صحة وطب
أخر الأخبار

سر الحياة…ما كمية الماء التي يحتاجها جسدنا؟

قاعدة الثلاث ثلاثات: يمكن للإنسان أن يعيش ثلاثين يوماً بدون طعام، وثلاثة أيام فقط بدون سوائل، وثلاث دقائق فقط لا غير بدون أكسجين، ما خطورة عدم شرب ما يكفي من السوائل وفي مقدمتها الماء على صحتنا؟

يتكون حوالي 80 بالمائة من جسم المولود حديثاً من الماء، ولكن مع تقدمنا في السن، ينخفض محتوى الماء في أجسامنا ليصل إلى حوالي 60 بالمائة. وتحتوي الخلايا الدهنية على محتوى مائي أقل من خلايا الجسم الأخرى. ومن هنا، فإن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم كمية مياه أقل من الأشخاص النحيفين، ولدى النساء كمية مياه أقل من الرجال. كما تحتوي بعض الأعضاء على كميات كبيرة من الماء كالعينين والعضلات، على سبيل المثال لا الحصر.

يفقد جسمنا حوالي لترين من السوائل يومياً، ومن هنا لا بد من تعويضها بشرب حوالي 1.5 إلى 2 لتر من السوائل في اليوم. إذا لم نشرب ما يكفي، يصبح بولنا ذو لون أصفر كثيف، وإذا تحول لونه إلى البني، فهذه علامة تحذير أكثر خطورة. وتزداد ضرورة شرب السوائل أثناء المجهود البدني والرياضة وارتفاع درجات الحرارة والحمى والقيء والإسهال.

العلامات التحذيرية التي تشير إلى حاجة جسمنا إلى الماء بشكل عاجل هي الصداع والدوخة وجفاف الأغشية المخاطية في الفم والحلق وربما صعوبة البلع. وفي أسوأ الحالات، يمكن أن يؤدي النقص إلى الغيبوبة.

كلما تقدمنا في العمر، قل شعورنا بالعطش. ومن هنا تأتي خطورة امتناع كبار السن عمداً عن شرب ما يكفي من الماء لخشيتهم من التبول اللارادي أو الاضطرار إلى الذهاب إلى المرحاض كثيراً في الليل، كما يتعين علينا الإكثار من شرب السوائل عند تناول بعض الأدوية كمدرات البول، وفي حال شرب الكحول، الذي يؤدي إلى تقليل نسبة الماء في الجسم؛ إذ له تأثير مدر للبول لمحاولة الكلى طرد المواد السامة من الجسم.

ما زاد عن حده انقلب لضده! شرب خمسة لترات أو أكثر في غضون ساعات قليلة قد يعرض حياتنا للخطر؛ إذ تصبح الكلى غير قادرة على تنظيم وإخراج كمية السوائل من الجسم، ما قد يؤدي في أسوأ الأحوال إلى ذمة دماغية، وإلى خلخلة توازن الملح في الجسم.

عادة ستغير حياتك.. 5 فوائد لشرب الماء فور الاستيقاظ

يتبع اليابانيون تقليدا قديما، يتمثل بشرب الماء على معدة خاوية، فور استيقاظهم صباحا، تلك الظاهرة قد تبدو غريبة قليلا، لكن تأثيرها كبير على صحة الإنسان، وفقا لتجربة “مثيرة”، ووفقا لدراسات عديدة، توفر هذه الممارسة البسيطة نتائج إيجابية فيما يتعلق بالصحة، وهو الأمر الذي دفع صحفية بموقع “دي آي يو بروجيكتس” لتجربة الطريقة لمدة شهر كامل، وتسجيل النتائج.

وبعد شهر من ممارسة شرب الماء فور الاستيقاظ، قالت الصحفية: “بعد أيام قليلة من بدء شرب الماء في الصباح، بدأت أشعر بأنني أخف وزنا. شعرت أن جسدي كان يزيل السموم بسهولة أكبر، وأكدت الصحفية أن العادة الجديدة ساعدتها على تحمل النظام الغذائي الذي تتبعه، حيث أنها لم تشعر “بالجوع المزعج الذي يأتي كل ساعة”، والرغبة بتناول الطعام الخفيف بين الوجبات.

وقالت الصحفية: ” بالإضافة إلى الشعور بجوع أقل، لم يعد هضمي بطيئا وثقيلا. ارتفاع مستوى الطاقة لدي حفزني على ممارسة الرياضة أكثر فأكثر”، وأشارت صاحبة التجربة إلى أنها كانت تعاني من عسر الهضم سابقا، وكذلك الحموضة، إلا أن هذه المشاكل اختفت بشرب الماء في الصباح، وغاب الشعور بالحموضة بعد الوجبات، كما أكدت الصحفية التأثير الكبير الذي لاحظته على بشرتها بسبب الماء: “اعتاد الناس أن يقولوا لي إنني أبدو أكبر من عمري. منذ أن بدأت العلاج بالماء، تقلصت التجاعيد في وجهي والآن تبدو بشرتي صحية ومشرقة ومتوهجة”.

8 أكواب من الماء يوميا.. العلم يكشف حقيقة النصيحة الطبية

يحرص الناس يوميا على شرب كميات مختلفة من الماء، دون أن يدركوا ما إذا كانت تلك الكمية مناسبة لهم أم لا، في وقت يحذر فيه الأطباء من أن الإفراط أو التفريط في هذا السائل قد يعود سلبا على صحة الإنسان، ومن المعروف أن جسم الإنسان يتكون من نحو 60 بالمئة من الماء، كما أن الشخص يفقد باستمرار وطوال اليوم كميات من المياه، عن طريق البول والعرق والتنفس.

وقال موقع “هيلث لاين” إن خبراء الصحة يوصون عادة بثمانية أكواب من المياه، أي ما يعادل لترين، مشيرا إلى أن بعض الخبراء يعتقدون أن الإنسان في الحاجة إلى شرب الماء باستمرار، حتى عندما لا يشعر بالعطش.

هذا الرقم ليس خاطئا، لكن الدراسات الحديثة حول كمية المياه، تطورت كثيرا، وأصبحت أكثر دقة، وفقا لموقع “فورتشن ويل”: “نصائح كمية المياه اليومية باتت تعتمد كثيرا على جنس الشخص وعمره ونشاطاته اليومية”.

توصي الأكاديمية الوطنية للعلوم والهندسة والطب بمتوسط استهلاك يومي من الماء يبلغ حوالي 3.7 لتر للرجال وحوالي 2.7 لتر للنساء. من المتوقع جدا أن يكون المقدار اللازم للشخص يوميا قريب من هذه النسبة، وتقول الأكاديمية إن السوائل تشمل الماء والمشروبات الأخرى مثل الشاي والعصير وبعض الأطعمة.

ومن العوامل التي تؤثر على كمية المياه التي يحتاجها الإنسان، هي المكان الذي يعيش فيه (منطقة حارة أو باردة أو رطبة أو جافة..)، ونظامه الغذائي (إذا كانت كل وجباته حارة أو مالحة أو سكرية فسيحتاج إلى كمية أكبر من المياه)، وأين يقضي يومه (هناك فرق بين قضاء اليوم داخل المكتب أو المنزل وقضائه تحت أشعة الشمس)، ونشاطه الرياضي (نوعية النشاط الرياضي يؤثر على كمية المياه المطلوبة).

كم كوبا من الماء تحتاج لتقليل مخاطر السكتة الدماغية ؟

تحدث السكتات الدماغية غالبًا بعلامات تحذيرية قليلة أو معدومة، لكن هناك بعض التغييرات في نمط الحياة التي يمكنك إجراؤها للمساعدة في تقليل المخاطر وتعزيز فرص الشفاء منها، ومن أبرزها شرب كمية كافية من الماء.

أعراض السكتة الدماغية

السكتة الدماغية هي عندما يتم قطع إمداد الدم إلى جزء من الدماغ، ومن أبرز أعراضها:

الوجه: قد يهبط جانب من الوجه، أو قد لا يتمكن الشخص من الابتسام، أو قد يكون فمه أو عينه هبطا.

الذراعان: قد لا يتمكن الشخص المصاب بالسكتة الدماغية من رفع ذراعيه وإبقائهما مرتفعتين، بسبب ضعف أو تنميل في ذراع واحدة.

الكلام: المصاب بسكتة دماغية كلامه قد يكون ملتبسا أو مشوها، أو قد لا يتمكن الشخص من التحدث على الإطلاق، على الرغم من أنه يبدو مستيقظا. وقد يواجه المصابون أيضا مشاكل في فهم ما تقوله لهم.

عامل السرعة أساسي في إنقاذ حياة المصابين بالسكتة الدماغية، أو تخفيف الأضرار الناتجة عنها، لذا من المهم جدا أن تكون مدركا لأعراضها، وتتحرك سريعا لطلب المساعدة أو إيصال المصاب إلى أقرب مستشفى.

باحثون وجدوا أن عددا كبيرا من مرضى السكتة الدماغية، يظهرون في المستشفى وهم يعانون من الجفاف.

“هارفارد هيلث” تقول إن علامات عدم شرب كمية كافية من السوائل، تشمل الضعف وانخفاض ضغط الدم والارتباك والدوخة والبول داكن اللون.

ووفقا لهيئات صحية، فإن الحد الأدنى من كمية الماء التي يحتاجها الشخص لتجنب ذلك، هو حوالي 4 إلى 6 أكواب من الماء يوميا.

يتوافق هذا مع بحث أجرته جامعة لوما ليندا الأميركية، الذي وجد سابقا أن شرب ما لا يقل عن 5 أكواب من الماء، ضروري لتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 53 في المائة.

قد لا يؤدي القيام بذلك إلى الحماية من هذه الحالة فحسب، بل يساعد أيضا في تقليل الأضرار في حالة الإصابة بسكتة دماغية.

لا يقتصر خطر الجفاف على السكتات الدماغية، إذا يطال أعضاء أخرى في الجسم، تشمل:

عام 2015، ألقت الأبحاث التي أجريت على المرضى الذين تم إدخالهم إلى مركز السكتة الدماغية في مستشفى جونز هوبكنز، الضوء الجديد على مخاطر الإصابة بالجفاف على القلب والأوعية الدموية.

كان المرضى الذين لم يشربوا كمية كافية من السوائل أكثر عرضة بنحو 4 مرات للمعاناة من نتائج أسوأ، مقارنة بالمرضى الذين حصلوا على كمية كافية من الماء، وفق ما ذكرت صحيفة “ميرور” البريطانية.

بعد مرور عام، توصل بحث أجرته جامعة أركنساس إلى اكتشاف آخر حول تأثيرات الجفاف على صحة القلب والأوعية الدموية، أشارت إلى أن مستويات الترطيب – حتى الجفاف الخفيف لدى الذكور الشباب الأصحاء – يمكن أن تلعب دورا في مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الشخص.

النتائج التي نُشرت في المجلة الأوروبية للتغذية، أكدت أنه حتى الجفاف الخفيف يمكن أن “يضر بوظائف الأوعية الدموية، مثل تدخين السجائر”.

مجلة Michigan Associated Neurology أشارت إلى أن الجفاف قد يكون له أيضا تأثير على الدم بحيث يجعله أكثر كثافة، مما يؤدي إلى احتفاظ الجسم بمزيد من الصوديوم، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم.

لا يعني هذا فقط أنه من المرجح أن تتشكل جلطات الدم، ولكن قد يتباطأ تدفق الدم أيضا. نتيجة لذلك، قد يتراكم الدم في الأوعية الدموية المسدودة أو الضيقة ويسبب سكتة دماغية.

كيف تتجنب السكتة الدماغية؟.. سبل الوقاية

وللحد من فرص الإصابة بسكتة دماغية، فإن هناك مجموعة من النصائح، وفق هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، من المهم اتباعها:

الأكل بصورة جيدة وصحية.

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

الإقلاع عن التدخين والتقليل من شرب الكحول.

إذا كانت لديك حالة صحية تزيد من خطر إصابتك بسكتة دماغية، فمن الضروري إدارتها بشكل فعال.

على سبيل المثال، تناول دواء تم وصفه لك لخفض ضغط الدم المرتفع أو مستويات الكوليسترول، بانتظام.

يشار إلى أنه إذا كنت قد أصبت بسكتة دماغية في الماضي، فإن هذه التدابير مهمة بشكل خاص، لأن خطر إصابتك بسكتة دماغية أخرى يزداد بشكل كبير.

شرب الماء والشيخوخة.. دراسة تكشف الرابط

كشفت دراسة استمرت حوالي 25 سنة أن الترطيب الجيد للجسم من خلال شرب الماء، مفيد للغاية خاصة فيما يتعلق بإبطاء الشيخوخة.

وأشارت الدراسة الصادرة من المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة إلى أن سوء الترطيب يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بالأمراض المزمنة والوفاة المبكرة، وخلال الدراسة، تم جمع مجموعة بيانات 11000 شخص بالغ على مدار 25 عاما، تراوحت أعمارهم بين 45 و60 عاما.

وتم تمييز مستويات الترطيب من خلال معدلات الصوديوم في الدم كمؤشر على عادات الترطيب لدى المشاركين في الدراسة، حيث أشارت التركيزات العالية من الصوديوم إلى عدم الحفاظ على عادات الترطيب المثالية، أو شرب السوائل الصحية.

وقالت الدراسة إن “نطاق الصوديوم الطبيعي في الدم، يتراوح بين 135 و14 ميلي مول/ لتر””، ووجدت الدراسة أن مستوى الصوديوم في الدم البالغ 142 ميلي مول / لتر أو أكثر يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة بنسبة 39 في المئة.

ويقلل البقاء ضمن النطاق المناسب من 138-142 ميلي مول / لتر من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والوفاة المبكرة، وخلصت النتائج إلى أنه: “بما أن نقص ماء الجسم هو السبب الأكثر شيوعا لزيادة تركيز الصوديوم، فإن هذه النتائج تشير إلى أنه بالنسبة للأشخاص الذين يتجاوز صوديوم المصل لديهم 142 ميلي مول / لتر، فإن الحفاظ باستمرار على الترطيب الأمثل قد يبطئ عملية الشيخوخة لديهم”.

هل تكره طعم الماء؟ 3 خيارات صحية لتحسين النكهة

هل أنت من بين الأشخاص الذين يصعب عليهم تقبلّ طعم الماء؟ ويُعد الماء عنصرًا أساسيًا لا يمكن التخلي عنه، ويعود بفوائد صحية كثيرة على الجسم، وإذا كنت تشعر أحيانًا بأنك مجبر على شربه، فهناك الكثير من الإضافات لتحسين نكهة المياه.

ونشرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، عبر حسابها الرسمي على موقع “إنستغرام”، مقطع فيديو يعكس بعضًا من هذه الإضافات، ويمكن إضافة الفاكهة المجمدة، مثل الفراولة، والأناناس، والتوت لمذاق حلو، وفي حال كنت تبحث عن طعم منعش، فربما أوراق النعناع الطازج وشرائح الليمون تُعتبر الخيار الأمثل، وتستطيع إضافة مشروبات الأعشاب الباردة، مثل عرق السوس، والنعناع، والكركدية لطعم لذيذ، ونشرت وزارة الصحة العُمانية، بتغريدة عبر حسابها الرسمي على موقع “تويتر”، بعض الخطوات التي ستساعدك على تذكر شرب الماء بشكل أكبر، وتحديدًا خلال فصل الصيف.. ما أبرزها؟

ضع زجاجة الماء أمام عينيك طوال اليوم حتى لا تنسى أو تتكاسل عن شرب الماء

اجعل الماء جزءًا من عاداتك الصباحية والمسائية

تمرّن على شرب الماء قبل تناول الطعام

استغل هاتفك المحمول لتذكيرك بموعد شرب الماء

أضف نكهة خاصة إلى الماء إذا كنت تشعر بالملل من شربه على طبيعته، مثل النعناع أو البرتقال أو الليمون.

ما السر الكيميائي للماء الذي يجعل الحياة بدونه أمرا مستحيلا؟

لا يوجد جزيء آخر يضاهي الماء في خصائصه الكيميائية الفريدة التي تدعم الحياة، إذ لا يستطيع فقط إذابة أي شيء تقريبا، ولكنه إحدى المواد القليلة التي توجد في صورة صلبة وسائلة وغازية ضمن نطاق درجات الحرارة على الأرض، يشكل الماء نحو 75% من وزن جسم الإنسان، ويؤدي فقدان 4% فقط من هذه النسبة إلى الإصابة بالجفاف، فيما فقدان 15% يمكن أن يكون قاتلا.

وعلى الرغم من أنه يمكن لأي شخص أن يعيش شهرا بدون طعام فإنه لا يستطيع العيش 3 أيام دون ماء، هذا الاعتماد الحاسم على الماء يحكم بشكل عام جميع أشكال الحياة الأخرى.

يقول الله تعالى في سورة الأنبياء “وجعلنا من الماء كل شيء حي”، أي أنه لا يوجد شيء حي بدون ماء، وقد توصل علماء الفلك إلى النتيجة نفسها، فحينما يبحثون عن حياة خارج نظامنا الشمسي فهم يبحثون عن الماء أولا لأنهم يتبعون قاعدة “حيث توجد المياه ربما توجد حياة”.

وإذا كان الأمر كذلك فما السر الكيميائي الذي يختص به الماء ويجعل البقاء على قيد الحياة بدونه أمرا مستحيلا؟ وهل توجد مواد أخرى في الكون يمكن أن تقوم بنفس عمل الماء؟

وفقا لموقع “هاو ستاف وركس” (howstuffworks)، فإن جزءا من السبب الذي يجعل العلماء يعتقدون أن الماء أفضل من أي مادة أخرى في الحفاظ على الحياة هو أننا لم نكتشف أبدا كائنا عضويا ثبت تخليه عن الماء، وفي حين أن بعض الكائنات الحية تحتاج إلى ماء أقل من غيرها فإن كل كائن حي نعرفه يحتاج إلى الماء للبقاء على قيد الحياة.

أما جامعة هارفارد الأميركية فتذكر على موقعها أنه لا يوجد جزيء آخر يضاهي الماء عندما يتعلق الأمر بخصائصه الكيميائية الفريدة التي تدعم الحياة، إذ لا يستطيع الماء فقط إذابة أي شيء تقريبا، ولكنه أيضا إحدى المواد القليلة التي يمكن أن توجد في صورة صلبة وسائلة وغازية ضمن نطاق من درجات الحرارة التي تحدث على الأرض.

أمر آخر وهو أن كل أشكال الحياة على الأرض تستخدم غشاء يفصل الكائن الحي عن بيئته، وللبقاء على قيد الحياة يأخذ الكائن الحي مواد مهمة لإنتاج الطاقة، فيما ينقل المواد السامة إلى الخارج، والماء ضروري في هذا الصدد ببساطة لأنه سائل في درجات حرارة شبيهة بالأرض، ونظرا لأنه يتدفق فإنه يوفر وسيلة فعالة لنقل المواد من الخلية إلى بيئتها.

الجزء الآخر من معادلة أن الماء يمكن أن يحمل الأشياء داخل وخارج الخلية يتعلق بتكوينه الكيميائي الفريد، إذ ترجع أدوار عدة للماء في دعم الحياة إلى تركيبه الجزيئي وبعض الخصائص الأخرى.

فالماء عبارة عن جزيء بسيط يتكون من ذرتين صغيرتين من الهيدروجين موجب الشحنة وذرة أكسجين كبيرة سالبة الشحنة، وعندما يرتبط الهيدروجين بالأكسجين فإن ذلك يخلق جزيئا غير متماثل بشحنة موجبة على جانب وشحنة سالبة على الجانب الآخر، ويسمى فارق الشحنة هذا بالقطبية، وهي تحدد كيفية تفاعل الماء مع الجزيئات الأخرى.

وبسبب الظاهرة التي تجذب فيها الشحنات المعاكسة بعضها البعض فإن الماء يتفاعل كجزيء قطبي مع الجزيئات القطبية الأخرى وحتى مع نفسه، وبسبب ذلك فإن للماء توترا سطحيا مرتفعا، إذ إن جزيئاته الموجودة على السطح تنجذب لبعضها البعض وتتماسك، ولهذا التماسك فوائد عديدة حيث إن النباتات تصبح قادرة على سحب المياه من الأرض إلى أعلى ضد الجاذبية، كما يساهم هذا التماسك أيضا في ارتفاع درجة حرارة غليان الماء، مما يساعد الحيوانات على تنظيم درجة حرارة الجسم.

وفي ما يتعلق بارتباط جزيئات الماء بالجزيئات القطبية للمواد الأخرى فإن الماء يتلوى في طريقه إلى جميع الزوايا والشقوق بين الجزيئات ويفككها بشكل فعال ويذيبها، وهذا ما يحدث عندما تضع بلورات السكر في الماء، فالماء والسكر قطبان، مما يسمح لجزيئات الماء الفردية بتطويق جزيئات السكر الفردية وتفكيكه وتذويبه.

وعلى غرار القطبية تتكون بعض الجزيئات من أيونات أو جسيمات مشحونة بشكل معاكس، ويفكك الماء هذه الجزيئات الأيونية أيضا من خلال التفاعل مع كل من الجسيمات الموجبة والسالبة الشحنة، وهذا ما يحدث عند وضع الملح في الماء، لأن الملح يتكون من أيونات الصوديوم والكلوريد.

ووفقا لموقع جامعة هارفارد، فإن قدرة الماء الواسعة على إذابة مجموعة متنوعة من الجزيئات أكسبته تسمية “مذيب عالمي” (Universal Solvent)، وهذه القدرة هي التي تجعل الماء قوة لا تقدر بثمن للحفاظ على الحياة.

وعلى المستوى البيولوجي يساعد الماء كمذيب الخلايا على نقل واستخدام المواد المهمة مثل الأكسجين والعناصر الغذائية، وتساعد المحاليل القائمة على الماء كالدم في نقل الجزيئات إلى المواقع الضرورية، مثل تسهيل نقل الأكسجين للتنفس وكذلك تسهيل وصول الأدوية إلى أهدافها في الجسم.

وللماء أيضا دور هيكلي مهم في علم الأحياء، إذ إنه يملأ الخلايا للمساعدة في الحفاظ على الشكل والبنية، حيث يخلق الماء داخل العديد من الخلايا -بما في ذلك تلك التي يتكون منها جسم الإنسان- ضغطا يقاوم القوى الخارجية مثل وضع الهواء في بالون.

ويسمح الماء لكل شيء داخل الخلايا بالحصول على الشكل الصحيح على المستوى الجزيئي، لأن الشكل مهم للعمليات الكيميائية الحيوية، ويعد هذا أيضا أحد أهم أدوار المياه.

ميزة أخرى للماء هي أنه يمكن أن يعمل كمادة صلبة وسائلة وغازية ضمن نطاق درجات الحرارة التي تحدث على الأرض، أما الجزيئات الأخرى غير الماء التي تم تحديدها على أنها مرشحة جيدة لدعم الحياة فإنها تميل إلى أن تكون سائلة في درجات حرارة أو ضغوط قد تكون غير مضيافة لمعظم أشكال الحياة المعروفة.

يقول عالم الأحياء الفلكية كريس ماكاي لموقع “لايف ساينس” (Live Science) إن الأمونيا والميثان هما بعض المتنافسين الرئيسيين مع الماء، فالأمونيا مثل الماء جزيء قطبي وفير نسبيا في الكون، أما الميثان فهو ليس قطبيا لكن يمكنه إذابة العديد من المواد الأخرى.

ووفقا لموقع وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” (NASA)، فإن العلماء وجدوا أن نطاق درجات الحرارة التي يبقى فيها الماء سائلا كبير إلى حد ما مقارنة بالأمونيا والميثان، فعند مستوى سطح البحر يتجمد الميثان عند -182 درجة مئوية ويغلي عند -162 درجة مئوية (نطاق 21 درجة مئوية)، وتتجمد الأمونيا عند -78 درجة مئوية وتغلي عند -34 درجة مئوية (نطاق 44 درجة مئوية)، وفي الوقت نفسه يتجمد الماء عند صفر درجة مئوية ويغلي عند 100 درجة مئوية.

وهذا يعني أن نطاق درجات الحرارة حيث يكون الماء سائلا يزيد على ضعف نطاق الأمونيا وحوالي 5 أضعاف نطاق الميثان، وهذا يساعد الكائنات التي تستخدم الماء على تنظيم درجة حرارة الجسم.

وإلى جانب كونه ضروريا لعمل أجسامنا فإن الماء أيضا يعزز الحياة بعدة طرق أخرى، فبدون المياه لا يمكننا زراعة المحاصيل أو تربية الماشية أو غسل الطعام أو تنظيف أنفسنا، وقد ساهمت المياه كذلك في تقدم الحضارة، فقد وفرت وسيلة للسفر لأجزاء كاملة من العالم ومثلت مصدرا مهما للطاقة بالمصانع.

ونظرا لأن الماء يمكن أن يوجد أيضا كبخار فإنه يمكن تخزينه في الغلاف الجوي ونقله عبر الكوكب في صورة مطر.

كما تساعد المحيطات أيضا في تنظيم مناخ الكوكب، وتمتص الحرارة في الصيف وتطلقها خلال الشتاء، وتعد المحيطات أيضا بمثابة موطن لعدد لا يحصى من النباتات والحيوانات.

يجيب عن ذلك موقع “هاو ستاف وركس” بأنه ليس لدينا حتى الآن ما يكفي من المعلومات لنقول ما إذا كان من الممكن أن توجد الحياة بدون ماء أم لا، ولكننا نعلم جيدا على وجه اليقين أن الحياة على الأرض لا يمكن أن تستمر بدون ماء.

كيف يمكن لكوب من الماء أن يكشف أسرار كوننا؟ تعد الثوابت الفيزيائية الأساسية -التي تعرف أيضا بالثوابت العالمية- قوانين تحكم حركة الكون، ومنها على سبيل المثال سرعة الضوء في الفراغ، ومن ثم فإن تلك الثوابت لها قيمة ثابتة لا تتغير بمرور الوقت. لذا يقال إن الثوابت الفيزيائية الأساسية تشكل نسيج الكون الذي نعيش فيه.

ولكن كيف تعمل تلك الثوابت وتؤثر في حياة الكائنات على ظهر هذا الكوكب، وجودا وعدما؟ وهل هناك نطاق من المرونة والتغير يعتريها في ظل الظروف المختلفة؟

مؤخرا، توصل باحثون من جامعة كوين ماري في لندن إلى اكتشاف يمكن أن يغير فهمنا للكون. ففي دراستهم المنشورة في دورية “ساينس أدفانسز” يوم 23 أغسطس/آب الجاري، كشفوا، لأول مرة، عن أن هناك نطاقا يمكن أن تختلف فيه الثوابت الأساسية، مما يسمح -مثلا- بحدوث اللزوجة اللازمة لعمليات الحياة داخل الخلايا الحية وفي ما بينها، وهذا جزء مهم من اللغز في تحديد مصدر هذه الثوابت وكيفية تأثيرها على الحياة كما نعرفها.

كان الفريق نفسه قد وجد، عام 2020، أن لزوجة السوائل يتم تحديدها من خلال الثوابت الفيزيائية الأساسية، مما يضع حدا لمدى سيلان السائل، والآن انتقلوا بهذه النتيجة لبحث تأثيرها في علوم الحياة.

يقول أستاذ الفيزياء كوستيا تراشينكو -في البيان الصحفي المنشور حول الدراسة في موقع فيز دوت أورغ- “تبين أن فهم كيفية تدفق الماء في كوب يرتبط ارتباطا وثيقا بالتحدي الكبير المتمثل في اكتشاف الثوابت الأساسية. كما تتطلب عمليات الحياة داخل الخلايا الحية وفي ما بينها الحركة، فإن اللزوجة هي التي تحدد خصائص هذه الحركة. وإذا تغيرت الثوابت الأساسية، ستتغير اللزوجة مما يؤثر بشكل كبير على الحياة كما نعرفها”.

ويضيف تراشينكو “على سبيل المثال، إذا كان الماء لزجا مثل القطران، فلن توجد الحياة في شكلها الحالي أو لن تكون موجودة على الإطلاق، وينطبق هذا على ما هو أبعد من الماء، لذا فإن جميع أشكال الحياة التي تستخدم الحالة السائلة حتى تعمل سوف تتأثر. إن أي تغيير في الثوابت الأساسية، بما في ذلك الزيادة أو النقصان، سيكون بمثابة أخبار سيئة أيضا بالنسبة للتدفق والحياة القائمة على السوائل”.

لذا يتوقع الباحثون أن تكون النافذة -أي النطاق الذي تحدث فيه هذه التغيرات- ضيقة جدا، فعلى سبيل المثال إذا تغيرت الثوابت الفيزيائية الأساسية المتعلقة بحركة السوائل ستصبح لزوجة دمنا سميكة جدا أو رقيقة جدا بالنسبة للجسم، مما يؤدي لحدوث أمراض قد تودي بالحياة، لذلك فإنها تعمل مع تغير بنسبة قليلة فقط في بعض الثوابت الأساسية، ويرى الباحثون من ثم أن فهم كيفية عمل الثوابت الفيزيائية الأساسية في الحياة يمكن أن يعيننا على فهم كيفية عملها في الكون بشكل عام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى