مقالات
أخر الأخبار

ثقافة التنوع

كتب بشير خزعل: بعد الثورة المعلوماتية في نظام الاتصال والتواصل الاجتماعي، خرجت ثقافات كثيرة من قوالبها المحلية وتغيرت ملامح البعض منها، ولم يبق الصراع بين الأصالة والحداثة بذاك المستوى الذي يشغل بال المجتمعات، بقدر الاهتمام في حدود عدم تخطي القيم الإنسانية النبيلة.

 

أشكل البعض على العولمة أنها حملت إلى بعض المجتمعات مبادئ وقوانين وتكنولوجيا اقتحمت حواجز الثقافات المحلية وأدت إلى تفشي الانحلال المجتمعي وبزوغ ظواهر وتقاليد جديدة لم تعهدها مجتمعات كانت منغلقة نوعاً ما وخصوصاً بعض المجتمعات العربية. التي طغى على الكثير منها الجانب الديني والالتزام بتعاليم تؤكد سمة الالتزام بالأخلاق والإنسانية وحرية الاختيار في بعض جوانب الحياة، كما أشكل الكثيرون على العولمة أنها حملت معها تناقضاً واضحاً، ففي الوقت الذي تسعى فيه إلى فرض ثقافة واحدة على العالم متمثلة بثقافة العصر الغربي، نجدها من ناحية ثانية تشجع وتعترف بالثقافات الأثنية المحلية.

وأدى هذا الارتباك إلى ولادة ثقافات هجينة أثرت في مجتمعات كثيرة وتوسعت فيها، لكن الثقافات ذات الامتداد الثقافي لم تتأثر بتلك التغييرات بشكل ملحوظ، في ديباجة الميثاق التأسيسي لليونسكو تنص إحدى الفقرات على أن «كرامة الإنسان تقتضي نشر الثقافة وتنشئة الناس جميعاً على مبادئ العدالة والحرية والسلام. وهذا العمل بالنسبة لجميع الأمم يُعدّ واجباً مقدساً ينبغي القيام به في روح من التعاون المتبادل». ولو خضنا في جوهر هذه الفقرة نجد أنها لا تختلف مع ثقافات غربية وعربية كثيرة، وفي بلد مثل العراق فإن للتنوع الثقافي دوراً كبيراً ومهما في البقاء على الاستقرار الاجتماعي متماسكاً وبعيداً عن الهشاشة ما لم تخرب أركانه بعض الأفكار التي تحاول التشديد على حريات الآخرين: حرية التعبير والدين والاختيار وممارسة الأنشطة والهويات تحت خيمة الهوية الوطنية. لا تضر أي طرف ما لم يكن هناك فرض لسلوك على حساب آخر لدواعٍ وأسباب فردية أو بسبب أفكار متشددة لاعلاقة لها بحرية الإنسان مالم تكن خارجة عن آداب الحياء العام. الذي يشكل أحد أساسيات مختلف الطوائف في جميع القوميات العراقية.

وينبغي أن ينظر للثقافة بوصفها مجمل السمات المميزة، الروحية والمادية والفكرية والعاطفية، التي يتصف بها مجتمع أو مجموعة اجتماعية تشمل إلى جانب الفنون والآداب طرائق الحياة، ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات، وأساليب العيش معاً واحترام تنوع الثقافات. والتسامح، والحوار، والتعاون، وهذه الاساسيات هي خير ضمان لتحقيق السلام والأمن في دولة مثل العراق. ولا خيار بديلاً بتشدد طرف ما على حساب آخر.

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى