أخبارمقالات
أخر الأخبار

جيش أجوف

خلافاً لما تنشره وسائل الإعلام الغربية من دعايات وتقارير حول تقدم جيش الکيان الصهيوني في الحرب ضد حماس، إلا أن التحقيقات الميدانية تشير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي واجه العديد من الأزمات والمشاكل في الحرب ضد غزة، وإحدى أهم الأزمات التي يواجهها الجيش الصهيوني، هي نقص الأسلحة والمعدات العسكرية.

نقص السترات الواقية من الرصاص والمواد الغذائية في الحرب

قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في تقرير نشرته بعد يومين من بدء طوفان الأقصى ثم قصف الکيان الإسرائيلي لغزة: يشكو جنود الاحتياط من أن الجيش غير مجهز لعمليات على نطاق حرب كبرى، ويضطر الكثير منهم إلى شراء المعدات العسكرية اللازمة للحرب ضد غزة.

وذکر العديد من جنود الاحتياط أن قلة السترات الواقية من الرصاص، والخوذات القتالية، والقفازات العسكرية، والمصابيح الكهربائية، ووسادات الركبة، وحتى المواد الغذائية والسلع المعلبة، هي من جملة المشاکل التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي في حرب غزة.

وحسب هذا التقرير، فإن قوات الاحتياط وحتى بعض جنود الجيش الإسرائيلي، طلبوا من معارفهم خارج الکيان الإسرائيلي وفي أمريكا وأوروبا شراء معدات عسكرية من المخازن العسكرية، وإرسالها إلى “إسرائيل”.

كما أن استعارة المعدات العسكرية من بعض الجنود المتقاعدين، كانت إحدى الطرق الأخرى التي اتبعتها قوات الاحتياط للتعويض عن النقص والأزمة في المعدات العسكرية للجيش الإسرائيلي، في بداية الحرب على غزة.

الاعتراف بنقص مخزون الأسلحة

اعترف آري إيغوزي، المولود في الأراضي المحتلة والجندي السابق في الجيش الإسرائيلي، والحاصل على شهادة في العلوم السياسية والصحافة من جامعة تل أبيب، في تقرير له بنقص الأسلحة والمعدات العسكرية التي يحتاجها الجيش الإسرائيلي للحرب في غزة.

تم إعداد هذا التقرير في فبراير 2024، أي في الشهر الخامس تقريبًا من الحرب على غزة، وفيه قال الكاتب إن “إسرائيل” تواجه تخفيضاً في احتياطياتها من الذخيرة، وتواجه تحدياً خطيراً لمنع تخفيض معداتها ومخزونها العسكري، لأن تل أبيب تعتمد على دعم الولايات المتحدة لتكملة معداتها العسكرية، ونقل هذا التقرير عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله بخصوص المعدات العسكرية للجيش: “إن الوضع الحالي غير منطقي”.

أزمة نقص الطاقة

من ناحية أخرى، يواجه الجيش الإسرائيلي أزمةً حادةً في القوى البشرية، وقد طالب مؤخراً، في ذروة حرب غزة، بإضافة ما لا يقل عن 7000 جندي إلى قواته.

وحسب تقرير صحيفة يديعوت أحرونوت الناطقة بالعبرية؛ قالت صحافة تل أبيب إن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى 7500 ضابط وجندي إضافي على الأقل في حرب غزة، لكن وزارة المالية في الکيان الصهيوني لم تتمكن إلا من الموافقة على الميزانية اللازمة لتوظيف 2500 ضابط فقط.

إن العجز الاقتصادي عن تمويل التكلفة المالية والاقتصادية للقوة البشرية الجديدة في الجيش الإسرائيلي، يظهر آثار الصدمة الاقتصادية التي تعرض لها الصهاينة نتيجة طوفان الأقصى.

ووصلت أزمة نقص القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي إلى أبعد من ذلك، حتى أن موقع كاردال كتب في تقرير نشر قبل بضعة أسابيع، أن الجيش الإسرائيلي اضطر إلى الانسحاب من حي الزيتون بمدينة غزة، حيث كان يحاول القضاء علی أعضاء حماس في الأيام الماضية، وفي هذا الصدد، قال مصدر مطلع لموقع كردال، إن حي الزيتون بغزة يعدّ مقبرةً لدبابات الميركافا، ويمكن مشاهدة بزات جنود الاحتلال الملطخة بالدماء والممزقة بكثرة في أنحاء هذا الحي.

استخدام الرصاص الحربي الذي يعود إلی الخمسينيات

ذکرت بعض التقارير أن الحرب ضد حماس كشفت عن الكثير من أوجه القصور في الجيش الإسرائيلي، ما اضطر هذا الجيش إلى استخدام الأسلحة العسكرية التي تعود إلی السبعينيات.

ووفقاً لهذا التقرير، حتى في الأشهر الأولى من الحرب على غزة، واجه الجيش الإسرائيلي، الذي لم يكن مستعداً للحرب، نقصاً في الذخيرة واضطرت الوحدات إلى استخدام الرصاص الحربي الذي يعود إلی الخمسينيات.

وتحدثت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية مع أحد جنود الاحتياط في الجيش، ونقلت عنه قوله: إن الفوضى تعم الجيش، الذي تفاجأ بعد هجوم الـ 7 من تشرين الأول/أكتوبر الذي شنته حماس.

وقال جندي الاحتياط هذا لصحيفة “هآرتس”: “كان هناك نقص هائل في المعدات، والمدافع التي كانت لدينا لم تعمل بشكل صحيح، بعضها كان يعمل، وبعضها كان يعمل بشکل ناقص”، وحسب التقرير، على الرغم من أن “إسرائيل” تمتلك صناعة أسلحة متقدمة، إلا أنها تعتمد أيضًا على الولايات المتحدة في جزء كبير من معدات أسلحتها.

وقال جندي آخر إن شحنة الذخيرة غير المنتظمة تسببت في فوضى في الجيش، حيث تلقت بعض الوحدات ذخيرةً مكتوب عليها “للتدريب فقط”.

علامة الفشل

هذه التصريحات هي أحدث التقارير عن سلسلة الهزائم التي مني بها الجيش الإسرائيلي في الحرب ضد حماس، ويعدّ الإنفاق العسكري في “إسرائيل” من أعلى المعدلات في العالم، وقد تفاخرت لسنوات بتكنولوجيا الأسلحة المتقدمة وجهاز المخابرات، أي الموساد، لكن عملياً، وفي الشهر السادس من الحرب ضد غزة، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من فعل أي شيء ضد حماس لتدمير قوات المقاومة الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى