تشير دراسة أجراها علماء من جامعة بيتسبرغ ونشرت في مجلة Scientific Reports إلى أن بساطة القصائد التي تم تأليفها بواسطة الذكاء الاصطناعي تجعلها في متناول القراء بشكل أكبر.
وجاء في الدراسة أن بعض القراء غير قادرين على التمييز بين الشعر المكتوب من خلال الذكاء الاصطناعي والشعر الذي يكتبه البشر. كما أنهم غالبا ما يفضلون قصائد الذكاء الاصطناعي وليس قصائد الشعراء الحقيقيين، بما في ذلك كلاسيكيات الأدب العالمي.
وقد أجرى التحليل العلماء الأمريكيون بريان بورتر وإدوارد ماشيري من جامعة “بيتسبرغ”. ويشيرون في ورقتهم البحثية إلى أن الأبحاث أظهرت أن الناس يجدون صعوبة في التمييز بين الأعمال الفنية التي أنشأها الذكاء الاصطناعي (مثل اللوحات والصور الفوتوغرافية والصور الشخصية) وتلك التي أبدعها البشر. وفيما يتعلق بالشعر، فإن هذه المشكلة يعقدها إطار هذا النوع من الفن لأنه يقضي ضمنا بحرية صياغة المضمون والأشكال.
وتألفت الدراسة من تجربتين، شملت الأولى أكثر من 1.6 ألف شخص. وتم اختيار خمسة أعمال ألفها عشرة شعراء مشهورين باللغة الإنجليزية، مثل ويليام شكسبير واللورد بايرون، وتم إنشاء خمسة أعمال أخرى باستخدام روبوت الدردشة chatbot 3.5 بما يتوافق مع أسلوب هؤلاء المؤلفين. ثم أُعطي لكل مشارك بشكل عشوائي عشرة نصوص، وبينها 5 نصوص لمؤلف حقيقي، و5 نصوص أخرى مؤلفة بأسلوبه من الذكاء الاصطناعي، وتعين عليهم الإجابة عما إذا كان منتجا صناعيا أم كُتب بقلم. وأظهرت هذه التجربة أن المشاركين لم يتمكنوا من تحديد أي قصائد تنتمي إلى المؤلف الحقيقي، وغالبا ما وصفوا القصائد التي تم إنشاؤها بأنها حقيقية.
وأجريت التجربة الثانية مع مجموعة جديدة تضم ما يقرب من 700 شخص شاركوا في الدراسة عبر الإنترنت. وتلقى هؤلاء مجموعة عشوائية تضم 10 قصائد (من أصل 100 قصيدة مستخدمة في التجربة الأولى) وقاموا بتقييمها بناء على 14 درجة مختلفة. وتم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات، حيث قيل لإحداها إن جميع النصوص تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي (بغض النظر عن التأليف الحقيقي)، وقيل للمجموعة الأخرى أنهم كانوا يقرؤون أعمالا حقيقية، وأخيرا، لم تتلق المجموعة الثالثة أي معلومات حول التأليف.
ونتيجة لذلك، أعطى المشاركون في المجموعة الأولى درجات أقل في المتوسط مقارنة بالمجموعة الثانية، مما يعني أنهم يفضلون القصائد الحقيقية إذا كانوا يعرفون مقدما أنها كتبها إنسان وليس الذكاء الاصطناعي. وأظهرت مقارنة النتائج بالمجموعة الثالثة التي لم يعرف المشاركون انتماء النصوص التي كانوا يقرؤونها، أن الأشخاص الخاضعين للاختبار وصفوا بشكل عام أعمال الذكاء الاصطناعي بأنها أعلى مستوى من أعمال الشعراء الحقيقيين.
وجاء في المقال:” يشير بحثنا إلى أن المشاركين استخدموا استراتيجية شائعة، ولكنها عاجزة عن تمييز شعر الذكاء الاصطناعي عن الشعر البشري، حيث إن بساطة القصائد التي ينتجها الذكاء الاصطناعي تجعلها أكثر قابلية للفهم بالنسبة للقراء الذين ليس لديهم خبرة أدبية، مما يشجعهم في النهاية على إعطاء الأفضلية للشعر المنتج”. وخلص المقال إلى أن تعقيد الأعمال التي ألفها الإنسان يتم تفسيرها بشكل خاطئ على أنها كلام غير مترابط ناتج عن الذكاء الاصطناعي.