كتب الشيخ ثامر الساعدي: رحمة الله عليه، كنت قد التقيته أيام كان سادن العتبة الرضوية وزرته عدّة مرات… وأتذكر في مرّة أن السيد رئيسي (رحمه الله) جاء مسرعاً في حينها من اجتماع في طهران .. جاء لكي يستقبل المرجع الشيخ اليعقوبي في ضريح الرضا (عليه السلام)…
وقد أعدّ السيد رئيسي (رحمه الله) لفتح القفص المقدس لقبر الرضا (عليه السلام) ليتبرك به الشيخ اليعقوبي، في مراسم خاصة، ورأيت السيد رئيسي جاء وقد نزع عمامته وعباءته وارتدى الملابس البيضاء… ثم عطف على يد الشيخ وأخذ عمامته وأدخله إلى داخل الضريح … ورأيته وهو يلثم ضريح الرضا كالملهوف بين يديه …
وأول انتهاء الزيارة أخذ الشيخ جانباً وراح يناقشه في مسائل دقيقة في الفقه .. وكان (رحمة الله عليه) يعطي البحث الخارج في الفقه جوار حرم الرضا (ع) …
وحينما تم تعيينه رئيساً للسلطة القضائية، لم يستلم المنصب أولاً بل جاء زائراً لأمير المؤمنين (ع) هنا في النجف في صفة غير رسمية -قبل تنصيبه- ورأيته وهو يلثم جدران الحرم …
رحمة الله عليه وإنّا لله وإنّا إليه راجعون… أحزننا فقده وأشعرنا بالأسى العميق، ونسأله تعالى أن يعوضه إلى جوار أوليائه وسادته المطهرين (عليهم السلام أجمعين) …
وفي قوله تعالى عبرة (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) فعَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السَّلاَمُ): (نَنْقُصُهَا بِذَهَابِ عُلَمَائِهَا وَفُقَهَائِهَا وَخِيَارِ أَهْلِهَا).. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..