، بل تمسكوا بعراقيتكم وانكم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات.

هذه الاشارة المهمة التي وجهها رئيس الوزراء الى هذه المسألة الشديدة الأهمية وفي هذه الظروف، أنما تعني الرغبة في الارتقاء بها الى مستوى القضايا الوطنية المهمة الأخرى.

وهو توجه لا يعني فقط طلاب المدارس الذين التقى بهم فقط، انما توجه لجميع الطلاب والشباب بل وحتى جميع العراقيين من مختلف الفئات العمرية ومن مختلف أطياف وانتماءات الشعب العراقي.

غير ان هذه الدعوة المهمة والمفيدة، والتي تشي بحضور لافت للدعوات الطائفية والعنصرية بل وحتى التطرف، انما ستكتسب أهمية اكبر واعظم اذا استكملت بالسعي لحلول جذرية وشاملة لها تتجاوز الحديث الدائم عنها دون الانتقال به لمثل تلك الحلول المرجوة. إن نقطة الانطلاق للبدء والسعي لتحقيق تحول مهم وكبير في معالجة الطائفية والعنصرية تتجلى في اقدام الحكومة على تشكيل مجلس اعلى او هيئة عليا من الاكاديميين وعلماء الاجتماع والتربية وعلم النفس وخبراء في السياسة وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، تتحدد المهام الرئيسة لها بصياغة وتعميم الخطاب الوطني الذي يعزز الهوية الوطنية، ويحترم كذلك في الوقت نفسه خصوصيات الهويات الفرعية المذهبية والدينية والأثنية.

وغيرها من هويات وطنية، ومع تبيان وتوضيح أهمية تعزيز الهوية الوطنية كأحد الشروط الأساسية لوحدة العراقيين التي تساعد على بناء وتقدم وازدهار العراق، تبيان وتوضيح في الوقت نفسه، مع استمرار اعتزاز الجميع بهوياتهم الفرعية، ينبغي ويشترط احترام وتقدير الهويات الفرعية الأخرى وثقافاتها وعدم التقليل منها والتقليل من شأنها وعدم توجيه الأوصاف والكلمات السيئة وغير المقبولة بحقها.

وبالطبع، فإن هذا الخطاب الذي تصيغه وتوجهه اللجنة أو الهيئة العليا الى الأمهات والآباء، والى المعلمين والمدرسين في المؤسسات التعليمية، والى الخطباء والقائمين على مختلف المؤسسات الدينية، انما يتطلب مراعاة أعمار من يتوجه اليهم ذلك الخطاب، وان يتم تطويره وتعديله وفقاً لتطورات الاحداث، هذا اضافة للمراقبة المستمرة لتطبيقه بالشكل الصحيح.

وهنا يمكن التوقع ان يحقق ذلك بداية لحلول جذرية وفعالة لمواجهة الطائفية والعنصرية، وحتى للأفكار المتطرفة التي تنتعش بتلك الأجواء.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى