اخبار اسلامية
أخر الأخبار

صلاة الجمعة في خانقين بإمامة الشيخ حسين المندلاوي

أقيمت صلاة الجمعة، بمسجد وحسينية الإمام الحسن المجتبى (ع) في خانقين/منطقة علي مراد، بإمامة الشيخ حسين المندلاوي، وحضور جمع مبارك من المؤمنين.

 

وقال الشيخ المندلاوي، خلال خطبته والتي كانت بعنوان (اعتناق العقائد دون علم ويقين)، وتابعتها “النعيم نيوز”، “قال الله تبارك وتعالى (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)”.

وأضاف، “ولا تقف: أي لا تتبع، من القفو وهو الاتباع كقولك اقتفيت أثره، والفرق أن الاتباع يطلق على كل أفراده سواء كان اختيارياً أو بإكراه. أما الاقتفاء فيختص بالاتباع الاختياري، فالآية تؤسس قاعدة رصينة في التلقّي والأخذ من قنوات ومصادر المعلومات الخارجية والداخلية. وهي الأذن والعين والتأملات الذهنية، فلابد أن يكون ذلك مستنداً إلى العلم الذي يشمل المعلومات المتيقنة المأخوذة عن حس ومشاهدة. أو عن مصادر معتبرة عند العقلاء التي لا يُعبأ باحتمال الخطأ فيها كإخبار الثقة أو التواتر”.

وتابع الشيخ المندلاوي، “وهذه القاعدة القرآنية يجب تفعيلها في كل نواحي الحياة، فلا يرتب أثراً على ما يسمعه او يجده مكتوباً أو ينقدح في ذهنه إلا إذا وجد دليل علمي عليه. سواء كان في الاعتقاد أو السلوك أو العلاقات مع الآخرين ولا ينشر شيئاً إلا بعد أن يتأكد من مصداقيته وجواز نشره”، مردفاً بالقول: “في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال (إن من حقيقة الإيمان أن لا يجوز منطقك علمك). وفي حديث عن الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) (ليس لك أن تتكلم بما شئت، لأن الله عز وجل يقول (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) ) وفي الحديث النبوي (أيّما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها برئ كان حقا على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاد ما قال، فمن لا يأخذ بهذه القاعدة يعرّض نفسه للمسؤولية، ويكون اول شاهد عليه حواسه (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)”.

وأوضح، “مثلاً شخص يدّعي عنواناً معيناً كالسفاره عن الإمام المهدي (عليه السلام) أو الوكالة والنيابة عنه لا يجوز تصديقه. لأنها دعوى غير مستندة إلى العلم، أو شخص يتبنى مشروعاً معيناً كإصلاح الأوضاع العامة وتغيير أحوال الناس نحو الأحسن لا يجوز تصديقه واتباعه حتى يتحقق من مصداقيته، أو ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من اتهامات لهذا وذاك بالفساد والصفقات المشبوهة، لا يجوز تصديقه وترويجه إلا بعد التحقق من صدقه”.

وبيّن الشيخ المندلاوي، “أو ما تتداوله الناس من أخبار عن هذا وذاك أنه فعل كذا وقال كذا لا يجوز تبنّيه وترتيب الأثر عليه، لأن مثل هذه المصادر لا يوثق بها وقد تصل الحالة إلى الاقتتال والقتل لمجرد أنه قيل له أن هذا الرجل او تلك المرأة فعلا كذا وكذا، قبل أن يتبيّن حقيقة الأمر وقد يكون المخبر مبغضاً أو حاسداً أو له غرض شخصي فيعمل على إلقاء الفتنة بهذه الأخبار، وقد يكون متوهماً أو مشتبهاً كما وقع في الكثير من الحالات”.

وأشار، إلى أن “الشرع المقدس يرى الصدق في هذه الأمور قبيحاً فكيف بالكذب، لأن فيها تدميراً للعلاقات الاجتماعية وتخريباً للأسَر، في الحديث النبوي الشريف (ثلاث يقبح فيهن الصدق: النميمة وإخبارك الرجل عن أهله بما يكرهه وتكذيبك الرجل عن الخبر)، وفي حديث آخر عن الإمام (عليه السلام) قال ( من روى على أخيه المؤمن رواية يبتغي بها شينه وهدّم مروته اخرجه الله تعالى من ولايته الى ولاية الشيطان ثم لا يقبله الشيطان) بغض النظر عن كونه صادقاً او كاذباً فيما روى، وبالمقابل مدح الله تعالى قوماً فقال تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) فلا يكتفي أحدهم بصدق الخبر حتى يّرتب عليه الأثر أو ينقله للغير، لأن الصدق قد يكون ضاراً، بل يتثبت من حسن القول مضافاً إلى صدقه”.

ولفت الشيخ المندلاوي، إلى أن “هذه القاعدة القرآنية مما تدعو له الفطرة السليمة أيضاً فإنها تتحرى دائماً الوصول إلى الواقع والحقيقة، فلا تعطي قيمة للمظنون أو المشكوك، ويحاول العقلاء أن يصلوا أى الحقيقة وتحصيل العلم بأنفسهم إن أمكن وإلا فيرجعون الى من له العلم بذلك كمراجعة المريض للطبيب، أو رجوع عامة الناس إلى المجتهد العارف بتحصيل الأحكام الشرعية وهكذا، ولا يعذرون من يتبنى عقيدة أو قولاً أو فعلاً من دون ذلك”.

وأكمل، حديثه، “وقد لبّى الله تعالى حاجة هذه الفطرة لدى الإنسان، فأعطاه السمع والبصر والعقل لتكون له أدوات يصل بها إلى الحقيقة، وسيسأل الإنسان عن كيفية توظيفه واستعماله هذه الأدوات فهل إن ما أصغى له بسمعه كان من مصدره الموثوق، وهل أن ما نسبه إلى عينه حينما يقول رأيت كان قد رآه فعلاً و واضحاً لديها فعلاً؟ وهل أن ما فكّر فيه ورتبّه بذهنه كان مستنداً الى معلومات صحيحة؟ وهذه الحواس ستشهد عليه وتجيب بصدق (حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فعلى الإنسان أن يحذر ويتجنب اتباع ما ليس له به علم وإلا فإنه لا يكون معذوراً”.

وأكد الشيخ المندلاوي، أن “المطلوب دائماً هو التثبت من المعلومة قبل البناء عليها، ومن صدق الدعوى قبل التسليم بها، ولو بنى المجتمع حياته على هذه القاعدة القرآنية لأغلق أبواب الكثير من المفاسد والأضرار والخرافات والانحرافات وبهذا المنهج نحافظ على العلاقات الاجتماعية وسمعة الأشخاص وكرامتهم ومنع حصول حالة الإحباط واليأس لدى العاملين، بسبب ما يشيعه الحاسدون، وبذلك نستطيع تقويم عقائد وأفكار المجتمع من الانحراف والضلال”.

وذكر، أنه “فعلى مستوى الاعتقاد: لم يقدّم الملحدون دليلاً علمياً على نفي وجود الخالق تبارك وتعالى وغاية ما يدّعون أنه لم يثبت عندهم وجوده سبحانه، فكيف يريدون بجهلهم هذا نفي الأدلة القاطعة التي يقيمها المؤمنون بالله تعالى. والذين ينكرون المعاد ليس عندهم دليل وانما هو مجرد استبعاد وقصور اذهانهم عن تصور الحالة بينما المؤمن عنده الحجج الدامغة على هذه الحقيقة، وكذلك الذين ينكرون الوحي والنبوة، قال تعالى (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)”.

ونوه الشيخ المندلاوي، إلى أن “هكذا اذن المطلوب التثبت وتحصيل العلم في كل شؤون الحياة فلا يجوز تصديق خبر بناءاً على الإشاعات أو الإقدام على فعل لمجرد أن الناس فعلته مما سمّوه بالسلوك الجمعي، وجعلوا له مثلاً يستشهدون به وهو ((حشر مع الناس عيد))، كزيارة بعض القبور أو القيام ببعض الأعمال التي لم يثبت أصلها، أو اتباع شخص لمجرد إدعاءات ما لم يتحقق من توفر الشروط المطلوبة”.

وتابع، بالقول: “فهذه كلها مخالفة لهذه القاعدة القرآنية، وقد روي في كتب العامة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله (بئس مطية الرجل: زعموا) وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) (إياكم والظن فان الظن اكذب الكذب) وفي حديث آخر (إن افرى الفرى أن يُريَ الرجل عينيه ما لم تريا)”.

ومضى الشيخ المندلاوي، بالقول: “في حواراتنا لابد ان نستند في مواقفنا إلى الحجة والبرهان لا الظنون والقياسات لا الظن والتهمة، لافي أحكامنا على الآخرين بالظن والتهمة والاشتباه والاحتمال، لذا لا يبني القاضي على كلام المدعّي في قضية معنية وإنما يطالبه بالبينة ويسمح للمدعى عليه بالدفاع عن نفسه وهكذا”.

وشدد، على “أنه “بذلك يكون الإسلام قد سبق الحضارات المعاصرة في تأسيس منهج التثبت العلمي الشامل لكل شيء، حتى العلوم التجريبية والطبيعية حيث لا مكان للافتراضات الوهمية والاحتمالات غير الممحصة والاحكام الساذجة، ويجعل ذلك مسؤولية شرعية وأمانة يُسئل عنها وهذه الرقابة الداخلية مما تميز المنهج الإلهي عن المادي، ويستشعرها المؤمن حتى لو خلى عن أي رقيب حتى على مستوى المشاعر والخلجات القلبية، فلا يقول كلمة بلسانه ولا ينقل حادثة عن أحد، ولا يحكم بعقله حكماً ولا يعقد أمراً إلا وقد استند فيه إلى المعلومة الصحيحة”.

وختم الشيخ المندلاوي، بالقول: “فلنتعاون جميعاً لنشر هذه الثقافة القرآنية والمنهج القرآني الكفيل بتحقيق السعادة والصلاح ولتجنب التداعيات الاجتماعية الخطيرة، وإلا فإن الثقة ستنعدم بالجميع ويختلط الصالح والفاسد وتضيع الحقيقة ونفقد كل أمل بالصلاح والإصلاح”.

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى