اخبار اسلامية
أخر الأخبار

خطيب جمعة الناصرية: شهر رمضان فرصة عظيمة لمكاشفة الذات ومصارحتها

أكد خطيب جمعة الناصرية، الشيخ ضياء السهلاني، أن شهر رمضان فرصة ودعوة عظيمة لمكاشفة الذات ومصارحتها.

 

وقال خطيب جمعة الناصرية، خلال خطبته التي ألقاها في مصلى أنصار الإمام المهدي (عج)، وتابعتها “النعيم نيوز”:

لو تأمل كل إنسان في ذاته، واستقرأ حياته وأوضاعه، لوجد أن أفكاراً يتبناها، وصفات نفسية وشخصية يحملها، وسلوكاً معيناً يمارسه. فهل هو راضٍ عن الحالة التي يعيشها وأنه ضمن الوضع الأفضل؟ أم أنه يعاني نقاط ضعف وثغرات ولا يمكنه تغييرها؟.

هذه تساؤلات كامنة في نفس الإنسان، وتبحث عن فرصة للمكاشفة والتأمل. ورغم الحاجة لها، لكن أكثر الناس يحجمون عنها إما بسبب الانشدادات الحياتية العملية، أو لأنها تتطلب اتخاذ قرارات تغييرية، فيتهرب الكثيرون منها كما يتهرب البعض من إجراء فحوصات طبية، خوف اكتشاف مرض يمنعه ما يحب.

في تعاليم الإسلام دعوة مكثفة للانفتاح على الذات ومحاسبتها، بعيداً عن الاستغراق في الاهتمامات المادية، والانشغالات الحياتية. كما ورد عن رسول اللَّه : «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا». فلحظات التأمل ومكاشفة الذات تتيح للإنسان فرصة تعرف أخطائه ونقاط ضعفه، وتدفعه لتطوير ذاته نحو الأفضل. يقول الإمام علي : «ثمرة المحاسبة إصلاح النفس».

ولعل من أهداف قيام الليل والاعتكاف في المسجد للعبادة هي إتاحة هذه الفرصة للإنسان.

لا يوجد شهر يماثل شهر رمضان، ففيه «تتضاعف الحسنات، وتمحى السيئات» كما روي عن رسول اللَّه، وفيه فرصة عمر كبرى للحصول على مغفرة اللَّه «إن الشقي من حرم غفران اللَّه في هذا الشهر العظيم»، ولكن ذلك لا يتم بالتمني بل بالتوجه والسعي، لذا ينبغي في هذا الشهر مراجعة الذات ومحاسبة النفس.

فالإنسان بامتناعه في هذا الشهر الكريم عن كل ما يلتصق به يومياً من شهوات، يكون قد تخلص من تلك الانشدادات مما يعطيه فرصة للانتباه نحو ذاته ونفسه. ويكون ذلك بالأجواء الروحية التي جاء التأكيد عليها ومنها:

صلاة الليل، فهي فرصة حقيقية للخلوة مع اللَّه، والتي ينبغي التخطيط لها حتى تؤتي ثمارها ونتائجها، فتؤدي في نشاط وقوة، وليس مجرد إسقاط واجب أو مستحب.

وقراءة القرآن الكريم كما ورد أن من «تلا فيه آية كان له مثل من ختم القرآن في غيره من الشهور»، ولكن هذه القراءة إنما تخدم توجه الإنسان للانفتاح على ذاته ومكاشفتها وتلمس ثغراتها وأخطائها، بشرط التدبر، كما روي عن الإمام علي : «ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر».

ومن التدبر هو أن المراد من الارتباط بالقرآن هو القرآن الناطق وهو إمام الزمان عليه السلام وعجل الله فرجه، للعلاقة الوثيقة بين الشهر الكريم والإمام من خلال الأدعية و العلامات ومنها عن الامام أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) انه قال: “الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان لأن شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق ، ثم قال (عليه السلام) ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب لا يبقى راقدا إلا استيقظ ولا قائم إلا قعد ولا قاعدا إلا قام على رجليه فزعا من ذلك الصوت فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب فان الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين.

(ظهر الإمام محمد ابن الحسن المهدي عجل الله فرجه الشريف وإن رايته راية حق)

وكذلك الأدعية المأثورة في شهر رمضان، كدعاء الافتتاح ودعاء السحر وأدعية الأيام والليالي، كلها كنوز تربوية روحية، تبعث في الإنسان روح الجرأة على مصارحة ذاته، ومكاشفة نفسه، وتشحذ همته وإرادته للتغيير والتطوير والتوبة عن الذنوب والأخطاء.

أقول ما قد سمعتم واستغفر الله لي ولكم والحمد لله وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

الخطبة الثانية

قال الشيخ الكفعمي (رحمه الله ): وَذَكَرَ السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بَاقِي رَحِمَهُ اللَّهُ فِي إِخْتِيَارِهِ: أَنَّهُ مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَ هُوَ :

اللَّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضَانَ، الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ الْقُرْآنَ، وَافْتَرَضْتَ عَلَى عِبَادِكَ فِيهِ الصِّيَامَ، ارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرَامِ، فِي هَذَا الْعَامِ وَفِي كُلِّ عَامٍ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُهَا غَيْرُكَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ

التخطيط لاستثمار شهر رمضان

على الإنسان العاقل أن يضع البرامج والخطط لاستثمار هذا الشهر الكريم والاستفادة من خيراته وبركاته.

ورد عنه ص : «لاَ يَكُونَنَّ شَهْرُ رَمَضَانَ عِنْدَكُمْ كَغَيْرِهِ مِنَ اَلشُّهُورِ فَإِنَّ لَهُ عِنْدَ اَللَّهِ حُرْمَةً وَفَضْلاً عَلَى سَائِرِ اَلشُّهُورِ»

على الإنسان أن يضع له برنامجاً مميزاً لهذا الشهر المميز حتى لا يكون كغيره من الشهور، فليحرص الإنسان المؤمن بأن يكون له فيه برنامجان: على المستوى الفردي، وعلى المستوى العائلي، فعلى المستوى الفردي في هذا البرنامج:

أولاً: تلاوة القرآن الكريم والدعاء والاستغفار يقول علي : «عَلَيْكُمْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِكَثْرَةِ اَلاِسْتِغْفَارِ وَ اَلدُّعَاءِ فَأَمَّا اَلدُّعَاءُ فَيُدْفَعُ بِهِ عَنْكُمُ اَلْبَلاَءُ وَ أَمَّا اَلاِسْتِغْفَارُ فَيَمْحَى ذُنُوبَكُمْ» ونحن بحمد الله لدينا كنوز روحية من الدعاء تركها أهل بيت النبوة وجدهم رسول الله، كدعاء السحر وأدعية الأيام فكل لحظة من لحظات هذا الشهر وكل ساعة من ساعاته هناك دعاء من الأدعية فعلى الإنسان الاستفادة من ذلك.

وإن رأي سماحته الأخير لا ينبغي ترك قراءة القرآن مادام قاصداً استحباب القراءة المؤكد في هذا الشهر، وبذلك حث أكيد على قراءته وعدم التفريط به.

ثانياً: المواظبة على صلاة الجماعة قدر الإمكان وحاول أن تقصدها ولو كانت بعيدة.

ثالثاً : الصدقة، فقد «سُئل النبيُّ أيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قال: صدقةٌ في رمضانَ» فعلى الإنسان بذل ما يستطيع في هذا الشهر الكريم لمختلف الأعمال الخيرية من مساعدة للفقراء ودعم للنشاطات الاجتماعية.

رابعاً: صلة الأرحام والتواصل الاجتماعي بأن يكون للإنسان برنامج يومي لزيارة أرحامه وتفقد أحوالهم.

عن الإمام الباقر (عليه السلام): صلة الأرحام تزكي الأعمال وتنمي الأموال، وتدفع البلوى، وتيسر الحساب وتنسئ في الأجل.

– عنه (عليه السلام): صلة الأرحام تحسن الخلق وتسمح الكف وتطيب النفس، وتزيد في الرزق وتنسئ في الأجل.

خامساً: حضور مجالس الذكر والمعرفة ففيها من الفوائد الروحية والاجتماعية والثقافية الشيء الكثير.

وهناك برنامج على الصعيد العائلي بأشعار العائلة بميزة هذا الشهر على سائر الشهور، ليس بالجوانب المادية فقط، ولكن بالجوانب الروحية وهي الأهم وذلك بتدريب الأولاد على الصلاة والصيام والقراءة الجمعية للقرآن والدعاء”.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى