بيّن الخبير الاقتصادي، منار العبيدي، اليوم الاثنين، أن المشكلة الحقيقية التي تواجه البلاد، لا تتعلق فقط بأسعار النفط أو التوترات الجيوسياسية، بل بالخطر الديموغرافي المتسارع.
وقال الخبير الاقتصادي، في بيان تلقت “المعالي نيوز” نسخة منه، إن “النسبة السنوية للنمو السكاني في العراق بلغت 2.53%، مما يعني زيادة سنوية بأكثر من مليون شخص، هذا النمو السكاني المتسارع سيجعل عدد سكان العراق يتجاوز 50 مليون نسمة بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن يصل إلى أكثر من 70 مليون نسمة في عام 2040”.
وفيما يتعلق بنسب الفقر، أوضح العبيدي، أن “نسبة الفقر في البلاد تبلغ 17.5%، هذا يعني أن خمسة أشخاص من كل ثلاثين عراقياً يعيشون تحت خط الفقر، وتختلف هذه النسبة بشكل كبير بين المحافظات، حيث وصلت في محافظة المثنى إلى 40%، أي أن اثنين من كل خمسة أشخاص في مدينة السماوة يعيشون تحت خط الفقر”.
وأشار، إلى أن “المشكلة الحقيقية التي تواجه العراق لا تتعلق فقط بأسعار النفط أو التوترات الجيوسياسية، بل بالخطر الديموغرافي المتسارع، وإذا كانت الموازنة الحالية للعراق البالغة 160 تريليون دينار غير قادرة على خفض نسبة الفقر عن 17%، فإن الوصول إلى معدل فقر أقل من 5% مع عدد سكان يبلغ 70 مليون نسمة في عام 2040، يتطلب موازنة سنوية تتجاوز 300 تريليون دينار”.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن “سعر برميل النفط المتوقع في عام 2040 سيكون حوالي 50 دولاراً، فإن العراق سيحتاج إلى تصدير 12.5 مليون برميل يومياً لضمان إيرادات كافية لتغطية هذه النفقات، وفي حال استمر الوضع الحالي من حيث الإنتاج والإيرادات دون تغيير، مع بقاء الموازنة على نفس مستوياتها، فإن معدلات الفقر قد ترتفع إلى 23% بحلول عام 2030، وقد تصل إلى 84% في عام 2040، إذا تراجعت أسعار النفط ولم يتم اتخاذ إجراءات جذرية”.
وحذر، قائلاً: “نحن أمام قنبلة موقوتة تستوجب التفكيك فوراً، ويجب البدء بحملات توعوية لتقليل معدل النمو السكاني، والعمل على زيادة الإيرادات الحكومية وتنويع الاقتصاد، إذا لم يحدث ذلك، فإن العراق يواجه خطراً حقيقياً، قد يحوله إلى دولة تعاني من أزمات شبيهة بالدول الإفريقية، مع انتشار الفقر، الصراعات القبلية، المجاعات، والجريمة بشكل واسع”.