اخبار اسلامية

صحفية “شورى نيوز” تجري مقابلة خاصة مع وكيل سماحة المرجعية في باكستان

أجرت صحفية “شورى نيوز” الاسبوعية مقابلة خاصة مع سماحة الشيخ هادي حسين ناصري وكيل سماحة المرجع الديني آية الله الشيخ محمد اليعقوبي والمُشرف العام على “شورى عُلماء جعفرية ” في باكستان.

شهد فجر السابع من أكتوبر الجاري، ملحمة بطولية نفّذَ المقاومون هجوما بريا وجويا في عمق مستوطنات الكيان الغاصب،
وهو هجوم يُعَدُّ الأول من نوعه منذ قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 1948. ورغم ما يقوم به جيش الاحتلال من غارات يومية وإبادة جماعية للفلسطينيين تحت سمع وبصر العالم والدول الغربية التي لم تتوانَ عن دعم الكيان المحتل، غيرأن ما وجَّهته عملية “طوفان الأقصى” من صفعة للجيش الإسرائيلي وتدمير لهيبته لا يمكن محوه. فعلى مدار عقود لم تُفض عمليات التسوية الدولية ومقررات الأمم المتحدة إلى حل الصراع، ولم يحصد الفلسطينيين مقابل ذلك سوى الحصار والقتل الممنهج والصمت الدولي. وفي نفس التاريخ عقد المؤتمر التأسيسي لــ ” شورى عُلماء جعفرية باكستان” تحت عنوان : ” العُلماء أمناء الله .. وباكستان أمانة الله في أعناقنا “، في قاعة مجلس الثقافة للمؤتمرات الدولية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد ، بحضور عُلمائي مهيب شد الأنظار إليه ، وكان محل إهتمام وسائل الإعلام الباكستانية .
للمزيد حول المؤتمر والغاية من عقده ، وللسؤال عن الأهداف والدوافع وراء تأسيس ” شورى عُلماء جعفرية باكستان “، وعن رأيها فيما يجري في غزة المحاصرة، قام رئيس تحرير صحيفة شورى نيوز الأسبوعية بإجراء مُقابلة مع سماحة الشيخ هادي حسين ناصري المُشرف العام على “شورى عُلماء جعفرية باكستان ” ، هذا نصها. س . نرجو أن نسمع منكم كلمة حول ما يجري هذه الأيام في فلسطين وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية ؟ الكيان الصهيوني من جديد لايتورع عن إبراز الوجه البشع و الحقيقي له فالإخوة الفلسطينيين اليوم يتعرضون لإبادة جماعية أمام صمت عالمي لن ينساه التاريخ ولا أبناء أمتنا الإسلامية . الشعب الباكستاني كمعظم شعوب عالمنا الإسلامي عاطفته فلسطينية وبوصلته مقدسية ولا أمل يُرتجى من كل الدعم الأمريكي لهذا الكيان الغاصب والطارئ، ونتوقع إستمرار الدعم الشعبي على مستوى العالم الإسلامي بأكمله للمقاومة الفلسطينية . كما و اعتبر أن سياسات ما يُسمى بالتطبيع (مع إسرائيل) تتحمل جزءا من مسؤولية ما يقع بفلسطين من اعتداءات وانتهاك لكرامة الفلسطينيين ومقدسات الأمة الإسلامية، خاصة أنه عرف مستويات غير مسبوقة في السنوات الأخيرة.
س . إذا إستمرت الجرائم الصهيونية أو ذهب العدو نحو عملية برية في غزة فما هي تداعيات هكذا تصعيد برأيكم؟ مهما تكن التداعيات إذا إلتزمنا بوحدتنا وتمسكنا بتعاليم قرآننا الكريم الذين يحذرنا من مكائد العدو كما أكد على ذلك سماحة المرجع الديني آية الله اليعقوبي(حفظه الله) في معرض إستنطاقه للآية الكريمة {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} الذي اعتبر ذلك تحذيرا إلهيا للمسلمين ليغلقوا الباب ويقطعوا الطريق أمام أي فرصة لعدو الإسلام والأمة من تحقيق مقاصده وأغراضه اللئيمة . وعلى كل حال، بتقديري أن موقف الصهاينة يبدو لي أكثر تعقيدا وصعوبة من إخوتنا في المقاومة الإسلامية في فلسطين وإخوانهم من محور المقاومة . وقيادة المحور حكيمة و تعرف جيدا كيف تتصرف وحسب علمي أن هناك غرفة عمليات مشتركة والتنسيق بين قيادات المحور في أعلى درجاته والكل في جهوزية تامة، وإذا تجرأ الصهاينة بدفع من الولايات المتحدة الأمريكية للدخول في عملية برية فإن إسرائيل سوف تفقد نصف جيشها على اقل تقدير .
س .  كان لافتاً المؤتمر التأسيسي الذي عقدتموه قبل ايام ، سيما المُشاركة العُلمائية الواسعة في هذا المؤتمر، فكما فهمنا أنه كان هناك مُشاركة شملت كل الأقاليم الباكستانية، فهل هذا صحيح؟
ج. بفضل الله تعالى، كان المؤتمر ناجحاً بُكل المقاييس، وكان هناك تمثيل حقيقي لكل الأقاليم الباكستانية من خلال عُلماء تلك الأقاليم والمُدن ، فالجميع يشعر بمسؤولية شرعية و وطنية كبيرة، ما دعاهم للإستجابة بهذا النحو، كما رأيت . والجدير بالذكر أن هذا المؤتمر التأسيسي لم يأتي هكذا وليد ساعته (كما يقولون ) . لا إطلاقاً ، فقد سبق هذا المؤتمر في إسلام آباد ، ثلاثة مؤتمرات لا تقل بالحجم والأهمية عن هذا المؤتمر، فكان لنا مؤتمر في ملتان بداية هذا العام في شهر ينايرشارك فيه علماء جنوب البنجاب و قُدرت المشاركة حينها بما يزيد عن 650 عالم دين فقط من جنوب البنجاب. ثم تلا ذلك ، في شهر ابريل مؤتمر كبير في مدينة لاهور عاصمة البنجاب ، شارك فيه ما يزيد عن 400 عالم دين من وسط البنجاب . وآخيراً، قبل مؤتمرنا هذا ، كان لنا مؤتمر عُلمائي كبير في مدينة كراتشي عاصمة السند قبل 3 أشهر من الآن تقريباً وكانت المشاركة فيه واسعة جداً . نعم ما ميز هذا المؤتمر في إسلام آباد هو الإعلان عن تأسيس ” شورى علماء جعفرية باكستان”.
س. طبعاً أشكركم على هذه التفاصيل . أردت سؤالكم سماحة الشيخ لماذا ” شورى علماء جعفرية باكستان ” ؟ قصدي ما الذي دعاكم لذلك سيما مع وجود أحزاب دينية كثيرة في البلد؟
ج. ” شورى علماء جعفرية ” ليست حزباً سياسياً . وأتمنى أن لا ينظر إلينا أحد من الإخوة الموجودين على الساحة كمُنافس ، أو أن يتوهم حالة مُعينة هي غير موجودة فعلا . شورى عُلماء جعفرية حاجة وطنية إستجاب لها العُلماء الكرام في هذا البلد الغيور، إنطلاقاً من المسؤوليات الشرعية (حسب فهمنا وايماننا) التي جعلها الله على عاتق العُلماء . لا أكثر ولا أقل .
  س. لماذا الآن بالتحديد ؟ يعني ما تفضلتم به من حاجة وطنية، أفهم أنه لم تكن موجودة قبل الآن؟ أو ماذا جرى حتى إستجاب العُلماء كما عبرتم الآن لهذه الحاجة الوطنية ؟
ج. الحاجة دائماً كانت موجودة، وستبقى أيضاً . لأن دور العُلماء في المُجتمعات غير مُحدد بفترة زمنية مُعينة، في كُل مرحلة لابُد للعُلماء الرساليين أن يتحملوا مسؤولياتهم وأن يقوموا بالواجب عليهم إزاء الأفراد والمجتمع والوطن . وعندما يحصل أي خلل في هذه العملية (بغض النظر عن الأسباب) سترى أن الويلات والإبتلاءات ضربت الناس والمُجتمع وقد يحصل ما هو أخطر من ذلك بكثير فنرى الأوطان تنهار ومنظومة القيم تتفكك والشواهد على ذلك كثيرة.
س. قُلتم في كلمتكم في المؤتمر التأسيسي : ” تعب الناس من الخطاب الطائفي والتشرذم الذي يفتك بنا كغدة سرطانية من الداخل” .. وقلتم أيضاً : ” الشعب الباكستاني شعب عريق لا يجوز لأي كان أن يسمح لأي كان بالتدخل في شؤوننا الداخلية ” ، من كنت تقصد بكلامكم هذا؟ وهل أفهم من كلامكم ان مشروعكم هو توحيد الصفوف يعني ؟
ج. أكيد وبلا أدنى شك . فهذا ما يدعو إليه ديننا وقُرآننا وتؤكد عليه مرجعيتنا الدينية ليل نهار، لامناص من رجوع الأمة إلى أصولها : التوحيد ، الإسلام ، القرآن ، ورسولنا الأكرم محمد(ص) كما أكد غير مرة سماحة المرجع الديني آية الله الشيخ محمد اليعقوبي(دام ظله الشريف) ، في مناسبات مُختلفة  وإلا فتك بنا العدو ، ونالت منا أمريكا وكُل المُستكبرين في العالم .
س. آخيراً سماحة الشيخ، قلتم في مطلع المقابلة أن سياسات التطبيع مع الكيان تتحمل جزءا من مسؤولية ما يقع بفلسطين، هل يمكنكم توضيح ذلك أكثر، وهل من الممكن أن تتسع دائرة الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني أكثر في قادم الأيام؟
ج. شعوب عالمنا الإسلامي متحدون على مُجمل قضايا الأمة وبالتحديد القضية الفلسطينية، وما رأيتموه من وقفات شعبية تضامنية مع الشعب الفلسطيني في مختلف الدول الإسلامية أكبر دليل على هذه الوحدة. وليس أمام أنظمة الدول إلا الرضوخ لإرادة شعوبها فالتطبيع ليس إلا رهان خاسر .   والأحداث الاخيرة في غزة أعادت تعبئة الرأي العام العربي والاسلامي تجاه القضية الفلسطينية، وفضحت جوهر تطبيع بعض الأنظمة العربية، حيث كان دعم الشارع الإسلامي للمقاومين الشرفاء في فلسطين كبير جداً وهذا إن دل على شيء إنما يدل على رفض العالم الاسلامي من أقصاه الى أقصاه لما يُسمى بالتطبيع.

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي:النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى