أقيمت صلاة الجمعة، بجامع الجوادين (ع) في حي الإسكان، بإمامة السيد محمود الشوكي.
وتطرق السيد الشوكي، في الخطبة الأولى، وتابعتها “النعيم نيوز”، إلى “قول النبي صلى الله عليه وآله: (مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر فقيل يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ فقال جهاد جهاد النفس)”، مبيّناً أن “الحديث يتحدث عن حرب داخلية ويتحدث عن أحكام الجبهة الداخلية في الوجود الإنساني”.
وأضاف، أن “هذا الحديث يدل على وجود صراع محتدم في أعماق النفس. كما عبر عن ذلك النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وهذه حقيقة يؤكدها علماء النفس. إذ أن الإنسان يتعرض إلى حالة من التمزق النفسي في أفكاره وعواطفه. ومن ثم ينشأ صراع بين جبهتي العقل والنفس، ولهذا نجد أفراداً يقومون بأعمال متناقضة تماماً”.
وتابع السيد الشوكي، “في لحظة هادئة ووديع، وفي أخرى سيء الخلق، ومرة يكون رحيماً عطوفاً ومرة يكون عديم الإحساس قاسي القلب، يجبن مرة ويتهور أخرى، ومرة يتجه إلى الله تعالى وآخر ينصرف وراء الفسوق والفجور لا هو كافر ولا هو مسلم!!!!”.
وأردف، قائلاً: “فماذا يعني هذا التقلب في العمل والسلوك، ومن أين نشأ هذا التناقض والتناشز؟؟؟
-إن هذا التناشز في العمل والتناقض في السلوك إنما ينشئ عن خلل في الأفكار وتمزيق في العواطف. لذلك قالوا علماء الفلسفة الأعمال نتاج الأفكار. فكلما كانت الأفكار صحيحة فالعمل صحيح. وكلما كانت الأفكار خاطئة فالأعمال خاطئة.
-إذاً يتوجب على الإنسان أن ينهي هذا الصراع الداخلي والحرب الداخلية، وإطفاء نار هذه الحرب وإرساء أسس السلام والاستقرار في أعماق النفس. لينشأ نوع من السلام الحقيقي الدائم في داخل الإنسان، ولأنه إذا لم يكن هناك نوع من السلام والتصالح في داخل نفس الإنسان. فسوف يؤثر هذا الإنسان على البيت وعلى الدائرة وعلى العمل وعلى الملف الذي بيده الذي يراد منه إنجاحه.
-لذلك يقول أحد الفلاسفة يقول: (كيف يمكن للمرء أن يعيش حالة الحرب في ذاته أن يعيش السلام مع الآخرين).
-ففاقد الشيء لا يعطيه ومن هنا نشعر بالحاجة إلى الدين فلا توجد قوة تستطيع أن تجعل الإنسان يعيش السعادة وحالة السلام في الداخل والخارج. إلا قوة الدين. فالمال والعلم والمنصب هي مجرد وسائل يستخدمها الإنسان قد للهوى وللرغبة.
-فالقوة الوحيدة التي تقدر على تحقيق هذه المعجزة هو الدين الذي يجعل الإنسان يعيش حالة الانسجام والتناغم بين الأفكار والمشاعر.
-فالمطلوب منا إحكام الجبهة الداخلية ومراقبة السلوك الخارجي. ولا سبيل أمام الإنسان إلا أن يقوي حالة الإيمان ليبتعد تماماً عن التناقض الذي يهدم دنياه وآخرته”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز