مقالات
أخر الأخبار

رسالتنا الوطنية

كتب علي كريم خضير: إذا كانت الانتخابات البرلمانية تُجرى في كل بلدان العالم بانسيابية واضحة، وتوقيتات دستورية دقيقة.

 

فإنَّ ما نلحظه في المشهد السياسي العراقي يدعو إلى التساؤل من هذه الاجتهادات المربكة للعملية السياسية بالشكل، الذي جعل بعضهم يتصور أن القوانين لا تسري على واضعيها، أو أنَّ العمل فيها يقع في باب المضاربات والمصالح الخاصة.

 

ففي واقع سياسي غير مسبوق ومنذ تشرين الأول من العام الماضي، فقدت البوصلة اتجاهها في تشخيص رئيس (الدولة والحكومة)، وظلت الأمور تسير بتعثر واضح وشدٍّ وجذبٍ بفعل مناكفات الأحزاب ذات الشأن في العملية، وكأنَّ العراق دولة ما زالت تعيش أبجديات السياسة، وليس لها تاريخ عريق في المنطقة والعالم. وقد يكون فخ الكولونيالية الأميركي الذي اجتاح البلاد، بسبب سياسات النظام الصدامي المباد قد أجهض قدراتنا العسكرية والبنى التحتية وما آلت إليه مدننا من خراب،

 

لكنه لم يستطع أبداً أن يقهر قدراتنا المعنوية في مواجهة التحديات الكبيرة، وأبرزها ماتجلَّت عنه وحدة العراقيين في مقارعة قوى الظلام الداعشي، بتحريرها الموصل الحدباء وبقية المناطق المحتلة من هذه الزمر، التي أشاعت روح القتل والكراهية، هذا وقد زفت قواتنا الأمنية وأبناء الحشد الشعبي والعشائري بنصرها المبين قوافل من الشهداء الأبطال الغيارى.

 

واليوم بقيت معركة البناء لم يكتمل أمرها بعد، وأولها بناء الإنسان وبث روح المواطنة الحقَّة في وجدانه بتسهيل كل احتياجاته اليومية والمستقبلية هذا من جانبٍ. ومن جانبٍ آخر، ينبغي أن ننهض سويةً بالمشاركة في تقديم سبل النجاح الواعد، كلٌّ منَّا يتحمل مسؤوليته من موقعه الخاص في الحقل، في المعمل، في الوظيفة، في ميادين القتال، في أبسط تشكيلات الحياة، هذه رسالتنا إلى الجميع.
أمَّا أنتم أيَّها الساسة، فعليكم باحترام الوقت في تطبيقاته الدستورية.

 

لأنَّه الهوية في النظام السياسي، وأنَّ مسؤوليتكم أكبر وأشمل فلا يتحقق ما نصبو إليه، إلَّا باجتهادكم في رسم هذه اللوحة الحضارية للعراق وتشكيلها بالألوان الجميلة التي تُوحي بالمهارة والانسجام، عبر استزارة حكومة وطنية تضع على عاتقها مصلحة العراق أولاً، يكون فيها الرجل المناسب في المكان المناسب.

 

وتكون فيها إرادتنا هي الأقوى على كل إرادة أجنبية أو إقليمية، وأن نعيش شخصيتنا الدولية بتأثير متبادل مع الآخر، نعطي كم نأخذ، ونقول كما نجيب، ونعمل من أجل مصالحنا العليا كما يعملون، هكذا يجب أن تكون رسالتنا الوطنية في الحياة كي نعبر المرحلة بقوةٍ وثبات.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى