أصدرت مجلة “تايم” قائمتها السنوية لأكثر 100 شخصية تأثيرًا لعام 2024، التي تهدف من خلالها تسليط الضوء على صانعي التغيير في العام الماضي، وتضم العشرات من الرياضيين والفنانين والسياسيين والمؤثرين.
والحرب في غزة ألقت بظلالها على نسخة العام الجاري من القائمة، إذ وقع الاختيار على شخصيتين عربيتين لما لهما من دور “مؤثر” في الأزمة، وهما الصحفي الفلسطيني، معتز العزايزة، ورئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. بحسب تقرير مجلة تايم اطلعت عليها “المعالي نيوز”.
وذكرت المجلة أنه لمدة 108 يوم، كان معتز عزايزة بمثابة عيون العالم وآذانه في موطنه غزة.
وقالت: “مسلحًا بكاميرا وسترة واقية من الرصاص تحمل كلمة (صحافة)، أمضى المصور الفلسطيني، البالغ من العمر 25 عامًا، ما يقرب من أربعة أشهر في توثيق الحياة تحت القصف الإسرائيلي، من عائلات نازحة من منازلها، ونساء يندبن أحبائهن، ورجال محاصرين تحت الأنقاض”.
وأضافت المجلة: “وعرضت صوره لمحة عن غزة لا يستطيع منافستها سوى قلة من الصحافة الدولية، التي مُنعت من الوصول إلى القطاع، لكنه فعل ذلك بمخاطرة كبيرة، حيث قُتل ما لا يقل عن 95 صحفيًا كما أصيب أو اعتقل العشرات غيرهم في غزة منذ 7 أكتوبر، وهي الفترة التي تعتبر الأكثر دموية بالنسبة للصحافة منذ أن بدأت لجنة حماية الصحفيين في تعقب القتلى في عام 1992”.
وأشارت المجلة إلى أنه منذ إخلاء غزة، في يناير، تحول دور العزايزة إلى رفع مستوى الوعي بالأزمة والدعوة إلى التدخل الدولي. وقال: “ما يحدث في غزة لا يرضيكم. نحن لا نخبركم بما يحدث… من أجل الحصول على المشاهدات أو المشاركات، بل نحن في انتظاركم للتصرف. نحن بحاجة إلى وقف هذه الحرب”.
وفيما يتعلق بالدور القطري في حرب غزة، ذكرت المجلة أن بصفته رئيساً لمجلس الوزراء ووزيراً للخارجية، ركز محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني على المفاوضات المضطربة بين حركة حماس وإسرائيل، والتي أسفرت حتى الآن عن وقف إطلاق النار لمدة أسبوع وإطلاق سراح أكثر من 100 رهينة.
وأوضحت المجلة أنه بالإضافة إلى ما تتمتع به قطر من ازدهار وثراء بسبب ما تمتلكه من نفط وغاز، فأظهرت هذه المملكة الصغيرة، من خلال استضافتها لكأس العالم 2022، مدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه.
وبعد مرور عام، ذكرت المجلة أن قطر اكتسبت أهمية أكثر رصانة، فظهرت كمحاور موثوق به بين إسرائيل وحماس.
وترى المجلة أنه حتى قبل 7 أكتوبر، أثار رئيس الوزراء، البالغ من العمر 43 عامًا، إعجاب المسؤولين الأميركيين باعتباره وسيطًا في مناطق الاضطرابات الأخرى، بما في ذلك أميركا الجنوبية. لكن في الشرق الأوسط، يقول: “للأسف، الجميع يرقصون على الحافة”.
وعلى الجانب الآخر، ضمت القائمة والدة الشاب الإسرائيلي الأميركي، هيرش غولدبرغ بولين، البالغ من العمر 23 عاماً، والذي اختطفته حماس كرهينة في 7 أكتوبر.
وذكرت أنه منذ 7 أكتوبر، أصبحت راشيل غولدبرغ بولين واحدة من أبرز الأصوات الداعية إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، إذ حضرت لقاءً مع بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، وتحدثت عبر تطبيق “زووم” مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، كما ألقت كلمة في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى تواصلها المستمر مع متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي.
مفاوض آخر في حرب غزة شملته القائمة وهو مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، الذي قالت المجلة إنه “بعينيه الدائمتين، وابتسامته اللطيفة، وشاربه الأتشيسوني، يُظهر مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز مزيجًا من الثقة والتواضع ما يجعله يبدو، كما هو بالفعل، بمثابة ارتداد إلى عصر كان فيه رجال الدولة المتحفظون ينصحون رؤساء كلا الحزبين ويخدمون كمبعوثين خاصين يتعاملون مع المهام الدبلوماسية الحساسة”.
وأضافت: “فهو ليس ذكياً فحسب، بل حكيماً أيضاً، ويحظى بثقة الحلفاء والخصوم باعتباره وسيطاً نزيهاً، بما في ذلك روسيا، حيث عمل سفيراً للرئيس الأميركي السابق، جورج دبليو بوش، وإيران، التي ساعدت جهوده في التفاوض على الاتفاق النووي في عهد الرئيس باراك أوباما”.
وبالنسبة للرئيس الأميركي، جو بايدن، قام بيرنز بمهمة عبر قناة خلفية إلى موسكو لمحاولة تجنب الحرب الأوكرانية وقام بعدة رحلات إلى كييف للبحث عن طرق لإنهائها، وفقا للمجلة. وأوضحت أنه في الآونة الأخيرة، تولى بيرنز قيادة الجهود الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.
وضمت القائمة العديد من الأسماء الأخرى في مجالات مختلفة، ومنهم يوليا نافالنايا، أرملة المعارض الروسي الذي مات في معسكر اعتقال روسي، أليكسي نافالني، والذي وصفه الكثيرون بأنه أشد منتقدي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وبالإضافة إلى نافالنايا، جاءت في القائمة الممثلة تاراجي هينسون، التي تناضل من أجل المساواة في هوليوود، ونجم الدوري الوطني لكرة القدم باتريك ماهومز، الذي قاد فريقه كانساس سيتي تشيفز إلى أربع مباريات في سوبر بول في مسيرته، والفنانة دوا ليبا، التي تصفها باتي سميث بأنها تعيد تعريف “عالم موسيقى البوب”.
كما شملت قائمة العام الجاري 12 من قادة المناخ والاستدامة، بما في ذلك وزيرة الحكومة البرازيلية مارينا سيلفا، وصانع السيارات الصيني وانغ تشوانفو، والباحثة سوزان سيمارد. وفي عام التغيير في مجال الطب، كرمت المجلة المدير التنفيذي للرعاية الصحية ديف ريكس والعلماء دان دراكر، وجويل هابنر، وسفيتلانا موجسوف.