اخبار اسلامية
أخر الأخبار

خطبتا صلاة الجمعة في نهر سعد بإمامة الشيخ ميثم العبودي

أقيمت خطبة صلاة الجمعة، بمسجد الزهراء (ع). في ميسان/نهر سعد، بإمامة الشيخ ميثم العبودي.

 

وتحدث الشيخ العبودي، خلال الخطبة الأولى، التي كانت بعنوان (النهج الإنساني في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)، وتابعتها “النعيم نيوز”. حول “معنى الإنسانية

المفهوم الإنساني لغةً كما ورد في المعاجم اللغوية هو مأخوذ من كلمة إنسان، وهي مجموعة الصفات والخصائص التي تجمع الجنس البشري، وهو ضد البهيمية والحيوانية. ومعناه الاصطلاحي قريبٌ من هذا المعنى، قالوا: بأن معنى الإنسانية اصطلاحًا: هي الصفة التي تجمع بين جميع البشر، بين جميع الناس. فعندما يقال “إنسانية” هذه الصفة تجمع بين كل الناس في هذا العالم، تجمع بين سبع مليارات من البشر في هذا العالم. وكلهم يدخلون في هذه الدائرة، دائرة الإنسانية.

الإنسانية هي رسالة الإسلام، الإسلام وجميع الأديان السماوية تركز على محور الإنسان، على محور بناء الإنسان، على محور إصلاح الإنسان. على أن يكون الإنسان إنسانًا بمعنى الكلمة، ولذلك إذا تخلى الإنسان عن صفات الإنسانية فإنه يخرج من الإنسانية إلى اللا إنسانية. وتؤدي اللا إنسانية إلى إهدار قيمة الإنسان وحقوقه المعنوية والمادية. والتعامل مع الناس بقسوة وبلا إنسانية.

ونهضة الإمام الحسين عليه السلام التي هي محور البحث هي نهضةٌ إنسانية في جميع أبعادها، فهي إنسانيةٌ في دوافعها وأسبابها ومنطلقاتها وأهدافها. وهي إنسانيةٌ في مضمونها ومحتواها ورسالتها، ولكن ما يجب التركيز عليه خصوصاً في هذا العصر. ونحن في الألفية الثالثة: هو إبراز الجانب الإنساني من سيرة الإمام الحسين عليه السلام إلى العالم”.

وفي الخطبة الثانية، قال الشيخ العبودي: “أحسن إلى من أساء إليك إنّ من أسباب السعادة أن تعفو عمّن ظلمك. وتُعطي من حرمك، وتُحسن إلى من أساء إليك، فإنّ العفو والصفح يُنقّي القلب من الغيظ والحقد والعداوة. كذلك الصفح والتجاوز يُطهّر القلب، ويجلب له السعادة والمسرّات، فلا يُسَرّ الإنسان وقلبه ممتلئ غيظاً وحقداً. والله تعالى يقول في مُحكم كتابه: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ﴾[1]. فتأمّل كيف أعطاهم شرف النسبة إليه سبحانه مثلما قال: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ﴾[2]، وَقُلْ ﴿لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.

فإذا جاءك إنسان، فقال لك: فلان قد أساء إليك ويقول فيك كذا وكذا، فهناك حسن، وهناك أحسن، ولم يقل الله: قولوا حسنى. بل أمر: بأن يقولوا التي هي أحسن “أفعل التفضيل”، وهذا ممّا يدلّ على أنّ عباد الله حقّاً لا يُبادلون الإساءة بالإساءة، مع أنّ الحقّ لك إذا أساء الغير، أن تردّ الإساءة بالإساءة. ولكن الأحسن أنّ ترد الإساءة بالإحسان: ﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾[3].

هذا ويُعلّمنا مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم درساً عظيماً في ردّ الإساءة بالإحسان، وذلك في اليوم العصيب الذي شخبت فيه جراحاته وكسرت رباعيته، وقُتل عمّه سيّد الشهداء حمزة رضوان الله عليه. ومع كلّ ما أصابه من الأذى لم يزد على أن قال: “اللهم اغفر لقومي، فإنّهم لا يعلمون”[4]. فتأمّل كيف لم يمنعه سوء صنيعهم به عن إرادته الخير وطلب المغفرة لهم.

وإليك نموذج من عباد الله الذين أدّبهم هذا النبيّ الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، فكان من الرجال الذين لا تهزّهم إساءة، ولا تستفزّهم جهالة. لأنّ لغو السفهاء يتلاشى فى رحابهم كما تتلاشى الأحجار في أغوار البحر المحيط، عنيتُ أبا ذر الغفاري رضي الله عنه، فقد شتمه رجل ذات يوم. فقال له أبو ذر: “يا هذا لا تغرق في شتمنا، ودع للصلح موضعاً، فإنّا لا نُكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نُطيع الله فيه”[5].

السوقي والعابر

كان مالك الأشتر ضخم الجثة طويل القامة يرتدي قميصا وعمة، قد طبعت الحرب على وجهه آثارها وعلّمته بعلائمها وحكت عن بطولاته في ميادينها بتقاسيم وجهه. بينما كان يمشي ذات يوم في سوق الكوفة وإذا بأحد السوقة تحدثه نفسه بالازدراء به والاستهزاء بزيّه فرماه ببندقة. وبدون أن يعيره الأشتر التفاتا واصل السير حتى توارى عن الأنظار.

عندها قيل للسوقي: ويحك أتعرف من رميت؟

– لا، لم أعرفه، عابر مثل آلاف المارة.

– إنه مالك الأشتر النخعي صاحب أمير المؤمنين عليه السلام وقائد جيشه.

– أهذا هو مالك الذي ترتعد فرائص الأسد خوفاً منه ويرتجف العدو من اسمه؟

– نعم هو بعينه.

فهرول الرجل من ساعته راكضا خلف مالك ليعتذر إليه عما بدر منه، إلا أن مالكا كان قد دخل أحد المساجد، فلما وصل الرجل وجده قائما يصلي. فلما انتهى من صلاته انكب الرجل على قدميه يقبلهما. فقال له مالك ، ما هذا؟

– اعتذر إليك عما صدر مني. أنا الذي استهزأت بك وتجرأت عليك”.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى