أخبارمقالات
أخر الأخبار

صناعة الصحافة في ظل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

كتب د. حسين محمد الفيحان: عدة جهات اليوم تشارك في صناعة الصحافة هي: تشريعات الدولة، والصحفي نفسه، والمؤسسة الإعلامية، والقارئ، ومؤخراً دخل على ذلك شركات التكنلوجيا ومنها الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح أداة ثورية تؤثر في العديد من الصناعات، بما في ذلك الصحافة والإعلام.

فمن خلال تقنياته المتطورة، أصبح الذكاء الاصطناعي يُغير الطريقة التي تُجمع بها الأخبار وتحرر وتوزع، مما يُعيد تشكيل مستقبل صناعة الصحافة والإعلام بأكملها، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي جمع الأخبار وتحليل كميات كبيرة من البيانات في وقت قصير جداً، باستخدام برامج مثل “انل بي ناجرال، ولانكوك بروسيسز” المستخدمة لفهم النصوص وتحليل الأخبار من مصادر متعددة، كما تستطيع الخوارزميات الذكية تحديد الأخبار العاجلة والآنية في وسائل التواصل الاجتماعي، قبل وسائل الإعلام التقليدية.

وكذلك فإن روبوتات الذكاء الاصطناعي تستطيع كتابة المقالات والتقارير، بل وأصبحت قادرة على كتابة تقارير إخبارية، خاصة في المجالات التي تعتمد على البيانات مثل الرياضة والأسواق المالية وغيرها، باستخدام أدوات مثل “أوبينل جي تي بي، وورد شمث”، التي تُنتج محتوى بجودة عالية وفي ثوانٍ معدودة، وبالذكاء الاصطناعي صار لمنصات الإعلام القدرة على تخصيص المحتوى استناداً إلى اهتمامات كل مستخدم، فإن تخصيص المحتوى للجمهور باستخدام التعلم الآلي “مشين لايرننك”، والذي من خلاله يمكن باستخدام تطبيقات كـ “نت فليكس، وسبوتي في” التي تعتمد على توصيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ومن خلالها يمكن تقديم الأخبار المفضلة لكل قارئ.

إن تحسين سير العمل الصحفي بالأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تُسرع من عمليات التحرير والتصحيح اللغوي وحتى إنتاج الفيديوهات، كما تستخدم الأنظمة الآلية للتعرف على الصور ومقاطع الفيديو وتصنيفها، مما يختصر وقت الصحفيين.

وأيضاً أصبح الذكاء الاصطناعي أداة حاسمة بالتحقق من الأخبار ومكافحة الأخبار الزائفة مع انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة باستخدام تقنيات مثل ” فاكشكنك الكوريثمس”، التي تساعد على فحص الأخبار واكتشاف التضليل فيها بسرعة متناهية بالدقة.

ورغم تلك الفوائد الكبيرة يواجه الذكاء الاصطناعي في الإعلام تحديات مثل فقدان الوظائف لبعض الصحفيين نتيجة الأتمتة، فضلاً عن التحيز الخوارزمي الناتج من تحيز المبرمجين أنفسهم، وإضافة إلى ذلك الأخلاقيات في استخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة فيما يتعلق بالخصوصية والمصداقية.

وبذلك فإن الدمج بين الذكاء الاصطناعي والصحافة يفتح آفاقاً جديدة لتحسين جودة وكفاءة صناعة الإعلام، ومع ذلك يجب أن يتم ذلك بحذر لضمان الحفاظ على القيم الصحفية الأساسية مثل الدقة والمصداقية، ويبقى المستقبل يحمل وعوداً كبيرة، ولكن النجاح سيبقى يعتمد على كيفية توازن الصناعة بين التكنولوجيا والأخلاقيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى