اخبار اسلامية
أخر الأخبار

خطبتا صلاة الجمعة في قضاء السنية بإمامة الشيخ مؤيد الشافعي

أقيمت خطبتا صلاة الجمعة بمحافظة الديوانية/قضاء السنية، في جامع الإمام موسى الكاظم (ع)، بإمامة الشيخ مؤيد الشافعي.

 

وقال الشيخ الشافعي، خلال الخطبة الأولى، وتابعتها “النعيم نيوز”، “قال تعالى “وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ”.

الاعتقاد بظهور منقذ البشرية تؤمن به كافة المجتمعات، فهي عقيدة أتباع الديانات السماوية، ويعتقدها أيضاً أتباع الملل التي لا نعتبرها سماوية [كالزرادشتية]، إذ يعتقدون أن بهرام شاه سيظهر بعد غيبة طويلة ويحقّق العدالة للبشرية، والمجوس اعتقدوا بعودة أرشيدو، والبوذيون اعتقدوا بعودة بوذا، اليهود ينتظرون أن يأتي المسيح (ع) في آخر الزمان وينقذهم ويقيم دولتهم الكبرى ويعم العدل والسلام في آخر الزمان، وقالوا عن عيسى بن مريم (ع): إنه المسيح الدجّال. والنصارى يعتقدون بأن المسيح الذي صُلب، وبعد ثلاثة أيام من صلبه؛ رفعه الله إلى السماء وهو الذي سوف ينزل في آخر الزمان لينشر العدل على الكرة الأرضية.

إنّ المسلمين كافة باختلاف مذاهبهم وثقافاتهم يعتقدون بحتمية ظهور المهدي المنتظر في آخر الزمان وهو من عترة الرسول (ص)، وأنه سينقذ العالم ويملأ الأرض عدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً، كما بشّر بذلك القرآن الكريم “هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ” وقوله سبحانه “وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ”، اتفق السنة مع الشيعة بالاعتقاد بالإمام المهدي (عج)؛ لكنّ الاختلاف في أنه وُلِد أو سيولد في آخر الزمان، الشيعة يعتقدون أنّه وُلد سنة 255هـ في سامراء، وأنّ والده هو الإمام العسكري (ع)، وأمّه نرجس، وأن له غيبتان [غيبة صغرى، وغيبة كبرى] ونحن في عصر الغيبة الكبرى، إلى أن يأذن الله سبحانه له بالفرج، والسنة يقولون أنه يولد في آخر الزمان ويخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، والروايات كثيرة لديهم التي تتحدّث عن خروجه، حتى أنّ ابن تيمية قال: إنّ الأحاديث التي يُحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها الترمذي وأحمد وغيرهم، كحديث ابن مسعود وغيره، منها ما روي عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله (ص) قال: تُملأ الأرض ظلماً وجوراً فيقوم رجل من عترتي فيملأها قسطاً وعدلاً .

ومنها ما أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمّاد عن عائشة عن النبي (ص) قال: هو رجل من عترتي يقاتل على سُنّتي كما قاتلتُ أنا على الوحي . وعن عبد الله بن عمر أنه قال: قال رسول الله (ص): لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت ظلماً وجوراً .

إذن يتّفق السنة والشيعة بالاعتقاد بالمهدي الذي يُطهّر الأرض من الظلم والجور والفساد، وأنّه من عترة رسول الله (ص)، وأنّه من أولاد فاطمة (ع)، والشيعة يؤكّدون أنه التاسع من ذريّة الإمام الحسين (ع)، فهو الإمام الثاني عشر من خلفاء رسول الله (ص) أوّلهم أمير المؤمنين (ع) ثم الحسن ثم الحسين ثمّ التسعة من أولاد الحسين (ع)، وكثيرة أحاديث أهل السنة التي تفيد أنّ المهدي آخر الأئمة، مثل قول النبي (ص): بنا يُختم الدين كما بنا فُتح. وقوله (ص): الأئمة من بعدي اثنا عشر أوّلهم أنت يا علي وآخرهم القائم الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها . وقد وردت أحاديث متواترة عند الفريقين أنه لا تخلو الأرض من قائمٍ لله بحجة. وحديث: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. كل هذا وغيره يؤكّد أنّ الإمام موجود في كلّ زمان، وهذا ما يُثبته حديث الثقلين الوارد عن رسول الله (ص): إنى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتى كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتى أهل بيتى وإن اللطيف الخبير خبرنى أنهما لن يتفرقا حتى يَرِدَا علىَّ الحوضَ فانظروا كيف تخلفونى فيهما.

فالحديث يدل على أنّ القرآن لا يفترق عن اهل البيت (ع) كما أنّ أهل البيت لا يفترقون عن القرآن إلى يوم القيامة، وهذا يعني أنّه في كل زمن يوجد القرآن فيه؛ لا بدّ من وجود رجلٍ من أهل البيت (ع) في نفس الزمن، فحينما تؤكّد روايات الفريقين أنّ الأئمة من بعد النبي (ص) اثنا عشر وأنّ الأخير منهم هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وأنه لا تخلو الأرض من قائمٍ لله.

أما عقيدة الشيعة الإمامية الإثنا عشرية فقد أكّدت بأنّ الإمام الحادي عشر هو الإمام الحسن العسكري قد وُلد له بسامراء ليلة الخامس عشر من شعبان ولد اسمه محمد اضطر لإخفاء ولادته عن الناس حتى عن أخيه جعفر، ولم يُخبر إلاّ الموثوق من شيعته، فقد بشّرهم بولادة الحجة ليطمئن المؤمنون إلى إيمانهم، وبعض علماء السنة رووا ولادة الإمام محمد بن الحسن – كما في كتاب وفيّات الأعيان لابن خلّكان – أو في كتاب مطالب السؤول لمحمد بن طلحة الشافعي، وكذلك في تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي، كلّهم يذكرون أنّ الإمام الحسن العسكري (ع) أنجب ولداً اسمه محمد غاب عن الأنظار وتكتّم على ولادته للحفاظ على حياته، وحتى لا يظفر به العباسيّون الذين بدأوا بالتضييق على الأئمة (ع) من أوّل أيام حكمهم؛ هارون سجن الإمام الكاظم وهو يعلم بأنه خليفة الله في الأرض، وابنه المأمون دسّ السم للإمام الرضا (ع)، كما دسّ المعتصم السم للإمام الجواد (ع) وهو ابن 25 سنة، وضيّق من جاء بعدهم على الإمامين الهادي والعسكري وجعلوهما تحت المراقبة الدائمة بين العساكر، واشتدت مراقبتهم للإمام العسكري (ع) حتى كان بما يُشبه الإقامة الجبرية، ليقينهم بأنّه هو الحادي عشر من الأئمة (ع) وهو والد الإمام الثاني عشر.

لذا كانت العناية الإلهية بإخفاء أم الإمام وإخفاء حملها حتى على من في البيت، وكانت ولادتها سرّاً لم يستطع بنو العباس رغم مراقبتهم الشديدة أن يعلموا بولادة الإمام الذي لم يظهر على الناس إلاّ لحظة الصلاة على أبيه، وبعدها اختفى عن أعين الناس إلاّ عن السفراء الذي كانوا هم الواسطة بينه وبين شيعته، إذ بعد شهادة الإمام العسكري (ع) بدأت ولاية الإمام المهدي (عج) وبعد الدفن بدأت الغيبة الصغرى التي كان الواسطة فيها بين الإمام وشيعته هم السفراء [ أوّلهم عثمان بن سعيد العمري الذي كان وكيلاً للإمام الهادي ثم العسكري، والثاني ابنه محمد، ثم الحسين بن روح، ورابعهم علي بن محمد السمري] المعروفون بالنواب الأربعة، ويطلق على عصرهم عصر الغيبة الصغرى التي استمرت 70 سنة [ من سنة 260هـ إلى سنة 329هـ].

لتبدأ الغيبة الكبرى، وقد تحدّثت الروايات عن ذلك كما عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كان أبو جعفر يقول: “لقائم آل محمَّد غيبتان: واحدة طويلة، والأخرى قصيرة، قال: فقال لي: نعم يا أبا بصير أحدهما أطول من الأخرى. إذ في نهاية سفارة علي بن محمد السمري حرج التوقيع الشريف، إذ كتب فيه الإمام (عج): بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمّد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام، فاجمع أمرك، ولا توصِ إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلب، وامتلاء الأرض جورًا، وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا من ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذابٌ مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

كانت الغيبة الصغرى للحفاظ على الإمام (عج) من أن يصل إليه العباسيون وللتهيئة للغيبة الكبرى، التي أرجع فيها الإمام شيعته للعلماء الفقهاء العدول، خرج له توقيع (عج) فيه: وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حُجّتي عليكم وأنا حُجّة الله عليهم . وجاء في توقيعٍ آخر: فأمَّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلّدوه.

وفي الخطبة الثانية التي كانت بعنوان: الصبر على البلاء وانتظار الفرج

من أهم تكاليفنا في زمان الغيبة هو انتظار الفرج وهو من أعظم العبادات كما جاء عن أمير المؤمنين (ع) عن رسول الله (ص) أنه قال ( أفضل العبادة انتظار الفرج ) ، وعنه (ص) أيضاً قال : ( أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج )

– ولكن ما معنى انتظار الفرج المذكور في الأحاديث الشريفة ؟

نحن نعلم أن المرء إذا كان ينتظر قدوم ضيوف أعزاء عليه فإنه يهيأ نفسه لهم بلبس أحسن الملابس والتطيب بأفخر أنواع الطيب وغير ذلك من تنظيف البيت وتهيئة الطعام والشراب والضيافة وما ينبغي تقديمه للضيوف الأعزاء، وكذلك المزارع الذي ينوي زراعة شجر ما وينتظر الحصول منه على أفضل الثمار فإنه يهيئ الأرض بحرثها وتسميدها وما يتطلب الزراعة من أمور قبل قيامه بعملية الزرع المنشودة.

إذاً انتظار الفرج يتطلب منا عمل ما يتوجب علينا القيام به ، وليس القعود في البيت فقط وانتظار خروج الإمام المهدي المنتظر (ع) كما يتوهم البعض.

ومن أهم هذه الأعمال: ـ

1. الانتظار القلبي: بمعنى تهيئة النفس لقدوم الإمام المهدي وتوقع الظهور في أي وقت وبالتالي التسليم المطلق للإمام في حال ظهوره، والاستعداد الكامل لتطبيق عدل الإمام على الشخص نفسه وتجهيز النفس لنصرته والجهاد بين يديه.

2. المساهمة الفعالة: والعمل لأجل خروج الإمام بالتمهيد لذلك قدر الاستطاعة كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من الأعمال الصالحة.

3. إصلاح الشخص نفسه: أي الالتزام الكامل بتطبيق الأحكام الشرعية في سائر العلاقات والمعاملات والعبادات.

4. الصبر على المحن والبلاء: حيث أن عصر الغيبة الكبرى يتميز بتعاظم الجور والظلم والفساد بشكل ملحوظ.

لذلك جاء الكثير من الأحاديث التي تؤكد على مبدأ الصبر وتحث عليه وخصوصاً في زمن الغيبة وتتحدث عن عظم أجر الصابرين كما في الأحاديث التالية.

عن الرسول (ص) قال : (إن من ورائكم أيام الصبر ، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم)، وعن الإمام الصادق (ع) قال : (وانتظار الفرج بالصبر).

وعن الرضا (ع) قال: (ما أحسن الصبر وانتظار الفرج ، أما سمعت قول الله عز وجل) وارتقبوا إني معكم رقيب، وقوله (فانتظروا إني معكم من المنتظرين ( فعليكم بالصبر فإنما يجيء الفرج على اليأس).

فالمؤمن المترقب لفرج إمامه المنتظر (ع) يلاقي صعوبات كثيرة لتكذيب الناس له بوجود هذا الإمام المغيب ، كما يلاقي صعوبات كثيرة لقيامه بواجباته الرسالية بعكس ذلك الشخص الجالس في بيته يتفرج وكأن الأمر لا يعنيه بشيء.

ولذلك حينما سمع الإمام الصادق (ع) بعض أصحابه يتذاكرون جماعة منهم وقد ماتوا ولم يدركوا زمان القائم وهم يتحسرون على ذلك قال لهم : ( من مات منكم وهو منتظرا لهذا الأمر كان كمن هو مع القائم في فسطاطه ، ثم قال : لا بل كان كالضارب بين يدي رسول الله (ص) بالسيف – وفي رواية أخرى كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله).

وعن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى : ) يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فقال (ع) : ( يا فضيل اعرف إمامك فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر، ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعداً في عسكره.. لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه)، وآخر دعوانا أن صلّ اللهم على محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين”.

 

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى