ابراهيم سبتي
يخطئ من يظن بأن الحرب الروسية الأوكرانية لا تؤثر في الوضع العالمي او ستؤثر في جميع قطاعاته.
فقد ظهرت تأثيراتها الأولى في ارتفاع أسعار النفط العالمية.
الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار امدادات الطاقة والقمح واللوازم الغذائية الأخرى برمتها في كل العالم. إضافة إلى الشعور بخطورة الإمدادات الغذائية الاستراتيجية المتمثلة بصادرات الدولتين، إذ إن روسيا وأوكرانيا تصدران اكثر من 30 % من ناتجها القومي من القمح إلى باقي الدول . اضافة إلى ما يستورده الغرب وخاصة دول الاتحاد الأوروبي، من الطاقة المتمثلة بالنفط والغاز الروسيان والذي يعتمد عليه العالم الغربي اعتمادا رئيسيا .
ان من اولويات الدول حاليا ومنها العراق بالطبع، هي تأمين الإمدادات الغذائية للشعب وأن تفتح الحكومة منافذ شراء القمح لتعزيز المخزون الموجود حاليا خشية ارتفاع الأسعار العالمية، وبالتالي لا يستطيع العراق تأمين البطاقة التموينية، والتي تعتبر سبقا مهما في توفير الغذاء مقارنة بالدول الأخرى، والذي يتميز بها العراق دون سواه مما يؤمن ديمومة وجود القمح في الصوامع، ومن ثم توزيعه كدقيق ضمن الحصة الشهرية بين المواطنين. إن الشعب العراقي من أكثر شعوب الأرض، التي ذاقت ويلات الحروب ومغامراتها وعنترياتها، التي أدت إلى إنتاج جيش من الأرامل والمعاقين والجوعى والمعوزين..
فقد دخل الشعب عصرا مظلما في سنوات الحصار الذي لم يمر أي شعب في العالم بعد الحرب العالمية الثانية بما مرّ به العراق في سنواته العجاف، والذي كان عنوانا لمرحلة صعبة مليئة بالخسارات والضحايا والمكابدات والهروب من البلاد، بحثا عن الحرية والكرامة في اصقاع العالم. إن شظايا الحرب الروسية الأوكرانية، ستصل إلى كل الدول أبى من أبى ورضا من رضا، لأنها تحدث في مرحلة يتميز فيها الاقتصاد العالمي بربطه مع بعضه وأي خلل سيؤدي إلى بث الخوف والرعب في الدول الأخرى المرتبطة بإيرادات القمح والطاقة، والتي لا يمكن أن يستغني عنها العالم مهما كانت بعض الدول تمتلك اقتصادا قويا. إن الحروب لا تخلّف غير الويلات وإن انتصرت دولة ما في الحرب، فإنها خاسرة لأنها ستدفع الثمن غاليا وكبيرا.
ولو تحاورت الأطراف ولجأت إلى طاولة المفاوضات قبل نشوب الحرب، بالتأكيد لكان أفضل مع احترام الرغبة في المطالبة بالحقوق وضمان أمنها القومي وسيادتها. إن الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، جعلنا نستعيد التاريخ في كل حقبة تحدث فيها نزاعات، لأننا نعرف أكثر من سوانا بانها تعني الموت والجوع وانتهاك الكرامة. واحترام رغبات الأطراف المتحاورة، سيؤدي حتما لنزع فتيل الأزمة، لأن الحرب لا تحلّ اية أزمة، بل تزيدها تعقيدا. إن الحرب الروسية الأوكرانية، أشعلت الأسعار في العالم. وراحت الدول تخاف من تفاقم أزمة الغذاء والطاقة، اي أن أية دولة مهما كانت بعيدة جغرافيا عن النزاع، فإن الشظايا المروعة ستصل إليها وستعاني منها وكأنها هي التي تحارب.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز